< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الفقه

36/02/16

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الفقه \الجهاد
ولا بد من بيان جملة أمور :
1 - إن دعوى عدم إمكانية الإنتصار أو الوصول الى الدولة في زمن الغيبة سيما إذا منعنا من الإطلاق اللفظي لأدلة الجهاد وذلك لوجود إحتمال فارق بيننا وبين المشافهين بالخطاب وبالتالي لا تعميم لقاعدة الإشتراك المسلمة عندنا.
ويمكن الجواب فيها: أن سنة الله في الخلق عامة إذ ما معنى أن يودع الله القابليات في الفجرة حيث أقاموا الدول ورسموا العمران وبسطوا النفوذ وبين أهل الإيمان فالقابليات موزعة بالتساوي وقد ورد في الكتاب الكريم قوله تعالى في تبرير عدم تمايز الفجرة وبيان وحدة القابليات :لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة .. الخ
وأيضا فإن الإسلام القائم على الحكومة والحكم وعلى الجهاد والقتال والأمر بالمعروف والإعداد والرباط من أجل إستيفاء المصالح العامة الكبرى وهذا بنفسه قرينة على رد ما قيل إذا ما توفرت الشرائط للدولة وللجهاد سواء في عصر الغيبة او في عصر الحضور , نعم قد يكون الحال مع طول الفترة التي سيطر عليها الظالمون أصعب وأمر من الحالات الطبيعية لإقامة الدولة والجهاد .
2 – إن ما قيل من أن غيبة الإمام أدل دليل على إمتناع إقامة الدولة والجهاد إذ لو صح الأمر لكان الأولى به الإمام .
وفيه: أن علل الغيبة كثيرة ومنها خشية القتل لأنه الحجة الأخيرة على الخلق يمكن دعوى إدخاره لإقامة حكومة العدل العالمية وهذا لا ينافي إقامة دولة في بقعة ما تساهم في رفع علة بل يجب إقامة الدولة وإيجاد القوة من أجل رفع العلة وإلا فلا دولة لا في بقعة ولا في العالم فما ذكر على العكس أدل
3 – إن ما دل من الروايات على أن الجهاد والقتال والدولة بحاجة الى إشراف المعصوم لا يدل على ما ذكر لأن غايتها دلاليا أن يكون الجهاد والدولة مرتبطين بالإمام كما هو الحل في زمن النبوة وبناء عليه إذا تم دليل النصب العام او الخاص للفقهاء فما يجري في طول أمرهم لا في عرض أمرهم :
اما ما رواه بشير الدهان من الرؤية بأن القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام ففيها مضافا الى ما ذكرنا عدم صحة السند اذ لا يوجد توثيق ولا وصف لبشير وما رواه الشيخ من رواية صفوان عنه فهي كما أجبنا سابقا اجتهاد من الشيخ الطوسي لأن صفوان روى عن غير الثقاة وفي إحتجاجاته لم يصحح رواية فيها ضعيف لحجة رواية صفوان عنه واما رواية الأصم فضعيفة جدا به.
وأوضح منها ما رواه الفضل إبن شاذان والرواية ضعيفة عن الرضا والجهاد واجب مع الإمام العادل إذ لا تخلوا من إشارة الى توسعة معنى الإمام وأما رواية الأعمش ورواية تحف العقول ورواية الحريشي فكلها ضعيفة للغاية ويؤكد ما ذكرنا من أن طولية الأمر بين الإمام وبين الفقيه مشمولة للنصوص ولذا علل الإمام بالآية المباركة التائبون العابدون وأن الجهاد معهم .
4 – إن ما دل على المنع من الخروج قبل قيام القائم فسترى إمكان المناقشة في دلالاتها جميعا وصرفها إما لبيان عدم إمكان الإنتصار في زمان ما وإما لظرف وجود الأئمة في ضل طغاة وأئمة الجور ويمكن أن تقسم الى طوائف:
أ – ما دل على المنع بملاك خروج الشخص لنفسه في مقابل المعصوم ففي الرواية كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله فإن التعبير بالطاغوت صارف للدلالة الى أولائك الذين واجهوا الأئمة لا الى الفقيه الذي يريد ان يعمل بأمر الأئمة فالرواية فيها إشارة الى صنمية الدعوى وستاتي الروايات الموضحة كما في قضية زيد وغيره , وأما رواية العيص ابن القاسم التامة سندا وفيها : ... إن أتاكم آت فإنظروا على أي شيء تخرجون ولا تقولوا خرج زيد فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم الى نفسه وإنما دعاكم الى الرضا من آل محمد ولو ظهر لوفى بما دعاكم اليه إنما خرج الى سلطانِ مُجتمع لينقظه فالخارج منا اليوم الى أي شيء يدعوكم .وسائل الشيعة جلد 11 باب 13 ص 35 . حديث 1 .[1] صحيحة .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo