الموضوع: الاجتهاد و التقليد/مسائل في الاجتهاد والتقليد / علامات بلوغ الذكر العلامة الثالثة : العمر المعين (روايات الثلاثة عشر سنة)

ما رواه العياشي عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : " سأله أبي و أنا حاضر : اليتيم متى يجوز أمره ؟ فقال : حين يبلغ أشدّه ، قلت : وما أشدّه ؟ قال : الاحتلام ، قلت : قد يكون الغلام ابن ثماني عشرة سنة ولا يحتلم أو أقل أو أكثر ؟ إذا بلغ ثلاث عشرة سنة كُتب له الحسن وكُتب عليه السيء وجاز أمره إلاّ أن يكون سفيهاً أو ضعيفاً "[1] .

قال النجاشي (قدّه) : "هو ثقةٌ صدوق ، عينٌ من عيون الطائفة ، وكان أول أمره عامّي المذهب ، وسمع حديث العامّة فأكثر منه ثمّ تبصّر وهو حديث السنّ ، ثمّ أصبحت داره مرتعاً للشيعة وأهل العلم "[2] .

وقال الشيخ الطوسي (قدّه) : " هو جليل القدر ، واسع الأخبار ، بصيرٌ بالروايات ، مطّلعٌ عليها ، أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً و فهماً ونبلاً في زمانه ، صنّف أكثر من مائتي مصنف"[3] .

وقال ابن داود في رجاله : " هو ثقةٌ صدوق ، قيل أنفق في العلم تركة أبيه ، وهي ثلاثمائة ألف دينار ، وكانت داره كالمدرسة للمشتغلين "[4] .

" إنّ أحسن ما ورثناه من ذلك – أي التفاسير الروائية – كتاب التفسير المنسوب إلى شيخنا العيّاشي (ره) ، وهو الكتاب القيّم الذي تلّقاه علماء هذا الشأن منذ أُلّف إلى يومنا بما يقارب من أحد عشر قرناً بالقبول من غير أن يُذكر بقدحٍ أو يُغمض فيه بطرفٍ ، وأمّا مؤلفه فهو الشيخ الجليل أبو النضر العيّاشي التميمي الكوفي السمرقندي ، من أعيان علماء الشيعة وأساطين الحديث والتفسير بالرواية ، أجمع كلّ من جاء بعده من أهل العلم على جلالة قدره وعلو منزلته وسعة فضله و إطراء علماء الرجال متسالمين على أنّه ثقةٌ عينٌ صدوقٌ في حديثه "[5] .