< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الأصول

37/04/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حجّية خبر الواحد بالأخبار

قال صاحب الكفاية (فصل في الأخبار التي دلّت على إعتبار الأخبار الآحاد. وهي وإن كانت طوائف كثيرة كما يظهر من مراجعة الوسائل وغيرها...ألخ)[1] .

وهي على طوائفَ أربع، الأولى في الأخبار العلاجية المتكلفة لحكم الرواية المتعارضة من الترجيح بالشهرة وبموافقة الكتاب ومخالفة العامة، حيث إنها دالة على حجّية أخبار الآحاد في نفسها عند عدم إبتلائها بالمعارض. ومن المعلوم أن مورد هذه الروايات ليس خصوص مقطوع الصدور، حيث إن ما ذكر من المرجحات في مقام العلاج _كالترجيح بالشهرة مثلاً- لا يناسب مقطوع الصدور منها حسنة عبد الرحمان بن أبي عبد الله قال قال الصادق (ع): ( إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فردّوه فإن لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه )[2] .

ومنها رواية عمر بن حنظلة حيث ورد فيها: ( ينظر إلى ما كان من روايتهما عنّا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه عند أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه... )[3] وهي ضعيفة لعدم وثاقة عمر بن حنظلة، وكذا غيرها من الروايات الواردة في هذا المضمون.

الطائفة الثانية: الروايات الآمرة بالرجوع إلى أشخاص معينين من الرواة فإنه لو لم تكن الرواية حجّة لم يكن معناً للإرجاع إليهم والأمر بأخذ الحديث منهم. منها صحيحة أحمد بن اسحاق عن أبي الحسن (ع) قال: )سألته وقلت من أعامل وممّن آخذ وقول من أقبل، فقال: العمري ثقتي فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدي وما قال لك عنّي فعنّي يقول فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون، قال: وسألت أبا محمد (ع) عن مثل ذلك فقال: العمري وابنه ثقتان فما أديّا إليك عنّي فعنّي يؤديان وما قالا لك فعنّي يقولان فاسمع لهما وأطعهما فأنهما الثقتان المأمونان الحديث)[4] .

ومنها صحيحة يونس بن عمار أن أبا عبد الله (ع) قال له في حديث: ( أمّا ما رواه زرارة عن أبي جعفر (ع) فلا يجوز لك أن تردّه )[5] . ومنها صحيحة عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله (ع): ) انه ليس كل ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كل ما يسألني عنه فقال: ما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فإنه سمع من أبي وكان عنده وجيهاً )[6] .

ومنها صحيحة شعيب العقرقوفي قال قلت لأبي عبد الله (ع): ) ربما احتجنا أن نسألَ عن الشيء فمن نسأل قال: عليك بالأسدي يعني أبا بصير )[7] .ومنها صحيحة علي بن المسيّب الهمداني قال قلت للرضا (ع): ) شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فممّن آخذ معالم ديني قال: من زكريا بن آدم القمّي المأمون على الدين والدنيا قال علي بن المسيّب فلما انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه )[8] .

ومنها صحيحة عبد العزيز بن المهتدي والحسن بن علي يقطين جميعاً عن الرضا (ع) قال قلت:( لا أكاد أصل إليك اسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمان ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني فقال: نعم )[9] ، بل يظهر منها ان حجّية خبرالثقة كان مفروغاً عنها وانما وقع السؤال عن أشخاص معينين. ومنها رواية علي بن سويد السابي قال:( كتب إليّ أبو الحسن (ع) وهوفي السجن وأما ما ذكرت يا علي ممّن تأخذ معالم دينك لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم...ألخ)[10] .

ضعيفة بجهالة علي بن حبيب المدائني وعدم وثاقة محمد بن اسماعيل الرازي. ومنها رواية أحمد بن حاتم بن ماهويه، قال: (كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث (ع) أسأله عّمن آخذ معالم ديني وكتب أخوه أيضاً كذلك، فكتب إليهما: فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما على كل مسن في حبّنا وكل كثير القدم في أمرنا فإنهما كافوكما إن شاء الله تعالى)[11] ، وهي ضعيفة بجهالة موسى بن جعفر بن وهب وعدم وثاقة أحمد بن محمد بن حاتم بن ماهويه.

ومنها رواية المفضل بن عمر قال: ( سمعت أبا عبد الله (ع) يوماً ودخل عليه الفيض بن المختار فذكر له آية من كتاب الله عز وّجل تأولها أبو عبد الله (ع) فقال له الفيض: جعلني الله تعالى فداك ما هذا الإختلاف الذي بين شيعتكم قال: وأي الإختلاف يا فيض فقال له الفيض: اني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في أختلافهم في حديثهم حتى أرجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي فقال أبو عبد الله (ع): أجل هو كما ذكرت، يا فيض إن الناس أولعوا بالكذب علينا كأن الله أفترض عليهم لا يريد منهم غيره وأني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون به الدنيا وكل يحب أن يدعي رأساً أنه ليس من عبد رفع نفسه إلا وضعه الله وما من عبد وضع نفسه إلاّ رفعه الله وشرّفه فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس وأومىء بيده إلى رجلٍ من أصحابه فسألت أصحابنا عنه فقالوا زرارة بن أعين )[12] [13] وهي ضعيفة بمحمد بن سنان.


[12] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، أبواب صفات القاضي، باب11، ح19، ط آل البیت.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo