< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

35/07/22

بسم الله الرحمن الرحیم

الخميس 22 /07/1435
السيد علي مكي
الجلسة 108
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصول \التعبدي و التوصلي\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
عرفنا بأن المحقق العراقي خرَّج وجها لبيان التعبدية وذلك بأن يؤخذ قصد امتثال الأمر في اي أمر تعبدي كمجرد اشارة للتعبدية دون ان يكون جزء من حقيقة الأمر كالصلاة لكي يلزم الدور كما في الإشارة في قولنا أطيعوا خاصف النعل فهي صفة إشارية وليست جزء من حقيقة الولي وأسماه بالحصة التوءم .
ويرد على ما ذكر بأن التحصيص على نحوين:
الأول: ان يحصص المطلق سابقا ثم يؤتى بقيد فيما بعد فإمامة علي ثابتة قبل خصف النعل وإن أوجب الكلام تخصيصا وتحصيصا .
الثاني: ان يحصص المطلق دون ان يكون له سابقا اي تحصيص كما في أكرم الإنسان فلو قال بعدها اكرم الإنسان الأبيض فهو تحصيص جديد لا سابق له ولا معرفة لذات الانسان قبل ذلك فما ذكره العراقي رحمه الله يصح في القسم الأول لمعرفتنا سابقا بطبيعة الولاية لعلي وأما فيما نحن فيه فلا معرفة لنا للعبادية قبل تصور صل بقصد الأمر فكيف نجعلها مشيرة .
هذا وقد تحصَّل بأن الفارق بين التعبدي وبين التوصلي لم يثبت رجوعه لا الى المتعلق لأنه يستلزم الدور ولا الى الجامع لأنه يكتفى بالفعل دون قصد الأمر ولا بمتمم الجعل الذي ذكره النائني نعم خرَّج الشهيد وجها اسماه العود الى البدل مفرقا بين التعبدي وبين التوصلي بالغرض فإن التعبدي نشأ من غرض مولوي لا يسقط الا بالقصد ولذا اذا قال صل وصلى العبد بدون قصد فقد امتثل وسقط الأمر لكن لم يحقق الغرض فعاد الأمر من جديد وسماه السقوط الى البدل .
وقد عرفت في علم الأصول ان المحركية لم تنشأ من الطلب المجرد بل الطلب الكاشف عن الغرض ولذا لا يتحرك المرئ عن النائم والغافل ولو كان مولى وما ذلك الا لعدم انكشاف الغرض فلو اراد المولى كتاب مجمع البيان وقال ائتني بكتاب فأتى له بكتاب ما فقد امتثل ولكنه لم يحقق الغرض .
واما بيان هذا الغرض فقد يتم من خلال قرينة نوعية يبينها المولى بإسلوب ما دون ان تكون جزء من الأمر حتى لو قال صل بقصد القربى فإنه تمييز لهذا الأمر بخلاف التوصلي حيث لا يميزه بشيء فليس الفرق بينهما لا في الأمر ولا في المتعلق وانما في الروح المبرزة من خلال بيان تميز ما فرارا من الدور والتهافت والتكليف بغير المقدور .
وقد يرد على الشهيد ان ماذ كره وان كان حلا ولكنه بعيد عن المذاق العرفي السلطاني اذ يرى العرف ان التعبدي هو أمر بالفعل مع القصد وان الأمر التوصلي هو أمر لا يشترط فيه القصد ومن هنا بعد ما عرفت نعود الى تأسيس الأصل اللفظي .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo