الموضوع: الأصول \الضدد\الترتب
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
أحاكم التزاحم
المرجح الثاني: وهو ما ذكره الميرزا النائني وحاصله تقديم الخطاب الذي ليس له بدل على الخطاب الذي له بدل ومثاله الماء وحفظ النفس وقوله صل وتوضأ بالماء فإن له بدلا وهو الصلاة بالتيمم وبعبارة اوضح أن مقتضي الصلاة ليس خاصا بالطهارة المائية بل يمكن التعويض عنه بالبدل وهذا بخلاف حفظ النفس بالماء فإنه بلا مقتض دون الماء فيقدم هنا ما ليس له بدل ولا بد من الإشارة الى ان البدل العرضي التخييري لا يدخل في محل النزاع فلو قال أزل النجاسة ثم قال صل او تصدق فهنا لا معنى للتقديم لقدرته على الإمتثالين معا فلا يقال هنا ما فيه إقتضاء يزاحم ما ليس فيه إقتضاء .
وأيضا فإن البدل الطولي كما لو قال أزل النجاسة ثم قال صل وإن لم تستطع فتصدق ولا معنى هنا لدعوى أن ما لا إقتضاء له لا يزاحم ما له إقتضاء لما قلناه مرارا بأن الممنوع شرعا كالممنوع عقلا والممنوع عقلا بمثابة قيد متصل بالخطاب فكانه قال: صل إذا لم يكن مزاحم وبما أن الإزالة موجودة وهي مزاحم ينتقل الى التصدق تلقائيا وهل ما ذكر مغاير لما تقدم من الترجيح بملاك الأهمية إذ يدرك العقل هنا أن ما ليس له بدل هو الأهم فيقدم بالأهمية فهو صغرى لكبرى تقديم الأهم على المهم ويمكن أن تسجل الملاحظات التالية :
اولا: أن تقديم ما ليس له بدل يشترط فيه فعلية البدل للآخر وإلا لزم أن تفوت الصلاة وأن يفوت البدل فههنا لا تعلم الأهمية وكذلك لا بد من معرفة ما يفي به البدل لئلا يكون ما ليس له بدل مفوتا للمعظم نعم لو وفى البدل بالمبدل كان لنا أن نتساءل وقد أرجع بعضهم الترجيح لما ليس له بدل على ما له بدل الى المرجح الأول أي ترجيح ما ليس له بدل لأنه مطلق وقدرته عقلية بينما الآخر مقيد حال العجز بالصلاة والتيمم وهي قدرة شرعية وقد فرغنا من تقديم ذي القدرة العقلية على ذي القدرة الشرعية , وإستشكل بعضهم بأن الخطابات وإن لم تقيد في اللفظ ففي روحها مقيدة عقلا والتقييد بمثابة قيد متصل بالخطاب فكانه قال أزل إذا كنت قادرا وفيه أنه لو تم ذلك فلِسائل ان يتساءل لماذا قيد المولى بعض أحكامه بالقدرة والإستطاعة كما في الحج وغيره مما يدل على وجود فارق بين ما قيد لفظا وبين ما لم يقيد .