< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/02/05

بسم الله الرحمن الرحیم

 الخميس 5 /02/1434
 السيد علي مكي
 الجلسة 003
 بسم الله الرحمن الرحيم
 الأصول \الأصول العملية \حجية الظن \
 لا زال الكلام في مباحث علم الاصول وفي مبحث الظن بالتحديد ومن مفردات هذا المبحث القول بحجية خبر الثقة الظني وهو من اهم المباحث ومن اجلها اذا ان جل الأحكام الشرعية مأخوذة من روايات الآحاد الثقاة.
  استعرضنا الآيات واستعرضنا الروايات وكان هناك اشكال شهير انه اذا كان الدليل على حجية خبر الثقة هو سيرة العقلاء فسيرة العقلاء بما هم عقلاء لا علاقة لهم بالشريعة انما يعملون بمقتضى مرتكزات ومطمئنات وكواشف عقلائية يعملون بها ، وهذا لا يكفي في الحجية اذ لا بد من آية لا بد من سكوت الامام لا بد من قول الامام أو امضاء لهذا ، وكيف يدعى الامضاء والآيات المباركة: ان الظن لا يغني من الحق شيئ. فقيل بأن الايات هي الرادعة عن هذه السيرة مهما بلغ استحكامها .
 هناك محاولات للرد عن هذه الشبهة وصلنا الى محاولة الشيخ الاصفهاني رحمه الله وحاصل هذه المحاولة لزوم التناقض فيما لو قلنا بردع الآيات عن السيرة كيف ببيان ان الآيات فيها اطلاق وهو ثابت بالظهور بما يشمل خبر الثقة ودليل حجية الظهور هو السيرة فكيف عمل العقلاء بخبر الثقة الظني وعملوا بالرادع عن ذلك وهل يتناقض العقلاء في اعمالهم ؟
  والجواب: ان ما ذكر انما يتم في سيرة المتشرعة واما بالنسبة الى العقلاء فهم يتخذون الظهور اساسا لفهم مراد المتكلم ومنه فهم القرآن الكريم وسيرتهم على العمل بالظهور لا تعني الالتزام بمضمونه ولذا خالفوا على مر الزمان مع الانبياء ومضمون القرآن فلا صلاة ولا صيام ولا حج فغاية ما يثبته عنهم الالتزام بجعل الظهور الاساس في فهم كلام الله ولا يعني امتثالهم لكل كلام متكلم والصحيح في حل هذه الشبهة ما يلي :
 اولا: ان نلتزم بعدم دلالة الآيات على الردع عن مثل العمل بخبر الثقة وما ناظره لأن السياق بمثابة قرينة متصلة تمنع من التمسك بالاطلاق وتصرف الكلام الى الجو السياقي ومن راجع سورة النجم ويونس " ان الظن لا يغني من الحق شيئا" يتأكد من ان الآية واردة في سياق الحديث عن عبدة الاصنام وفي سياق الحديث عن المشركين والكفرة فهي ناظرة للتوحيد ولقضايا اصول الدين لا لغير ذلك
 ثانيا: ان يدعى ان رسوخ السيرة بهذا المثابة على مر الزمان تمنع من الاطلاق بملاك انها ذم وقد عرفت ان العمل بالخبر منهج عقلائي زماني ترتاح اليه نفوسهم فهو غير مشمول للذم المستفاد من اجواء الآية المباركة
 ثالثا: ان الآيات لو كانت رادعة لما يشمل الخبر لكان ينبغي على المتشرعة ان لا يسلكوا هذا المسلك فعمل المتشرعة قرينة صارفة للآيات المباركة اما الى اصول الدين واما الى ما يعد عند العقلاء مذموما
 ورابعا : ان الردع عن سيرة بهذا الحجم الذي يعد عند العقلاء كأباحة الطعام والشراب لا يكتفى فيه كما هو الملحوظ في سنة الله ورسوله بمثل هذه المطلقات وفي هذا السياق مع عبدة الاصنام والكفرة اذ ان ذلك يستدعي المماثلة مع الشبيه فذاك القياس فقد ورد فيه ما يقرب من خمسمائة رواية رادعة وبألسنة حادة ففي بعضها ان السنة اذا قيست محق الدين .
 الدليل الرابع : الدليل العقلي " على حجية الظن "
  وتوضيح ذلك دعوى وجود علم اجمالي بين الروايات بثبوت جملة منها خاصة بين الثقاة اذ ان القطع بكذبها معلوم البطلان " حوالي 40000 رواية " هل يعقل انها كلها كاذبة ؟؟ وبما ان العلم الاجمالي منجز لسائر اطرافها تقدم وموجب لانحلال العلم الاجمالي الكبير في اصل الشريعة وكذلك انحلال العلم الاجمالي بوجود احكام في سائر الامارات من خلال العلم الاجمالي بوجود احكام بين روايات الثقاة .
  وفي ما اعترض عليه شيخنا الانصاري في كتاب الرسائل بأن دعوى منجزية العلم هذا تستدعي منجزية سائر الاماراة ففي مجموع الاقيسة يوجد احكام واقعية وفي مجموع الشهرة الفتوائية يوجد احكام واقعية وهذا ما لا يلتزم به.
  وقد يجاب ان ما يعلم بوجوده ضمن اخبار الثقاة هو بعينه ما يوجد في سائر الامارات الظنية وبالتالي تنحل سائر العلوم في العلم الاجمالي بوجود احكام مولوية في اخبار الثقاة هذا غير مقبول والانصاف ان هكذا دعوى لا تخلو من جرأة .اذا الخبر الضعيف لا يساوق الكذب والشهرة الفتوائية وان كانت ظنا لا تساوق القطع ببطلانها ودعوى ان ما يوجد فيها " الاماراة " يوجد ضمن اخبار الثقاة لا برهان عليه فالاشكال باق على احكامه .
 والحمدلله رب العالمين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo