< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/05/01

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: قول الميرزا النائيني(قد) في معني الإسم والفعل والحرف، وبيانه لمعني مارُوي عن اميرالمؤمنين(ع).

قبل أن نعرض إلی ما أفاده هذا العبقري الشهيد (قد)، نراجع و نلاحظ علی ما قال الميرزا النائيني(قد) ؛ فقد قال في الفوائد (ج1، ص51 ـ 54)، ما ملخّصه کالآتي:
لم نجد ما يكون مبيِّنا لحقيقة المعنى الحرفى، على وجه يكون جامعاً لأركانه الأربعة، الّا ما رُوى عن أميرالمؤمنين (ع) من قوله: «الاسم ما أنبأ عن المسمى، و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، و الحرف ما أوجد معنى في غيره»[1]، وصحّح هذه و رجّحها على الرّواية الأخری الّتي جاء فيها:«و الحرف ما أنبأ عن معنى ليس بفعل و لا اسم»[2]؛

ثم فسّر الخبر فقال:
قوله (ع): «الإسم ما أنبأ عن المسمّى»، فهو عين ما ذكرناه: من أنّ المعاني الإسمية اخطارية، فانّ الإنباء بمعنى الإظهار والإخطار.
وامّا قوله (ع): «والحرف ما اَوجَد معنى في غيره» فكذلك، أي إنّه منطبق على ما ذكرناه: من أنّ معاني الحروف ايجادية بقيودها الأربعة: إذ لازم كونها اوجد معنى في غيره، هو ان يكون المعنى ايجادياً، وان يكون ذاك المعنى قائماً في غيره، وان لا يكون له موطن غير الإستعمال، وان يكون مغفولا عنه، على ما عرفت: من ان القيدين الأخيرين من لوازم كون المعنى في الغير.
ثمَ قال: امّا قوله (ع): «والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى»، فتوضيحه يتوقف على معرفة حقيقة معنى الفعل، وما يكون المايز بينه وبين الإسم والحرف، إذ ربما يُستشكَل في تصوير معنى لا يكون باسم ولا حرف، مع أنّ الفعل مركّب من مادّة و هيئة، والمادّة معنى اسمى، والهيئة معنى حرفي؛ فالفعل ليس خارجا عنهما ؟، فلابدّ من بذل الجهد لمعرفة معنى يقابل المعنى الإسمى والمعنى الحرفى، بان يكون متوسّطا بين المعنيين.
ولابدّ اوّلاً من معرفة مبدء الاشتقاق والأصل فيه. فنقول: انه قد اختلفت الكلمات في مبدء الاشتقاق، فقيل: انه المصدر، وقيل: انه اسم المصدر، والحقّ انّه لا هذا ولا ذاك. وذلك لانّ مبدء الإشتقاق لابد ان يكون امراً محفوظاً في تمام الهيئات الإسمية والفعلية، ويكون بالنسبة إليها من قبيل المادّة والصورة، فلا بدّ ان يكون مبدء الإشتقاق معرّى عن الهيئة، حتى يكون معروضاً لكل هيئة، ومن المعلوم انّ لكل من المصدر واسم المصدر هيئة تخصّه، ويكون ما يستفاد من اسم المصدر بهيئته مباينا لما يستفاد من المصدر بهيئته، كالغُسل والغَسل، ولا يمكن ان يُتلفّظ به، لانّ كلَّ ملفوظٍ لابدّ أن يكون ذا هيئة. فمبدء الإشتقاق لابدّ أن يكون امراً غيرَ متحصّل في عالم اللفظ والمعنى، ويكون تحصّله في كلتا المرحلتين بواسطة الهيئة، فمبدء الإشتقاق في الأفعال اسوء حالاً من الحروف، إذ الحروف وان لم يكن لها معنى في حد انفسها، ولكن يمكن التلفظ بها، وهذا بخلاف مبدء الاشتقاق فانّه لا يمكن التلفظ به. هذا تمام ماقال وقدلخّصناه بتصرّف.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo