< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ سامر عبید

بحث الأصول

40/05/14

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: التعارض/ تعريف درس البحث الخارج / طبقات العلماء

 

تحدثنا في الدرس الماضي عن طبقات العلماء ( القدماء والمتأخرون و متأخري المتأخرين ) وللشيخ الأنصاري مصطلحان حول العلماء الذين جاؤوا بعد ذلك وهم : من قارب عصرنا ( أي قريب من عصر الفقيه عقدين أو أقل مثلاً: 15 سنة ، عشرين سنة ) والمعاصرون ( هم من يعايشون زمان الفقيه مثل مراجع هذا العصر ) .

لكن مايهمنا هو عصر القدماء و عصر المتأخرين .

لماذا هاتان المرحلتان ( عصر القدماء و عصر المتأخرين) مهمتان ؟

أمّا مرحلة القدماء فيستفاد منهم في دروس الفقه و الأصول بما يلي :

الأمر الأول : أنّهم محطّ الإجماع :

الإجماع إذا يلاقي مقبولية عند الفقيه ، فحجيته غالباً منحصرة باتفاق القدماء ، لأنّ الإجماع وإن اختلفوا في صياغة دليل حجيته بأنّ حجيته لقاعدة اللطف ، نقول هكذا : إذا أجمع علماء الطائفة على رأي فستتبعهم الأمّة لأنّ الأمّة ترجع في أحكامها الشرعية إلى علماءها فإذا اتفق الفقهاء على رأي اتفقت الأمّة ، فإذا كان هذا الرأي مخالفٌ لرأي المعصوم (ع) فهذا يعني وقوع الأمّة كلّها في الضلال ، وهذا خلاف قاعدة اللطف التي تقول بأنّ الله أوجب على نفسه الهداية -لكن ليس واجب إلزامي ولكن واجب لطفي يقول تعالى :﴿كتب الله على نفسه الرحمة﴾ لأنّه لطيفٌ رحيمٌ - هداية الأمّة من باب اللطف بها والرحمة الإلهية بها ، فإذا وقعت الأمّة كلّها في الضلال فهذا خلاف لطفه ، فمن لطفه أن يمنع الوقوع بالضلال وذلك بأن يوجد الإمام الخلاف بينهم بأي طريقة، حيث أنّ للإمام طرق متعددة - ملكية وملوكتية- مثل أن يأتي إلى عالمٍ بالحلم يشكل على الفقيه فتحصل له الشبهة فيرفع اليدّ عن الحكم أو يأتي الإمام كطالبٍ في درس الفقيه فيشكل عليه إشكالاً لا يقدر الفقيه أن يرده فتدخل الشبهة عليه ، وهذا المعنى يتأتّى في عصر القدماء، لأنّ الاتفاق الذي يدلّ على رأي المعصوم هو الاتفاق الحاصل بالعصر القريب من النصوص وأصحاب الأئمة (ع) ؛ لذلك كم نقرأ في كتب علمائنا عندما يستدلّ البعض بالإجماع بالإشكال بأنّ بعض القدماء مخالفين فلا قيمة لهذا الإجماع، لذلك يعبّر البعض : ( إجماع القديم حجة أمّا إجماع الجديد ليس بحجة) . هذا على مبنى قاعدة اللطف يثمر .

أمّا على مبنى حساب الاحتمال الذي يقول به السيد الصدر (قدّه) ، تعرفون أنّ السيد الشهيد لا يقول بقاعدة اللطف في حجية الإجماع ، حيث يرجع حجية الإجماع إلى حساب الاحتمالات ، بأن نستقرأ أراء المجمعين وكلّ رأي يشكل نسبة ثبوتٍ ، فبتجميع هذه النسب قد نصل إلى اليقين بصدور روايةٍ عن المعصوم ؛ أدت إلى أن يتبانى الفقهاء على هذا الرأي ،كلّ ما يفتي مجتهد نقول كم نسبة احتمال وجود روايةٍ لهذه الفتوى وكم نسبة عدم وجود رواية لهذه الفتوى نقول خمسين % نسبة وجود رواية و خمسين % نسبة عدم وجود رواية، فتوى ثانية مماثلة تتصعد نسبة وجود رواية إلى أن نصل إلى اليقين ، وهذا لا يفرق بين عصر القدماء وعصر المتأخرين اللهم إلاّ أن يستشكل البعض فيقول : إذا تعذرت الرواية على القدماء فكيف نستطيع أن نثق بوجودها عند المتأخرين أو إذا خلت كتب الحديث من الرواية مع ما قام بها أصحابها من التدقيق والتفتيش والبحث والتنقيب ومع ذلك خلت الرواية فكيف بعصر المتأخرين .

المهم يا أخي الفائدة المهمة التي تترتب على مرحلة القدماء الإيمان بالإجماع إذا أجمع القدماء أقول لكم بكلّ صراحة إذا اتفقوا - يعني إجماع محصل- حصلنا الإجماع بين القدماء لا يقوى أحدٌ من المتأخريين أو متأخري المتأخرين على خلافه ، بل أقرأ في بعض الأحيان حتى مع وجود رواية إذا أفتى القدماء بخلافها حيث يقول البعض أعرض القدماء عنها وإعراضهم موجب لكسر السند ؛ لذلك عندما يدعي أحد الإجماع أول ما نذهب إلى كتب القدماء هل يقولون بذلك؟ .

الأمر الثاني : أنّ القدماء عاصروا الأئمة أو أصحاب الأئمة مثل والد الشيخ الصدوق الذي كان من أصحاب السفراء الأربعة (رض)حيث طلب من الحسين بن روح (رض) برسالة إلى الإمام (عج) بأن يدعو له بأن يرزق بولد والحسين بن روح أخذ الرسالة إلى الإمام (عج) والإمام (عج) أجاب قال له: دعوت الله لك بأن ترزق بولدين وفعلاً رزق بولدين الصدوق الأول والصدوق الثاني .

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo