< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الفقه

36/02/23

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الفقه \الجهاد
ويمكن أن يتمم ما ذكرناه سابقا بعدة أمور:
1 – كثرة العمومات القرآنية في الحث على القتال ونحو ذلك فإنها تمنع من أن تكون تأسيسية وأنه لا إطلاق لها سيما تلك الآيات المعللة أو التي ذكرت بعض التفاصيل من قبيل ومن يولهم يوم إذن دبره الا متحرفا لقتال... الخ . وقوله تعالى قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله . الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله . قاتلوا المشركين كافة . قاتلوا الذين يلونكم من الكفار . وأوضح منها : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون بدين الحق من الذين أُوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وقوله تعالى : قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم
2 – إن الروايات المذكورة سابقا قد لوحظ فيها عبارة " منا" وهي دالة في ذلك الجو السائد بين الشيعة خاصة في أحقية الأئمة إذ قد يترقب خروج أحد أبنائهم أو أقاربهم مما يشك آنذاك بأنها راية حق فتصدى الأئمة لبيان بطلانها
3 – ما ورد بلسان الإطراء لحركة زيد رحمه الله فقد ورد فيها إن أتاكم آت فإنظروا على أي شيء تخرجون ولا تقولوا خرج زيد ثم علل : ( دعاكم الى الرضا من آل محمد )
4 – إن قضية صاحب فخ وهو حسين أبن علي حدثت بعد هذه الروايات ولم ينقل رواية واحدة في ذمه بل ذكر في مقاتل الطالبيين مدحا وهو مؤشر لما ذكرناه
5 – إن جملة من الروايات دلت على جواز الخروج وعلى حدوث دول هدى كما في دولة الخرساني ودولة اليماني ودولة رجل من أهل قم وكثرتها متواترة إجمالا
6 – قد عرفنا في علم الأصول بأن حجية القطع ذاتية لا يسلبها حتى المولى لا بيقين آخر ولا بظن حجة لأن حجية الظن فرع عدم العلم فلو فرضنا أن فقيها ما علم بنجاحه في جهاد أو في إقامة دولة والإطاحة بالفساد والكفر والنفاق فبأي دليل نرفع الحجية عنه ؟
7 – إن غلبت الظلمة في عصر الأئمة وقوة شوكتهم لعدم مراعاة نظم الدين والشاهد على ذلك ما حصل مع الحسن ومع الحسين ومع حجر ومع الأئمة الخ . يترقب معه صدور روايات المنع المحمولة على هذا الزمن من أجل التحفظ والإحتياط على الدماء وهذه قرينة مانعة عن التعميم لعصر آخر لا ينطبق عليهه عنوان إصطلمته البلية
8 – إن نجاح ثلة من الشيعة على مر الزمان يؤكد إمكانية الإنتصار في مكان ما وفي زمان ما دامت القدرات موجودة لدى المؤمن ولدى الكافر إن لم تكن بشكل أفضل لدى أهل الإيمان
9 – إن الأسلام الذي دعى الى مواجهة الفساد فيما هو أقل بكثير من مجتمع متحلل ودولة ملحدة من قبيل اللص فقد سماه محاربا وفي الرواية إذا دخل عليك اللص المحارب فإقتله مضافا لأشخاص منحرفين أمر الأئمة بقتلهم فكيف بفساد دول ومجتمعات وإختراع اديان في مقابل دين الله إذا ما توفرت الفرص لمواجهة ذلك من قبل فقيه عارف يجذب الدولة الى نظام آل محمد وقد ورد في قضية السقيفة : فعلي عليه السلام لم يجد فئة ولو وجد فئة لقاتل بل إن ذلك من أسرار غيبة القائم عليه السلام أي منطق القوة
10 – إن الروايات الواردة في المجلد الحادي عشر والمبينة لتفاصيل أحكام الجهاد والأسرى والغنائم وأهل الذمة لا تنسجم مع ما فهمه البعض من الروايات السابقة بل هي منسجمة مع ما ذكرناه من الجواز إن لم نقل بالوجوب أيضا إذ لا معنى لأن يقال بوجوب النهي عن المنكر أمام فرد وبحرمته أمام مجتمع بكامله مع توفر الظروف والقدرة والشروط .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo