< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

39/10/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المكاسب المحرَّمة(3)*

 

قوله: (وقال النَّبيّ (صلى الله عليه وآله): نِعْمَ العون على تقوى الله الغنى)

هناك عدَّة روايات:

تدلّ على رجحان الاستعانة بالدُّنيا على الآخرة:

منها: معتبرة السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) : (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم العون على تقوى الله الغني )(4).

ومنها: حسنته عن أبي عبد الله (عليه السلام): (قال: نِعْم العَوْن على الآخرة الدُّنيا)(5)، وكذا غيرها.

 

قوله: (وقال (صلى الله عليه وآله): من المُرُوَّة إصلاح المال)

يستفاد ذلك من جملة من الرِّوايات:

منها: مرسلة الفقيه (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المُرُوَّة استصلاح المال)(6)، وهي ضعيفة بالإرسال.

ومنها: رواية أبان بن تغلب عن أبي جعفر (عليه السلام) : (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المُرُوَّة استصلاح المال)(7)، وهي ضعيفة أيضاً بصالح بن سعيد، فإنَّه غير موثَّق ووجوده في تفسير عليّ بن إبراهيم غير نافع، لِعدم كونه من مشايخه المباشرين.

ومنها: مرسلة صالح بن حمزة عن بعض أصحابنا (قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بإصلاح المال، فإنَّ فيه منبهة للكريم، واستغناءً عن اللئيم)(8)، ولكنَّها ضعيفة بجهالة صالح بن حمزة، وبالإرسال من جهتين.

 

قوله: (وقال أيضاً (صلى الله عليه وآله): (إنَّ النفس إذا حرزت قُوتها استقرَّت))

كما يستفاد ذلك من جملة من الرِّوايات:

منها: رواية ابن بكير عن أبي الحسن (عليه السلام) (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنَّ النفس إذا أحرزت قوتها استقرَّت)(9)، وهي ضعيفة بجهالة أبي محمَّد الذُّهْلِيِّ، وأبي أيوب الْمَدِينِيِّ، وعبد الله بن عبد الرَّحمان، فإنَّه مشترك.

ومنها: رواية مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمَّد (عليه السلام) -في حديث طويل- (قال: ثمَّ مَنْ قد علمتم في فضله وزهده سلمان، وأبو ذر رحمهما الله، فأمَّا سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتَّى يحضر عطاءه من قابل، فقيل له: يا أبا عبد الله! أنت في زهدك تصنع هذا، وأنت لا تدري لعلَّك تموت اليوم أو غداً! فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء، أمَّا علمتم يا جهلة! أنَّ النَّفس قد تلتات على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنَّت)(10)، وقوله: (تلتات)، أي تضطرب.

ولكنَّها ضعيفة بعدم وثاقة مسعدة بن صدقة.

ومنها: صحيحة البزنطي عن أبي الحسن الرِّضا (عليه السلام) (أنَّه سمعه يقول: كان أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام) لا يشتريان عقدةً حتَّى يدخلا طعام السّنة، وقالا: إنَّ الإنسان إذا أدخل طعام سنَّة خفّ ظهره واستراح)(11)، والعقدة -بالضمّ-: هي الضَّيعة والعِقار.

______

(1) الوسائل باب 12 من أبواب مقدمات التجارة ح6.

    1. الوسائل باب 12 من أبواب مقدمات التجارة ح1.

(3)و(4)و(5) الوسائل باب 6 من أبواب مقدمات التجارة ح1و3و2.

(6)و(7)و(8) الوسائل باب 21 من أبواب مقدمات التجارة ح4و5و3.

 

قوله: (وقال عليه السَّلام: اللّهمّ بارك لأمّتي في بُكُورها، وإذا أراد أحدكم الحاجة فَلْيُبْكِر إليها، وَلْيُسرع المشي إليها)

المعروف بين الأعلام استحباب التبكير في طلب الرِّزق قدِ استُدلّ لذلك بجملة من الرِّوايات:

منها: رواية عليّ بن عبد العزيز عن أبي عبد الله (عليه السلام) (قال: إني لأحبّ أن أرى الرَّجل متحرِّفاً في طلب الرِّزق، إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللّهمّ بارك لأمّتي في بُكُورها)(1)، وهي ضعيفة بجهالة عليّ بن عبد العزيز، كما أنَّ في إسناد الصَّدوق (قدس سره) إلى الرَّاوي حمزة بن عبد الله، وهو مجهول أو مهم.

ومنها: مرسلة الصدوق (قدس سره) في الفقيه (قال: وقال الصَّادق (عليه السلام): إذا أراد أحدكم الحاجة فَلْيبكر إليها، فإنّي سألتُ ربّي عزَّوجل أن يبارك لأمّتي في بُكُورها)(2)، وهي ضعيفة بالإرسال.

ومنها: مرسلته الأخرى (قال: وقال (عليه السلام): إذا أراد أحدكم حاجةً فَلْيُبكر إليها، وَلْيُسرع المشي إليها)(3)، وهي أيضاً ضعيفة بالإرسال.

 

قوله: (وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنَّ الله يحبّ المحترف الأمين)

كما يستفاد ذلك من بعض الرِّوايات:

منها: رواية محمَّد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) (قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنَّ الله عزَّوجل يحبّ المحترف الأمين)(4)، وهي ضعيفة بالقاسم بن يحيى، وجدّه الحسين بن راشد، فإنّهما غير موثّقَيْن.

ورواها الشَّيخ الصَّدوق (قدس سره) في الفقيه مرسلةً(5).

وقال الكليني (قدس سره): (وفي رواية أخرى: أنَّ الله تعالى يحبّ المؤمن المحترف)(6)، وهذه والتي قبلها ضعيفتان بالإرسال.

 

قوله: (وعن الكاظم (عليه السلام) -وقد عمل بيده في أرض له-: أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمل بيده، وأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو مِنْ عمل النبيين والمرسلين والصَّالحين؛ وقال الصَّادق(عليه السلام): إنّي أشتهي أن يراني الله عزَّوجل أعمل بيدي وأطلب الحلال)

المعروف بين الأعلام أنَّه يستحبّ العمل باليد.

ويستفاد ذلك من عدَّة روايات:

منها: رواية الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه (قال: رأيتُ أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قدِ استُنْقعت قدماه في العَرَق، فقلتُ: جعلت فداك! أين الرِّجال؟ فقال: يا عليّ! قد عمل باليد (بالبيل) مَنْ هو خير مني، ومَنْ أبي في أرضه، فقلتُ: ومن هو؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو مِنْ عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصَّالحين)(6)، وقوله: (بالبيل) في نسخة، قال في المجلسي في مرآته: (كأنه البال فأميل أو هو معرب، قال الفيروزآبادي: البال: المر الذي يعمل به في أرض الزّرع).

ولكنَّها ضعيفة جدّاً بسهل والجاموراني والحسن بن علي بن البطائني وأبيه.

ومنها: رواية الفضل بن أبي قُرَّة (قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) في حائط له، فقلنا: جعلنا فداك! دعنا نعمله لك، أو تعمله الغِلمان؟ قال: لا دعوني، فإنّي أشتهي أن يراني الله عزَّوجل أعمل بيدي وأطلب الحلال في أذى نفسي)(7)، وهي ضعيفة أيضاً بالفضل بن أبي قرة، فإنه غير موثَّق، وشريف بن سابق الواقع في إسناد الشَّيخ الصَّدوق (قدس سره) إلى الفضل بن أبي قُرَّة.

ومنها: رواية الفضل بن أبي قُرَّة أيضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام) (أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى داود (عليه السلام): إنَّك نِعْم العبد، لولا أنَّك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئاً، قال: فبكى داود (عليه السلام) أربعين صباحاً، فأوحى الله إلى الحديد أنَّ لِنْ لِعبدي داود، فألان الله عزَّوجل له الحديد، فكان يعمل في كلّ يوم دِرعاً فيبعها بألف درهم فعمل ثلاثمأة وستين درعاً، فباعها بثلاثمائة وستين ألفاً، واستغنى عن بيت المال)(8)، وهي ضعيفة أيضاً بشريف بن سابق، وعدم وثاقة الفضل بن أبي قُرّة.

__________

(1)و(2)و(3) الوسائل باب29 من أبواب مقدمات التجارة ح3و5و6.

(4) الكافي ج5 باب الصّناعات ح1، ص113.

(5) الوسائل باب4 من أبواب مقدمات التجارة ح14.

(6) الكافي ج5 باب الصّناعات ح1، ص112.

(6)و(7)(8) الوسائل باب9 من أبواب مقدمات التجارة ح6و11و3.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo