< قائمة الدروس

بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/12/25

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: بقية الأدلّةَ على حجيّة خبر الواحد من السنّة الشريفة
لا يزال الكلامُ في الأدلّةَ على حجيّة خبر الواحد من السنّة الشريفة، وذكرنا بعض الروايات وهي :
1 ـ ( العَمْرِيّ ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعَنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطِعْ، فإنّه الثّقة المأمون ) و ( العَمْري وابنُه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك عنّي فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثّقتان المأمونان )[1] .
2 ـ .. محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له : ما بال أقوام يروون عن فلان عن فلان عن رسول الله (ص) لا يتّهمون بالكذب فيجيء منكم خلافه ؟ قال : ( إنّ الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن )[2] مصحّحة السند .
3 ـ مصحّحة عمر بن حنظلة .. قال : .. فإن كان الخبران عنكم مشهورين قد رواهما الثقاتُ عنكم ؟ قال : ( ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة )[3] .
4 ـ صحيحة عبد العزيز بن المهتدي والحسن بن علي بن يقطين جميعاً عن الرّضا (عليه السلام)قال قلت : لا أكاد أصل إليك أسألك عن كلّ ما احتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني ؟ فقال : (نعم )[4] .
5 ـ ومنها رواية عليّ بن المسيب قال قلت للرضا (عليه السلام) : شقّتي بعيدة ولست أصل إليك في كلّ وقت فعمّن آخذ معالم ديني ؟ فقال : ( مِن زكريا بن آدم المأمون على الدين والدنيا )[5] .
6 ـ ومنها مصحّحة القاسم بن العلاء : ( فإنه لا عُذْرَ لأحَدٍ مِن موالينا في التشكيك فيما يُؤَدّيه عنا ثِقاتُنا ) .
والآن نتابع في الأحاديث فنقول :
7 ـ حديث الصادق المتعدّد الصيغ :
ـ فقد روى الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في (المجالس) عن جعفر بن محمد بن قولويه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن هارون بن مسلم عن (عليّ)ابن أسباط(قال جش : كان فطحيّاً ثم رجع إلى الحقّ، وكان ثقة أوثق الناس) عن سيف بن عميرة(ثقة واقفي) عن عمرو بن شمر(قال جش : ضعيف جداً، زِيد أحاديثٌ في كتب جابر الجعفي ينسب بعضها إليه والأمر ملتبس) عن جابر(بن يزيد الجعفي ثقة في نفسه ـ ابن الغضائري) عن أبي جعفر (عليه السلام) : (لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها )[6] .
ـ ورواه أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( سارعوا في طلب العلم، فوالذي نفسي بيده لحديث واحد تأخذه عن صادق خيرٌ من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك أن الله يقول ﴿ما آتاكُمُ الرسولُ فَخُذُوْهُ، وما نَهاكُمْ عنه فانْتَهُوا﴾ )[7] .
ـ وعن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال لي : ( يا جابر، واللهِ لحديثٌ تصيبه من صادق في حلال وحرام خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب )[8] .
ـ وعنه عن الحسن بن عمار عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( من دان الله بغير سماع من صادق ألزمه الله التيه يوم القيامة )[9] .
ـ وعن بعض أصحابنا عن عبد العظيم الحسني عن مالك بن عامر عن المفضل بن زائدة عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( من دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله التيه (البتة ـ خ) إلى الفناء (العناء ـ خ)، ومن ادعى سماعاً من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك، وذلك الباب المأمون على سر الله المكنون ) والمظنون أنها نفس الرواية السابقة، وذلك لوحدة المتن .
وذلك بتقريب أنّ التعليل بقوله (عليه السلام) ( وذلك أن الله يقول ﴿ما آتاكُمُ الرسولُ فَخُذُوْهُ، وما نَهاكُمْ عنه فانْتَهُوا﴾ ) صريح في وجوب اتّباع خبر الثقة، كوجوب اتّباع قول النبيّ (ص)، وهذا هو القمّة في إعطاء الحجيّة . ولك أن تقرّب إفادة هذه الرواية لحجيّة خبر الثقة بقولك : أقلّ ما في هذه الرواية التي تعطي كلّ هذه الأهميّة لخبر الصادق أنها ـ على الأقلّ ـ تُوْهِمُ اعطاءَ الحجيّةِ لقوله، فلو كان خبره غير حجّة لما كان هناك معنى لإعطائه كلّ هذه الأهميّة، بل لكان هذا مخالفاً للحكمة، بل لنهي عن اتّباعه قطعاً، كما نهي عن اتّباع القياس .
8 ـ وفي الإحتجاج عن الحسن بن الجهم(ثقة) عن الرضا (عليه السلام) قال قلت له : يجيئنا الرجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين ولا نعلم أيهما الحقُّ ؟ قال : ( فإذا لم تعلم فموسع عليك بأيهما أخذت )[10] مرسلة السند، وذلك بتقريب وضوح الإرتكاز عند المتشرّعة في حجيّة خبر الثقة .
9 ـ وأيضاً في الإحتجاج عن الحارث بن المغيرة(ثقة ثقة) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا سمعت من أصحابك الحديث وكلهم ثقة فموسع عليك حتى ترى القائم عليه السلام فترد إليه )[11] مرسلة السند، وذلك بتقريب تصريح الإمام بحجيّة أخبار الثقات، أو على الأقلّ هذه الرواية توهمُ إفادة الحجيّة لخبر الثقة، فلو لم يكن خبره حجّة شرعاً لما كان من الحكمة استعمال هكذا اسلوب موهم للحجيّة .
10 ـ وفي يب بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن ذبيان بن حكيم عن موسى بن أكيل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سئل عن رجل يكون بينه وبين أخٍ له منازعة في حقّ، فيتفقان على رجلين يكونان بينهما، فحكما فاختلفا فيما حكما ؟ قال : ( وكيف يختلفان ؟ ) قال : حكم كل واحد منهما للذي اختاره الخصمان ! فقال : ( ينظر إلى أعدلهما وأفقههما في دين الله فيمضى حكمه )[12] .
11 ـ وروى الشيخ الطوسي في كتابه العدّة عن الصادق(عليه السلام) قال : (إذا نزلت بكم حادثة لا تعلمون حكمها فيما ورد عَنّا فانظروا إلى ما رووه عن عليّ (عليه السلام) فاعملوا به )[13] أي إذا كانوا ثقات .
12 ـ ومنها ما رواه الفيض الكاشاني في الوافي عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته فقلت : جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان، فبأيهما آخذ ؟ فقال (عليه السلام) : (يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر )، فقلت : يا سيدي إنهما معاً مشهوران مرويان مأثوران عنكم ! فقال : (خُذْ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك )، فقلت : إنهما معاً عدلان مرضيان موثّقان ! فقال : (اُنظُرْ إلى ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه وخذ بما خالفهم، فإنّ الحق فيما خالفهم )، قلت : ربما كانا معاً موافقين لها أو مخالفين، فكيف أصنع ؟ فقال : (إذن فخذ فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الإحتياط )[14] .. ورواها أيضاً في عوالي اللآلئ قال : وروى العلامة قدست نفسه مرفوعاً إلى زرارة قال : سألت الباقر (عليه السلام) فقلت ..[15] مرسلة السند .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo