< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

40/05/30

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: بقية الصَّلوات المستحبَّة(4)

ومنها: حسنة مرازم (قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السَّلام: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ شَيْئاً فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيَحْمَدِ ‌اللهَ وَلْيُثْنِ عَلَيْهِ، وَيُصَلِّي (وَلْيُصَلِّ) عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ هذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ فَيَسِّرْهُ لِي وَقَدِّرْهُ (وَاقْدِرْهُ)؛ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي؛ فَسَأَلْتُهُ: أَيَّ شَيْ‌ءٍ أَقْرَأُ فِيهِمَا؟

فَقَالَ: اِقْرَأْ فِيهِمَا مَا شِئْتَ، وَإِنْ شِئْتَ فَاْقْرَأْ (قَرَأْتَ) فِيهِمَا: بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآن))(1)، وهي وإنْ كانتْ ضعيفةً بطريق الكليني والشَّيخ بعليِّ بن حديد، إلَّا أنَّها حسنة بإبراهيم بن هاشم بطريق الشَّيخ الصَّدوق رحمه الله.

وأمَّا محمَّد بن عليِّ ماجيلوَيْه، فقد عرفت أنَّه من المعاريف.

ومنها: رواية جابر عن أبي جعفر عليه السلام (قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِذَا هَمَّ بِأَمْرِ حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ، أَوْ بَيْعٍ، أَوْ شِرَاءٍ، أَوْ عِتْقٍ، تَطَهَّرَ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيِ الِاسْتِخَارَةِ، فَقَرَأَ فِيهِمَا بِسُورَةِ الْحَشْرِ، وَ(بِـ)سُورَةِ الرَّحْمنِ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} إِذَا فَرَغَ -وَهُوَ جَالِسٌ- فِي دُبُرِ الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا‌ خَيْراً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَعَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَيَسِّرْهُ لِي عَلى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَجْمَلِهَا؛ اللهُمَّ وَإِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا شَرّاً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَآخِرَتِي وَعَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاصْرِفْهُ عَنِّي؛ رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاعْزِمْ لِي عَلى رُشْدِي، وَإِنْ كَرِهْتُ ذلِكَ أَوْ أَبَتْهُ نَفْسِي)(2)، وهي ضعيفة بعَمْرِو بن شَمِر.

وأمَّا المعنى الثاني للاستخارة -أي طلب تعرُّف ما فيه الخيرة، والذي هو المعروف الآن بين النَّاس- فقد أشرنا أنَّه رُوِيَتْ لاستشكاف ما فيه الخيرة أنحاءٌ مختلفة:

منها: أنْ يسأل الله الخِيرة في أمره على النَّهج المأثور، ثمَّ المشورة مع النَّاس والعمل بما يشيرون إليه، فإنَّ الله يُلْهِمُهم الخير، كما تدلُّ عليه موثَّقة هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام (قال: إذا أراد أحدُكم أمراً فلا يشاوِر فيه أحداً من النَّاس حتَّى يبدأ فيشاوِر الله تبارك وتعالى، قال: قلتٌ: جُعِلْتُ فِدَاك! وما مشاورة الله؟ قال: تبتدئ فتستخير الله فيه أوَّلاً، ثمَّ تشاوِر فيه، فإنَّه إذا بدأ بالله أجرى له الخِيرة على لسان مَنْ يشاء من الخَلْق)(3)، وهي وإن كانتْ ضعيفةً في الفقيه، ومعاني الأخبار، بمحمَّد بن عليِّ أبي سَمِينة، إلَّا أنَّها موثَّقة في المحاسن بطريق البرقي، وهارون بن خارجة الأنصاري الكوفي متَّحِد مع هارون بن خارجة الصَّيرفي الثقة.

ومنها: حدوث العَزْم له في قلبه على فِعْلِ ما كان متحيِّراً في أمرِه أو تَرْكه، بعد الاستخارة بأحد الوجوه المأثورة، كما في موثَّقة ابن فضَّال (قَالَ: سَأَلَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام لِابْنِ أَسْبَاطٍ، فَقَالَ: مَا تَرى لَهُ -وَابْنُ أَسْبَاطٍ حَاضِرٌ وَنَحْنُ جَمِيعاً- نَرْكَبُ (يَرْكَبُ) الْبَرَّ أَوِ الْبَحْرَ إِلى مِصْرَ؟ فَـأَخْبَرِهُ بِخَيْرِ طَرِيقِ الْبَرِّ، فَقَالَ: الْبَرُّ، وَائْتِ الْمَسْجِدَ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَاسْتَخِرِ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ انْظُرْ أَيُّ شَيْ‌ءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَاعْمَلْ بِهِ، وَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: الْبَرُّ أَحَبُّ إِلَيَّ (لَهُ)، قَالَ لَهُ: وَإِلَيَّ)(4).

وفي رواية إسحاق بن عمَّار عن أبي عبد الله عليه السلام (قال: قلتُ له: ربَّما أردتُ الأمرَ، يَفْرُقُ منِّي فريقان، أحدُهما يأمرني، والآخرُ ينهاني، قال: فقال: إذا كنتَ كذلك فصلِّ ركعتين، واستخرْ الله مائةَ مرَّةٍ ومرَّةً، ثمَّ انْظُر أَجْزَمَ الأمرَيْن لك فافعله، فإنَّ الخِيرةَ فيه -إن شاء الله- وَلْتكنْ استخارتُك في عافيةٍ، فإنَّه ربَّما خِيْرَ للرَّجل في قَطْعِ يدِه وموتِ ولدِه، وذهابِ مالِه)(5)، وهي ضعيفة بطريق الكُلَيْني بسهل بن زياد، وهي معتبرة بطريق البَرْقِي.

ويستفاد من هذه الرِّواية اشتراط العافية، إلَّا إذا طابت نفسه، ولم يتِّهم الله في شيءٍ ممَّا يُفْرَض وقوعه من موتِ ولدٍ وذهابِ مالٍ، وغيرهما، لأنَّه هو الذي اختاره الله، بدليل ما هو مذكور في الرِّوايات الدَّالة على أنَّه متى استخار الله فلا بدَّ أنْ يختار له.

____________

(1)و(2) الوسائل باب1 من أبواب الاستخارة وما يناسبها ح7و3.

(3) الوسائل باب5 من أبواب الاستخارة وما يناسبها ح7و3.

(4) الوسائل باب1 من أبواب الاستخارة وما يناسبها ح4.

(5) الوسائل باب1 من أبواب الاستخارة وما يناسبها ح6.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo