< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/12/25

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: القول الثالث: وهو نقلها، على لسان الشّارع عن معانيها اللغوية إلى معانيها الشرعية عُقَيب البعثة.
واستدلّ عليه بتبادر المعاني الشرعيّة من هذه الألفاظ في المحاورات القرآنية والنبوية(ص) وهو رهن الوضع، إذ لولم يتحقق الوضع لم يحصل التبادر.
اورد عليه بايرادات: تارةً في مقام الثبوت والامکان، وأخري في مقام الاثبات والوقوع؛ فقيل: هذا يتوقف على الوضع وهو امّا تعييني او تعيّني، والاوّل بعيد، والاّ لنقل؛ والثاني يتوقف على الاستعمال بكثرة ولا يكفي عصر الرسول (ص) واستعمالاته في تحقّق النقل.
قيل: وقع الوضع بالاستعمال؛ واورد عليه المحقق النائيني(قدّه) بانّ مقام الوضع يستدعي لحاظ کل من اللفظ والمعني باللحاظ الاستقلالي حتي يتيسر ايجاد العلاقة الوضعية بينهما، مع انّ مقام الاستعمال متقوّم باللحاظ الآلي، فيلزم اجتماع اللحاظين الاستقلالي و الآلي في اللفظ، واجتماع اللحاظين في شيئ واحد مستحيل.
ويمکن ان نقول:
اوّلاً: لايقع الوضع الا اذا حدث معني غيرمسبوق بسابق؛ او کان ولم يکن مسمي بهذه الالفاظ؛ ولاريب أنّ الشريعة الغراء جاءت بمناسک کثيرة لم تکن مسبوقة بسابقة قبلها، وکما انّ قضية نزول القرآن بالعربية و محاورة الرسول(ص) الناس بهذه اللغة، استخدام الفاظ هذه اللغة في اداء الماهيات المخترعة الشرعية الحديثة والمعاني القديمة التي کانت موجودة في الشرايع الماضية.
ثانياً: لماذا لا تكفي فترة الرسالة لتحقق الوضع التعيّني مع أنّ بلالاً ينادي كلّ يوم ويقول: «حي على الصلاة» عشر مرات، فيكفي في تحقق الحقيقة الشرعية مضيّ أيام أو شهور ؟!
ثالثاً: ادلّ دليل علي امکان الشيئ وقوعه، ولانحتاج الي الاجوبة التي طرحها الاصحاب في امکان الجعل بالاستعمال، والنقض والابرام فيها؛ مثل کلام المحقّق الخراساني(قدّه) من لزوم قرينة تفيد کون الواضع بصدد الوضع، و مثل مقالة المحقق الاصفهاني(قدّه) من انّ اللحاظين غيرمجتمعَين في مرتبة حتي يلزم المحذور، لانّ الوضع بالاستعمال هو من قبيل جعل الملزوم بجعل اللازم ففي المرحلة الوضع يلحظ اللفظ بالاستقلال وفي مرحلة الاستعمال يلحظه آلة؛ وجواب المحقق العراقي(قدّه) من اختلاف متعلّق اللحاظين، لانه في مرحلة الاستعمال ـ التي نحتاج فيه الي اللحاظ الآلي ـ يکون الفاني في المعني هو شخص اللفظ، لکن الملحوظ في الوضع هو طبيعة اللفظ، لان الواضع يضع طبيعي اللفظ قبال طبيعي المعني لا لشخصه، ومعالجة المحقق الخوئي(قدّه) من انّ الوضع امر جوانحي والاستعمال امر جوارحي، والوضع يکون دائماً قبل الاستعمال، فاللحاظ الاستقلالي يکون في مرتبة الوضع و واللحاظ الآلي في مرتبة الاستعمال فلايجتمعان. و مما قال شيخنا الاستاد بأنّه يسأل عن معنى التبعية والآلية، فإن أُريد منها مغفوليةُ اللفظ، فهو غير صحيح، فانّ الإنسان في مقام إظهار الفصاحة يتوجّه إلى اللفظ مثل توجهه إلى المعنى فينتخب السهلَ العذْب ويترك خلافه، وإن أُريد من التبعية كون اللفظ وسيلة لإفادة المعنى، والمعنى هو الأصل، فهذا النوع من التبعيّة لا ينافي اللحاظ ولا يلازم المغفوليّة.
کثيرا ما نشاهد ايقاع الوضع بالاستعمال کما يقول الرجل: عند تسمية المولود الجديد مخاطباً أُمّه : إئتيني بولدي الحسين يحاول بذلك تسميته به. کما انه روي عنه(ص) مثلا کان يقول: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»؛[1] فيمکن ان يقال: انه(ص) بنفس هذا الاستعمال نقل الصلاة من معناها اللغوي إلى الحقيقة الحديثة
ولکن المهم في هذا القول اثبات اطلاقه، وهو دون خرط القتاة. لانّ تبادر المعاني الشرعيّة المخصوصة من هذه الألفاظ، يقع اذا استمر استعمال الشرايع الماضية في عهد الرسول الخاتم(ص) ايضاً فتامّل!.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo