العنوان: الأصول \ الصحيح والأعم(تابع)\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
الوجه الرابع : أن يقال بأن الجامع بين افراد الصحيحة مثلا هو جامع بسيط وانتزاعي بلحاظ جهة عرضية تحصل من خلال الصلاة دون ذات الصلاة كما لو رأينا جسما ابيضا فانتزعنا منه عنوان الأبيض وهذا الوجه كسابقه لا يمكن الموافقة عليه لأن الصلاة قبل آثارها وخصوصياتها فلا يصح ربطها بمتأخر اذ عنوانها له حقيقة قبل عروض أي شيء عليه.
وقد جرت محاولات للتخلص من الإشكالات السابقة بايجاد وجه لا يرد عليه شيء.
المحاولة الأولى: قال الشيخ الأخند في الكفاية بوجود جامع بسيط وذاتي يعرف من الأفراد الصحيحة وذلك لإشتراكها في أثر واحد وهو الانتهاء عن الفحشاء والمنكر مثلا وبما انك عرفت في الفلسفة بأن الواحد لا يصدر الا عن واحد فيتعين الجامع البسيط الموجود في كل فرد .
وما ذكره شيخنا الأخند يسجل عليه ما يلي: ان عنوان الإنتهاء عن الفحشاء والمنكر ليس واحد بالشخص بل هو عنوان إنتزاعي من مصاديق كثيرة والقاعدة الفلسفية المذكورة لا تشمل العناوين الانتزاعية والواحد بالنوع بل ان تكثر المعلول المتنوع يكشف عن تكثر العلة ولو في الجملة فزيد الشخص لا يصدر الا من واحد ولكن زيد النوع يصدر من كثير.
ويؤيد ذلك ان العنوان الإنتزاعي قد يؤخذ من حقائق متباينة كما في نفس الصلاة فانه عنوان على مجموع لا جامع بينه وكذلك الحال في المعاجين المخترعة " الأدوية " فانها متباينات ولها نفس الأثر والشبهة نشأت من قياس العناوين الإنتزاعية على العلة التكوينية فان الإنتزاع يؤخذ من متباينات لا علية ولا معلولية بينها وعنوان الإنتهاء عن الفحشاء أو غيره من العناوين المشككة كما يقال في النور أي ما به الامتياز هو بعينه ما به الإتفاق وهذا لا يعني ما ذكره الأخند من الجامع البسيط الوحداني .
ويرد عليه ايضا : أن الجامع البسيط الوحداني لا يمكن الا بعد الغاء الخصوصية وهذا في الصواة من المحال سيما اذا تأملنا المومئ مع ان الأثر الواحد نوعا لا يلغي بقاء الجامع في المؤثر كما في الإحتراق قان النار أو الحرارة موجودة فيها جميعا ثم لنا ان نسأل عن المؤثر في صلاة التمام مثلا بالنسبة الى صلاة المسافر فإن كانت الركعتان لا تأثير لهما فلماذا طلبان في الحاضر ما دام الجامع الرئيس موجود في غيرهما
والتحقيق: أنه يمكن أن يبين وجه بدعوى وجود جامع تركيبي دون أن ترد هذه الإشكالات وهو إدخال العدم مع الوجودات الصلاتية .