< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/12/02

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \ الوضع\حقيقة الوضع\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

2.ان التاريخ سجل لنا أهل الابداع فكيف غفل عن اسم الواضع لما هو أهم مقاصد البشرية وهو التفهيم والتفاهم فلو كان شخصا محددا لخلده التاريخ وخلد اسمه
3. دعوى الاستغراب اذ كيف عرف الانسان أن لديه صوتا يمكن أن يتحكم به في صياغة الألفاظ عبر نظام وقواعد ليجعلها أدوات لتفهيم المعاني فكما انه ألهم في الموضوع الزراعي مثلا بأن حبة القمح لو وضعت في التراب لغدت سنبلة فكما حصل الالهام ههنا فكذلك حصل فيما هو أهم .
4. الاشكال الناشئ من المبنى أي دعوى التعهد أو التنزيل فكيف أصبح المرء واضعا قبل ان يستعمل وقبل ان يتكلم اذ كان صامتا ثم وضع ثم استعمل ومع فرض صمته وعدم وجود محاورة بعد فكيف نشأ التعهد مضافا للمناسبة بين الالفاظ والمعاني قبحا وحسنا رقة وغلظة .
5. الاشكال الناشئ من المبنى ايضا اي مبنى التعهد فانه لا يخلو من دقة ولزوم وعي المتميز سيما مع وجود الهيئات والاشتقاقات في اللغة فلنا أن نسال أن ذلك ان نشأ من خلال لغة فهذا يعني سبق للوضع فننقل الكلام اليه وهلم جرا لينتهي الى الله .
6. ان الالفاظ كما يلاحظ احيانا تستخدم في الاصقاع بلفظ واحد فمن الذي نقل ذلك اليهم وهل يعقل التخاطر الاتفاقي وهذا جعل اتباع هذه النظرية يلتزمون بنهج الالهام مؤيدا بما نلمسه احيانا من الوقوع في القلب او في غيره والجواب على ذلك .
اولا: ان دعوى عدم تناهي المعاني ان قصد منه المعنى الحقيقي فهذا محال وان قصد به الكثرة الكاثرة فليست حاجة الانسان اليها جميعا كما ان اللغة تستوعب هذا العدد وهذا ما يلاحظه المتتبع
ثانيا: ان دعوى عدم قدرة الانسان على ذلك انما يتم لو وجدت اللغة دفعيا اما لو كان المجموع البشري قد اسس على الهيكل الأول فلا يرد الاشكال
ثالثا: ان دعوى لو كان لبان انما تصح مع كون الواضع واحدا اما على ما ذكرنا فلا واما ذكر واضع الهيكل الأساس فقد ذكر التاريخ انه اسماعيل عليه السلام
رابعا: أن الاستغراب المتقدم لا معنى له مع وجود الأصوات خارجا سيما الصادر من الحيوان ومن طبيعة الاشياء كخرير الماء وحفيف الشجر . عندما لاحظ اقتران الصوت بالمعنى كخرير الماء وبحكم القانون التكويني اي التداعي فقد نشأت لديه القدرة على الأشباه والنظائر
خامسا: ان الاشكال الناشئ من مبنى التعهد لا معنى له على المسلك الآخر ثم ما المانع كما قلنا ان ينشئ لفظا قبل الوضع عندهم لأن الاقتران عندهم انس لا وضع
سادسا: ان الاشكال الناشئ من استغراب دقة الانسان لأنشاء قوانين اللغة غريب فان الانسان خليفة الله وقد اظهر من الانجاز خارجا ما لا حد له .
سابعا: ان ما ذكر من استبعاد التخاطر الاتفاقي في غير محله والدليل على ذلك الاشتراك في اللغة كما ان الوجود البشري كان محدودا وبمقتضى اللقاءات المتكررة تنتقل لغة او بعضها الى الأماكن الأخرى ولا يقتضي ذلك جعله الهام ومن هنا يتبين لك ان دعوى الالهام ان قصد بها الجميعية على مر الزمان فهي باطلة جزما سيما اننا نكتشف خطأ ما اطلقناه من الفاظ وكذلك عدم التناسب بين بعض الألفاظ والمعاني فهل يقال بأن الالهام وقع خطأ ؟
وايضا فان الالهام ان قصد به الخطور فهذا ما يتحسسه الانسان وهذا ما لا نشعر به في اللغة ودعوى انه خفي يشبه خفاء الدعوى كلها نعم نحن نلتزم بالإلهام الجزئي سواء مع آدم الجد او مع اسماعيل او مع البشرية بل قد يقال بالضرورة لخليفة يخلف الله في ارضه لا سيما في الهيكل الأساس في اللغة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo