الموضوع: الصحيح والاعم \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
وقد حاول الشهيد الصدر دفع ما تقدم من الإشكالات على الجامع الوحداني البسيط بدعوى امكان تصوير جامع مركب ولا يلزم منه اي اشكال وذلك بلحاظ جهة العدم لا الوجود فإنا كنا نلاحظ جهة الوجود للفاتحة فنرى في العدم الصحة ايضا فأشكل علينا وكيفية ذلك أن ندعي مثلا بأن الجامع في مثل الفاتحة هو القراءة التي لا تعدم اختيارا فإذا تركها نسيانا انطبق عليها الجامع فان الجامع موجود حالة النسيان اذ لم يعدمها اختيارا.
وكذلك المضطر والمومئ والأخرس فانهم جميعا لم يعدموا الفاتحة اختيارا ويمكن ان نلاحظ على ما ذكره الشهيد بان في مثل الأخرس يوجد فاتحة زمنية اذا قلنا بوجوب التربص كما هو فتوى فالفاتحة البدل مطلوبة لا المعدومة كليا ولكن الشهيد الصدر أصرّ على دعواه وسب ذلك الى كل الأجزاء سواء الأركان أو غير الأركان بالبيان التالي:
‌أ- اما ما أخذ ركنا مطلقا في السهو والذكر كالركوع فلا يؤخذ فيه هذا الجزء قيد من جهة العدم واما الإيماء فهو ركوع بدلي لا ينطبق عليه الإعدام فهو جامع وجودي لا قيد للعدم فيه ونلاحظ عليه: ان دعوى السكاكي بأن زيدا هو أسد لن يحوله الى اسد ولا يكون استعمال حقيقيا وان سماه بالمجاز العقلي وهنا فإن الركوع البدلي ليس ركوعا وإنما هو حكم مشابه لئلا يسقط الواجب فلم يعد الجامع جامعا وجوديا تحفظ به الخصوصية
‌ب- وأما ما أخذ في الصلاة مما له بدل عرضي تخييري كالتسبيحات والفاتحة في الركعة الثالثة أو التخيير بين الوضوء وبين الغسل ان قلنا بإجزائه مطلقا فإن الجامع هو بين البدل والمبدل أي أحدهما وفيه ما أوردناه سابقا أن عنوان احدهما ليس حقيقيا ذاتيا وانما هو عنوان انتزاعي
‌ج- أن يكون المأخوذ في الصلاة لها بدل طولي كالتيمم بالنسبة للوضوء واشارة الأخرس بالنسبة لقراءة الفاتحة فإن الجامع هو الركوع القيامي مع القدرة والركوع من جلوس مع العجز وهكذا يقال في المثلة المتقدمة وما ذكره قده أوضح في الإشكال فإن ادخال أو فرار من الجامع لأنها للمغايرة ما دام الجامع متعذرا .
ومن هنا تعرف بأن ما ذكر من الوضع للصحيح لذي أوجب هذه الإشكالات على الجامع التركيبي والجامع الوحداني محل تأمل وما هذا الا من مؤشرات بطلانه لصالح القول بالأعم الذي اختاره العراقي وجماعة من الأصوليين