< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

35/05/11

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الصحيح والأعم في المعاملات\ المشتق(تابع)
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
الجامع: لا بد قبل الخوض في الدلالة من تعقل وجود الجامع بين العالم الفعلي مثلا وبين العالم سابقا بعدما عرفت بأن المشتق لا يدل على زمان ولا يدل على ساعة الجري او ساعة النطق ما خلا ما ذكرناه من الإنصراف وهذا البحث يجري على القول بالأعم او على القول بإختصاص المشتق بحال التلبس .
اما على القول بحال التلبس فسواء فسرنا المشتق بأنه بسيط فعالم بمنعى المبدأ لكن بلا شرط من جهة الحمل ولذا لا تأبى من قول زيد عالم او انه مركب فمعنى عالم ذات لها العلم فعلى كل من الوجهين لا يصدق على من انقضى عنه المبدأ مع دعوى الإنصراف المتقدمة .
وأما على القول بالوضع للأعم : فلا يخلو تصور الجامع من إشكال لن من انقضى عنه المبدأ زمان ي والمشتق لا يدل على الزمان سيما على القول بالتركيب ولذا تصدى العلماء لبيان الجامع منها :
الأول: دعوى أن الجامع هو الذات في احد الزمنين أي زمن التلبس وزمن الإنقضاء وفيه انه جامع عنواني وقد قلتم ان الزمان ليس جزءا من المشتق.
الثاني: أن يدعى أن الجامع هو الذات التي تلبست بالمبدأ قبل او حين الجري لإخراج المستقبل وهو وإن تُعُقل ثبوتا ولكنه مناف لما تقدم ان لفظت عالم مثلا ليست موضوعة لحال النطق ولا لحال الجري ولا للمستقبل .
الثالث: أن يدعى بأن المشتق مركب من ذات ومن فعل مضى فقولنا عالم اي مَن علِم وقولنا ضارب اي مَن ضرب والمتلبس بالحال يصدق عليه علم وضرب فيصلح ان يكون اما من الماضي بإخراج الزمان وذلك ببيان أن المشتق إن فسر بنسبة تامة اي عالم تساوي علِم فهذا لا يصح لأن علِم يصح السكوت عليها وعالم لا يصح الشكوت عليها وإنما يراد من دخول الماضي أنه مأخوذ بنحو القيدية كما ذكره بعض الاعاظم وهو معنى غامض فإن قصد به على طريقة الوضوء أن يكون القيد خارجا والتقيد داخلا فهو لا يصح هنا لأن اجماع النحاة على حقيقية زيد قائم غدا وإن قصد ان عالم فيها ضمير هو والزمان يقع في النسبة كما في سائر النسب وهذا ما لم يصرح به أحد من أهل اللغة اذ الزمان في الفاظه وفي الافعال وليس منها شيء هنا.
الرابع: ما ذكره السيد الخوئي طاب ثؤاه بأن الجامع هو ارتفاع العدم الوجودي للمبدأ فإن لفظ ضارب بالأمس يرفع عدم الضرب والضرب في الحال كذلك وما ذكره السيد الخوئي على جلالته وعظمته لم يحل المشكلة لأن لنا أن نسأل ان ارتفاع العدم المقصود هل هو حال زمان النطق أو حال التلبس والجري ولو سابقا فإن أُدخل الزمان عاد الإشكال ان المشتق لا يدل على الزمان
الخامسة: ما ذكره السيد الخوئي طاب ثراه دعوى وجود جامع عنواني اعتباري وهو عنوان " أحدهما" ولا حاجة لجامع مقولي فلسفي في باب الوضع . وهنا يرد إشكال أن " أحدهما" ليست كالإنسان ليجري فيه الإطلاق الشمولي لأن" أحدهما " لا ينطبق الا على واحد اما الآن واما السابق .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo