< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/11/10

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \تعريف علم الاصول \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
ذكرنا ان العمدة في الاشكال هو ما قاله ثلة من الفلاسفة من ان ما يعرض الجنس بواسطة النوع هو من العرض الغريب لا الذاتي فقولنا الحيوان يأكل بالملعقة عرض غريب وهذا انسحب الى العلوم ومنها علم الأصول حيث يبحث عن الحجية في موضوعه وهو العنصر المشترك فنقول العنصر المشترك حجة بواسطة خبر الواحد والاستصحاب الخ وهذه انواع، فالحجية عرضت على الجنس بواسطة النوع وهذا يعد من العرض الغريب فكيف قلتم ان البحث عن العرض الذاتي في موضوعات العلوم واحد
وقد حاول الشهيد الصدر ان يميز بين نوعين من الواسطة الأخص كالنوع بالنسبة الى الجنس وذلك بجعل ما يعرض بواسطة لا تزيد على الجنس بشيء من العرض الذاتي دون الأخص الآخر ومثاله ان نقول الحيوان امريكي بواسطة ذهاب الانسان الى امريكا فان الوصف هنا لا يساوق الحيوانية اذ قد يزول هذا العارض فهو زائد عليه وعلى الانسان أيضا فهذا من العرض الغريب لأن الواسطة أخص ولكن اذ كانت الواسطة من قبيل الفصل كقولنا الحيوان يتكلم بطلاقة بواسطة الناطق فان الناطق لا يزيد على ذات الحيوان شيء فبهذا المعنى فهذا من العرض الذاتي .
وهنا في علم الأصول بان خبر الثقة هو عنصر مشترك ولا يتغير الأمر معه فشابه الناطق وشابه الانسان وبناء عليه يصبح من الأعراض الذاتية وأوضح الشهيد في الخلاصة لنظريته في المنشئية لصدق العرض الذاتي اذ انه يعقل في مثل النار حارة ولكنه قد لا يتصور في مثل خبر الثقة حجة اذ الحجية ليست في خبر الثقة بل هي غاية ومن هنا أفاد أن مراده بالمنشئية أحد أمرين:
أ‌-أن يكون الموضوع هو المنشأ للمحمول كعلة فاعلية كقولنا النار حارة وكذلك لو كانت اي علة مادية مع افتراض تمامية الأجزاء الأخرى .
ب‌- أن يكون المنشأ من جهة الموضوع على مستوى العلة الغائية بدعوى أن العلة الغائية لها منشئية ايضا فان الذي يخطط للصحة والامان الجسدي بتدبيرات ما فتكون الصحة علة غائية وهي من العرض الذاتي وان لم تتقدم كتقدم النار على الحرارة
وهنا فان الحجية هي الغاية في البحث في الخبر وفي الاستصحاب وفي البراءة ونحو ذلك لأن الغاية هي ايجاد معذرية ومنجزية وهو معنى الحجية والغاية من المناشئ ايضا وان تأخرت وبذلك يكون البحث فيها بحثا عن العرض الذاتي وما ذكره الشهيد وان صح فنيا ولكنه غريب عن مقالة الفلاسفة أصلا فان كلامهم صريح بأن العارض على الجنس بواسطة النوع هو عرض غريب سيما أن العرض الذاتي في الموضوع لا هو آية ولا رواية وانما المهم ان نجمع الموضوعات التي لها دور فيما نريد من الحجية.
هذا والملاحظ ان ما ذكره الفلاسفة من العرض الذاتي انما قصدوا به العلوم البرهانية القائمة على معادلات رياضية يقينية دون ما كان علما جدليا او خطابيا الخ ومثل الشهيد لذلك بحمل الفقر على زيد فنقول زيد فقير فان هذا ليدخل فيما نحن فيه يشترط معه العلم باستحالة ان يكون غنيا والا اذا لم نعلم بالاستحالة فهذا لا يدخل في مباحث العلوم وطبّق ذلك على نظريته في المنشئية لأنها برهانية لأن الموضوع ينتج المحمول اما بلا واسطة واما بواسطة تعود الى اللاواسطة .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo