< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

34/12/03

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: نظريّة الخطابات القانونية ـ نقد النّظريّة/10

فذلکة: يمکن إستظهار جهات مختلفة من الآية، منها مايأتي:
الأوّل: بما أنّ الآية کفذلکة لما مضی من الآيات الحاوية للتّشريعات الکثيرة خلال السّورة، فهي تحمل قاعدةً شاملة وناظرةً إليها؛ فهي ظاهرةٌ في کونها مولويّة کسابقاتها لا إرشادية، و هذا هو مقتضی السّياق؛ فتکون هذه القاعدة نقلانيّةً (وشرعيّةً علی مصطلح القوم) بالتّالي.
الثّاني: أنّها صريحة في کون المکلِّف هو الله جلّ شأنه، لأنّه قال: لايکلّف «الله» نفساً...، وهذا أيضاً يؤکّد بالصّراحة علی المولويّة و النقلانيّة.
الثّالث: الآية وذمائلها صريحة أيضاً في أنّها تقييد للأحکام في مقام «الجعل» لا «الإمتثال الخارجيّ»، وهذا هو مقتضی لفظة «لايکلِّف»، أي «لايجعل حکماً»؛ وواضح أنّ هذا لايتلائم مع مبنی الإمام(قدّ) وهو کون القدرة شرطاً لمقام الإمتثال والعجزَ عذراً للمقام نفسه!
الرّابع: الآيات صريحة أيضاً في کون مخاطب الشّارع کلَّ «نفس» من النفوس، علی حدة (بقرينة مفرديّة لفظة «نفس» وتنکيرِها) ومقتضی هذه، إنحلالُ الخطابات الشّرعيّة وأنسحابُها إلی الخطابات الفرديّة المتکثّرة المتنوّعة.
الخامس: فهذه الآيات صريحةٌ في نفي تکليف النّاس والخطابِ الشّرعي إليهم بما فوق مَدی طاقاتهم مطلقاً، عامّاً کان الخطاب أوخاصّاً.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo