< قائمة الدروس

الأستاذ السيد محمدتقي المدرسي

بحث الفقه

41/06/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: بحوث تمهيدية 5 / نصوص فضل العلم، ودور العلماء 1/ رسالة الإمام الحسين عليه السلام للعلماء.

 

تضافرت النصوص عن العقل والعلم في الإسلام، سواءً في الكتاب أو السنة، ومن الصعب إحصائها في مجلدٍ أو اثنين، فلماذا هذا التظافر؟

ذلك لأن العالم إذا انتظم حول محورية العقل والعلم فسيسير في الإتجاه الصحيح من دون مشاكل، وبمقدار الإبتعاد عنهما تكون المشاكل، ولو أننا كمسلمين توجهنا إلى هذه النصوص سواءً في القرآن أو في الروايات، لاستطعنا أن نرسم خارطة الطريق للبشرية، لأن الناس باتوا في حيرة من أمرهم، فربما هناك من يعلم ولكن لا يعقل، وربما هناك من يعقل ولا يعلم، وهذا يشمل حتى أصحاب المراكز الدراسات ومراكز القرار، ولا حاجة لبيان مصاديق هذه الحقيقة.

وفي هذا المجال نتبرك بذكر بعض الأخبار في باب العلم، ومن ثمّ سيكون محور حديثنا رسالة الإمام الحسين عليه السلام للعلماء، وهذه الأخبار لا تنحصر بزمانٍ معيّن، وإنما لكل زمانٍ ومكان، لأنهم حجج الله سبحانه على البشرية جميعاً.

ورسالة الإمام عليه السلام للعلماء، رسالةٌ عظيمة ولكنها أهملت مع الأسف من قِبل الموالين وخصوصاً الخطباء والذين يتحدثون عن نهضة أبي عبد الله عليه السلام.

     عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَالِ بِسَبْعَةٍ الْأَوَّلُ أَنَّهُ مِيرَاثُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمَالَ مِيرَاثُ الْفَرَاعِنَةِ الثَّانِي الْعِلْمُ لَا يَنْقُصُ بِالنَّفَقَةِ وَ الْمَالُ يَنْقُصُ بِهَا الثَّالِثُ يَحْتَاجُ الْمَالُ إِلَى الْحَافِظِ وَ الْعِلْمُ يَحْفَظُ صَاحِبَهُ الرَّابِعُ الْعِلْمُ يَدْخُلُ فِي الْكَفَنِ وَ يَبْقَى الْمَالُ الْخَامِسُ الْمَالُ يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ الْعِلْمُ لَا يَحْصُلُ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ السَّادِسُ جَمِيعُ النَّاسِ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْعَالِمِ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى صَاحِبِ الْمَالِ السَّابِعُ الْعِلْمُ يُقَوِّي الرَّجُلَ عَلَى الْمُرُورِ عَلَى الصِّرَاطِ وَ الْمَالُ يَمْنَعُهُ" [1]

ولكن بمقدار أهمية العلم وفضله، تكون أهمية صفات العلماء وعِظم مسؤولياتهم، حيث زخرت النصوص الشريفة على تبيانها، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "طَلَبَةُ هَذَا الْعِلْمِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ أَلَا فَاعْرِفُوهُمْ بِصِفَاتِهِمْ وَ أَعْيَانِهِمْ صِنْفٌ مِنْهُمْ يَتَعَلَّمُونَ لِلْمِرَاءِ وَ الْجَدَلِ [الْجَهْلِ‌] وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ يَتَعَلَّمُونَ لِلِاسْتِطَالَةِ وَ الْخَتْلِ[2] وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ يَتَعَلَّمُونَ لِلْفِقْهِ وَ الْعَمَلِ فَأَمَّا صَاحِبُ الْمِرَاءِ وَ الْجَدَلِ [الْجَهْلِ‌] تَرَاهُ مُوذِياً مُمَارِياً لِلرِّجَالِ فِي أَنْدِيَةِ الْمَقَالِ قَدْ تَسَرْبَلَ بِالتَّخَشُّعِ وَ تَخَلَّى مِنَ الْوَرَعِ فَدَقَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا حَيْزُومَهُ وَ قَطَعَ مِنْهُ خَيْشُومَهُ؛ وَ أَمَّا صَاحِبُ الِاسْتِطَالَةِ وَ الْخَتْلِ فَإِنَّهُ يَسْتَطِيلُ عَلَى أَشْبَاهِهِ مِنْ أَشْكَالِهِ وَ يَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِمْ فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ هَاضِمٌ وَ لِدِينِهِ حَاطِمٌ فَأَعْمَى اللَّهُ مِنْ هَذَا بَصَرَهُ وَ قَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ وَ أَمَّا صَاحِبُ الْفِقْهِ وَ الْعَمَلِ تَرَاهُ ذَا كَآبَةٍ وَ حُزْنٍ قَدْ قَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ وَ قَدِ انْحَنَى فِي بُرْنُسِهِ يَعْمَلُ وَ يَخْشَى خَائِفاً وَجِلًا مِنْ كُلِّ أَحَدٍ إِلَّا مِنْ كُلِّ ثِقَةٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَدَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا أَرْكَانَهُ وَ أَعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَهُ" [3]

رسالة الإمام الحسين عليه السلام للعلماء

ومن النصوص الهامة في مسؤولية العلماء ومحوريتهم في المجتمع هو ما رواه المحدث ابن شعبة في تحف العقول، عن سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، في رسالته التي كتبها للعلماء، ونحن نرى وثاقة كتاب تحف العقول وإمكان الإعتماد على النصوص الواردة فيه، حيث أن المتون هي التي تشهد بصدورها عن أهل البيت عليهم السلام.

ويبدو أن الرسالة هذه من أخريات رسائله عليه السلام التي كتبها قبل نهضته، ويستفاد ذلك من كلمته عليه السلام في نهاياتها حيث قال: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ مِنَّا تَنَافُساً فِي سُلْطَانٍ «3» وَ لَا الْتِمَاساً مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ وَ لَكِنْ لِنُرِيَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَ نُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِي بِلَادِكَ وَ يَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ يُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَ سُنَنِكَ وَ أَحْكَامِكَ فَإِنْ لَمْ تَنْصُرُونَا وَ تُنْصِفُونَا قَوِيَ الظَّلَمَةُ عَلَيْكُمْ وَ عَمِلُوا فِي إِطْفَاءِ نُورِ نَبِيِّكُمْ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ."[4]

وقد نشر الإمام رسالته إبّان وجوده في مكة، حيث جاء فيها: اعْتَبِرُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ سُوءِ ثَنَائِهِ عَلَى الْأَحْبَارِ [كنموذج من العلماء المقصّرين عن واجبهم، الأمر الذي يصدق على كل عالم فكان لزاماً الإتعاظ من مصيره] إِذْ يَقُولُ لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ قَالَ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِلَى قَوْلِهِ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ وَ إِنَّمَا عَابَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذِينَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمُ الْمُنْكَرَ وَ الْفَسَادَ فَلَا يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ ذَلِكَ رَغْبَةً فِيمَا كَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُمْ وَ رَهْبَةً مِمَّا يَحْذَرُونَ وَ اللَّهُ يَقُولُ- فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ [الآية في سورة المائدة والتي مرّ التدبر فيها في البحوث السابقة، والتي بيّنت صفات الأحبار] وَقَالَ: (الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) فَبَدَأَ اللَّهُ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرِيضَةً مِنْهُ، لِعِلْمِهِ بِأَنَّهَا إِذَا أُدِّيَتْ وَأُقِيمَتِ اسْتَقَامَتِ الْفَرَائِضُ كُلُّهَا هَيِّنُهَا وَصَعْبُهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ دُعَاءٌ إِلَى الْإِسْلَامِ مَعَ رَدِّ الْمَظَالِمِ وَمُخَالَفَةِ الظَّالِمِ [ يظهر من كلام الإمام أن المطلوب هو رفض الظلم المشهور، وعدم الإكتفاء بالنهي عن المنكرات الصغيرة إرضاءاً للضمير، حيث لابد من الوقوف أمام الظالم وكذا إنكار الحيف في توزيع الثروات للناس :] وَقِسْمَةِ الْفَيْ‌ءِ وَالْغَنَائِمِ وَ أَخْذِ الصَّدَقَاتِ مِنْ مَوَاضِعِهَا وَ وَضْعِهَا فِي حَقِّهَا" [5]

ويظهر من كلمة الإمام عليه السلام تكوّن طبقة العلماء والقرّاء في تلك الفترة، حيث وجه لهم الخطاب وقال لهم: "ثُمَّ أَنْتُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ عِصَابَةٌ بِالْعِلْمِ مَشْهُورَةٌ وَ ِالْخَيْرِ مَذْكُورَةٌ وَبِالنَّصِيحَةِ مَعْرُوفَةٌ وَبِاللَّهِ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ مَهَابَةٌ يَهَابُكُمُ الشَّرِيفُ وَيُكْرِمُكُمُ الضَّعِيفُ وَيُؤْثِرُكُمْ مَنْ لَا فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ وَلَا يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ تَشْفَعُونَ فِي الْحَوَائِجِ إِذَا امْتَنَعَتْ مِنْ طُلَّابِهَا وَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ بِهَيْبَةِ الْمُلُوكِ وَكَرَامَةِ الْأَكَابِرِ، أَلَيْسَ كُلُّ ذَلِكَ إِنَّمَا نِلْتُمُوهُ بِمَا يُرْجَى عِنْدَكُمْ مِنَ الْقِيَامِ بِحَقِّ اللَّهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَنْ أَكْثَرِ حَقِّهِ تَقْصُرُونَ فَاسْتَخْفَفْتُمْ بِحَقِّ الْأَئِمَّةِ فَأَمَّا حَقَّ الضُّعَفَاءِ فَضَيَّعْتُمْ وَ أَمَّا حَقَّكُمْ بِزَعْمِكُمْ فَطَلَبْتُمْ فَلَا مَالًا بَذَلْتُمُوهُ وَلَا نَفْساً خَاطَرْتُمْ بِهَا لِلَّذِي خَلَقَهَا، وَلَا عَشِيرَةً عَادَيْتُمُوهَا فِي ذَاتِ اللَّهِ، أَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللَّهِ جَنَّتَهُ وَ مُجَاوَرَةَ رُسُلِهِ، وَأَمَاناً مِنْ عَذَابِهِ.

لَقَدْ خَشِيتُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمُتَمَنُّونَ عَلَى اللَّهِ أَنْ تَحُلَّ بِكُمْ نَقِمَةٌ مِنْ نَقِمَاتِهِ لِأَنَّكُمْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ مَنْزِلَةً فُضِّلْتُمْ بِهَا وَ مَنْ يُعْرَفُ بِاللَّهِ لَا تُكْرِمُونَ وَأَنْتُمْ بِاللَّهِ فِي عِبَادِهِ تُكْرَمُونَ وَقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلَا تَفْزَعُونَ وَأَنْتُمْ لِبَعْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَفْزَعُونَ وَ ذِمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَحْقُورَةٌ وَالْعُمْيُ وَالْبُكْمُ وَالزَّمْنَى فِي الْمَدَائِنِ [وهم الطبقات الهشّة في المجتمع] مُهْمَلَةٌ لَا ترْحَمُونَ، ولَا فِي مَنْزِلَتِكُمْ تَعْمَلُونَ وَلَا مَنْ عَمِلَ فِيهَا تُعِينُونَ وَبِالْإِدْهَانِ وَالْمُصَانَعَةِ عِنْدَ الظَّلَمَةِ تَأْمَنُونَ، كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّهْيِ وَ التَّنَاهِي وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ وَ أَنْتُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ مُصِيبَةً لِمَا غُلِبْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ مَنَازِلِ الْعُلَمَاءِ لَوْ كُنْتُمْ تَشْعُرُونَ؛ ذَلِكَ بِأَنَّ مَجَارِيَ الْأُمُورِ وَ الْأَحْكَامِ عَلَى أَيْدِي الْعُلَمَاءِ بِاللَّهِ الْأُمَنَاءِ عَلَى حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ [وهذه العبارة مستندٌ من مستندات ولاية الفقهاء على الأمة]، فَأَنْتُمُ الْمَسْلُوبُونَ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ وَ مَا سُلِبْتُمْ ذَلِكَ إِلَّا بِتَفَرُّقِكُمْ عَنِ الْحَقِّ وَ اخْتِلَافِكُمْ فِي السُّنَّةِ بَعْدَ الْبَيِّنَةِ الْوَاضِحَةِ وَلَوْ صَبَرْتُمْ عَلَى الْأَذَى وَتَحَمَّلْتُمُ الْمَئُونَةَ فِي ذَاتِ اللَّهِ كَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ وَعَنْكُمْ تَصْدُرُ وَإِلَيْكُمْ تَرْجِعُ وَلَكِنَّكُمْ مَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ وَاسْتَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ سَلَّطَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فِرَارُكُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَإِعْجَابُكُمْ بِالْحَيَاةِ الَّتِي هِيَ مُفَارِقَتُكُمْ[ ومن هذه الجملة -ومن آيةٍ قرآنية- نستفيد أن أعظم طموح العالم هو لقاء الله سبحانه، ولذلك فلا يخاف في الله لومة لائم] فَأَسْلَمْتُمُ الضُّعَفَاءَ فِي أَيْدِيهِمْ فَمِنْ بَيْنِ مُسْتَعْبَدٍ مَقْهُورٍ وَبَيْنِ مُسْتَضْعَفٍ عَلَى مَعِيشَتِهِ مَغْلُوبٍ يَتَقَلَّبُونَ فِي الْمُلْكِ بِآرَائِهِمْ وَيَسْتَشْعِرُونَ الْخِزْيَ بِأَهْوَائِهِمْ اقْتِدَاءً بِالْأَشْرَارِ وَجُرْأَةً عَلَى الْجَبَّارِ فِي كُلِّ بَلَدٍ مِنْهُمْ عَلَى مِنْبَرِهِ خَطِيبٌ يَصْقَعُ فَالْأَرْضُ لَهُمْ شَاغِرَةٌ وَأَيْدِيهِمْ فِيهَا مَبْسُوطَةٌ- وَالنَّاسُ لَهُمْ خَوَلٌ لَا يَدْفَعُونَ يَدَ لَامِسٍ فَمِنْ بَيْنِ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَذِي سَطْوَةٍ عَلَى الضَّعَفَةِ شَدِيدٍ مُطَاعٍ لَا يَعْرِفُ الْمُبْدِئَ الْمُعِيدَ فَيَا عَجَباً وَمَا لِيَ لَا أَعْجَبُ وَالْأَرْضُ مِنْ غَاشٍّ غَشُومٍ وَمُتَصَدِّقٍ ظَلُومٍ وَعَامِلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ غَيْرِ رَحِيمٍ، فَاللَّهُ الْحَاكِمُ فِيمَا فِيهِ تَنَازَعْنَا وَالْقَاضِي بِحُكْمِهِ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَنَا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ مِنَّا تَنَافُساً فِي سُلْطَانٍ وَلَا الْتِمَاساً مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ وَلَكِنْ لِنُرِيَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَنُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِي بِلَادِكَ وَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ يُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَ سُنَنِكَ وَ أَحْكَامِكَ فَإِنْ لَمْ تَنْصُرُونَا وَ تُنْصِفُونَا قَوِيَ الظَّلَمَةُ عَلَيْكُمْ وَ عَمِلُوا فِي إِطْفَاءِ نُورِ نَبِيِّكُمْ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ" [6]

 

فقيادة العلماء للمجتمع هي قيادةٌ إجتماعية، وقد تصبح قيادةً سياسية أيضاً كما كان بالنسبة لبعض الأنبياء، ولكن الأساس هو أن تكون للأمة قيادة ترجع إليها وتطيع أوامرها، والله العالم.

 


[2] أي التكبر على الناس.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo