< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/12/16

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \ الوضع\كيفية الوضع\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
وما ذكره الشهيد الصدر وان صح في المقدمات ولكن لا يصح ان يقاس الجعل الشرعي على موضوع الوضع هنا لأن المولى هناك ينشئ جعله على نحو القضية الحقيقية ولذا كانت الشريعة قضايا حقيقية حتى فيما ظهر بلباس خارجي وانطباق العام على مصداقه الخاص قهري وليس بجعل جاعل بينما في الوضع ليس الأمر كذلك فإما ان يضع لكلي الظرفية "في" واما ان يضع لخصوص الربط الواقع ضمن في .
وما ذكر خلط بين الاستعمال وبين الموضوع له فان الخاص الذي ذكروه في الاستعمال اذ لا بد للمستعمل من طرفين خاصين ولكن ذلك من جهة المصداق لا الموضوع له ومن هنا فان لفظة في مثلا موضوعة للنسبة الظرفية الكلية التي تصورناها ومن هنا بهذا البيان يكون الموضوع له عام والوضع عام وايضا فان طرفي في قد يكونا كليين ولكن قبل الدخول في التحقيق الدقيق لا بد من البحث في المعنى الحرفي والحرف ومدى انطباق ما ذكره العراقي والشهيد والمظفر وغيرهم على مبدأ الوضع العام والموضوع له عام فههنا اتجاهات في تفسير المعنى الحرفي :
الأول : انكار المعنى رأسا وهو ما نسب الى شيخنا الرضي في شرح كتاب الكافية والى جماعة
الثاني : عمد الفرق في عملية الوضع والمعنى وانما الفارق في أمر خارج هو شرط الواضع ذكره الأخند وصاحب الفصول
الثالث : القول بتباين المعنى الإسمي مع المعنى الحرفي ذاتا فالابتداء مغاير لكلمة من ذاتا
اما القول الاول : فالحجة فيه انه كعلامات الاعراب من الضمة والفتحة والكسرة فإنها تشير الى خصوصية في الفاعل دون ان يتغير فيه اي شيء فزيد زيدا زيد هو زيد وكذلك الحروف فإنها اشارات في مثل السير من المدرسة فإنها تشير الى مبتدأ منه ومنتهى اليه .
وأما السير فهو السير وما ذكر يعاني من ثغرة واضحة فان دلالة لضمة على خصوصية بالإشارة معنى فكيف تجرد عن دلالتها وقد صرحتم به ولذا فان قولنا زيد في المدرسة اما انها لم تضف اي معنى فينبغي ان يستوي الحذف وعدمه واما انها اضافة ان ظرف الكل كان في المدرسة وهذا يعني وجود المعنى وقد حاول الشهيد الصدر ان يقرب وجها فنيا انتصارا لهم وذلك بالجمع بين الخصوصية الزائدة وبين انكار المعنى وانما يعود المعنى الى الاسم فقولنا السير من بيروت لها معنيان هما السير المجرد والسير المقيد بالابتداء منه فكأن السير وضع مرتين مرة اذا لحقته من ومرة بدونها.
واما الحرف فليس كذلك فانه فاقد لأي دلالة وليس قيدا في الوضع ما يلحق به لأن الاسم له دلالة مستقلة قابلة للقيد ولعدمه دون الحرف ثم قال انه تخريج لكنه خلاف الوجدان لإمكان الوضع مرتين لمن ايضا وعقب الشهيد انه لا برهان على بطلانه .
وما قاله الشهيد لا يمكن التسليم به اذ ما الذي دفع المتكلم لاختيار من دون الى لو لم يكن لها في رتبة اسبق وضعا خاصا .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo