< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

34/01/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث: مكونات الطواف واجزاءه
 كان البحث في الطواف، تقدم البحث عن شرائط الطواف مثل الطهارة من الحدث والخبث والموالاة وحان الوقت للبحث عن اجزاء الطواف فيقول السيد الماتن عن ذلك:
 القسم الثاني: ما عُدَّ جزءاً لحقيقته ولكن بعضها من قبيل الشرط والأمر سهل.
 قد ذكر للطواف سبعة أجزاء وهي في الواقع شرائط في أكثرها كما قال السيد الماتن. والفرق بين الجزء والشرط هو أن الجزء من مكونات الشيء كما في الأدوية حيث تتشكل من عدة أجزاء، وأما الشرائط فهي حالات تطرأ على الشيء كما لو قيل إشرب هذا الدواء على ريقك أو استعمله بطريقة خاصة.
 وأما الاجزاء فهي:
 1ـ البدء بالحجر.
 2ـ الختم به.
 3ـ أن يطوف من يساره.
 4ـ وان يدخل الحجر في الطواف، وهو جزء.
 5ـ وأن يكون بين المقام والبيت.
 6ـ وان لا يمشي على حائط البيت وهو المعروف بالشاذروان.
 7ـ وأن يكمله سبعاً وهذا جزء أيضاً.
 كما نرى أن الرابع والسابع جزأن وما تبقى فهو من الشروط مهما كان فإن السيد الماتن يقول: الأول ـ الابتداء بالحجر الأسود وهو يحصل بالشروع من الحجر الأسود من أوله أو وسطه أو آخره.
 الأقوال:
 اجمع فقهاء آل البيت (عليه السلام) على أن ابتداء الطواف بالحجر والختم به.
 في الرياض: و البداة بالحجر الاسود و الختم به بالاجماع فی کلام جماعة [1] .
 وفي المستند: بالإجماع المحقق والمحكي عن جماعة [2] .
 وفي الحدائق: وهو موضع اتفاق بين العلماء [3] .
 وقد كرر كشف اللثام دعوى الإجماع [4] .
 وفي الجواهر بعد الإشارة إلى الابتداء والانتهاء بالحجر يقول: بلا خلاء والانتهاء بالحجر يقول: ماء.مهما كان فإن السيد الماتن يقول: الأول الابتداء الأول ـ الابتداء بالحجر الأسود وهو يحصل بالشرف اجده فيه بل الاجماع عليه بقسميه [5] .
 الشيخ في النهاية أتى بعبارة يستشف منها الاستحباب وقد حمل كلامه على الاستحباب فهو يقول: ينبغي الابتداء بالحجر والانتهاء به.
 وأما الشيخ المفيد والصدوق حكموا في بعض كتبهم بالابتداء من الحجر من دون الإشارة للختم به ولكن هذا ليس بشيء لأن الابتداء عندما يكون من الحجر فلابد أن يكون الانتهاء به لكي يعد الطواف كاملاً.
 الدليل:
 يجب أولاً إثبات الوجوب ثم نبحث كيفية الابتداء والانتهاء.
 الدليل الأول:
 جرت سيرة المسلمين على الابتداء بالحجر والانتهاء به، هذا وإن كانت السيرة تدل على الجواز إلا أن السيرة التي تؤدي مخالفتها إلى استنكار المسلمين تفيد الوجوب فإن الذي يبتدئ في طوافه بالركن اليماني أو محاذاة الكعبة فإن المسلمين يستنكرون فعله هذا، كمن يصلي مستدبراً القبلة!
 البعض استدل بالاجماع! ولكن لا يمكن الاستدلال به لأنه مدركي.
 الدليل الآخر هو فعل الرسول (صلى الله عليه آله) حيث انه قد ثبت في التاريخ ان الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث انه قد ثبت في التاريخ أن الرسول (صلى الله عليه آله) قد بدأ به وختم به، وقد قال (صلى الله عليه آله): خذوا عني مناسككم.
 والأمر يدل على الوجوب، ومؤدى كلامه (صلى الله عليه آله) أن كل ما أتى به من واجبات الحج يلزم العمل به! إلاّ أن يرد دليل على الاستحباب!
 إن حديث خذوا عني مناسككم قد ورد في مصادر الجمهور المعتبرة مثل صحيح مسلم وسنن ابن ماجة إلاّ انه لم يرد في مصادرنا غير انه ورد في هامش البحار [ج 107، ص 108] واليعلم أن هناك تسعاً وعشرين رواية اشتهرت عند الشيعة وقد وردت في مصادر الجمهور ومنها هذه الرواية التي قد عمل بها الأصحاب! هذه الروايات نقلت عن عوالي اللئائلي ولكنها لم ترد في المستدرك مع انه ينقل عادة ما ورد في العوالي!
 الدليل الثالث الروايات التي ذكرت في مصادرنا:
 عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ مَنِ اخْتَصَرَ فِي الْحِجْرِ (عند الطَّوَافِ) فَلْيُعِدْ طَوَافَهُ مِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ [6] .
 يعني من اختصر الطواف بعدم ادخال الحجر في الطواف عليه إعادته فيبدأ بالحجر الأسود ويختم به لأن الطواف الذي اختصره باطل فعليه أن يستأنف من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود!
 ـ ومنها صحيحة عبدالله بن سنان:
 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) إِذَا كُنْتَ فِي الطَّوَافِ السَّابِعِ فَائْتِ الْمُتَعَوَّذَ ... ثُمَّ اتِ الْحَجَرَ فَاخْتِمْ بِهِ [7] .
 في هذه الرواية وان ذكر الختام فقط ولكن بالدلالة الالتزامية يستفاد البدء منه أيضاً!
 ـ ومنها رواية مفضل بن عمر وهي ضعيفة به.
 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ جَمِيعاً عَنْ مَيَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي كِتَابِهِ إِلَيْهِ... فَمَتَى مَا قَدِمْتَ مَكَّةَ طُفْتَ بِالْبَيْتِ وَ اسْتَلَمْتَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَتَحْتَ بِهِ وَ خَتَمْتَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ [8] .
 وهناك صحيحة قد يتوهم أنها معارضة وهي ليست بمعارضة بل هي دليل!
 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ‌ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) كُنَّا نَقُولُ لَا بُدَّ أَنْ نَسْتَفْتِحَ بِالْحَجَرِ وَ نَخْتِمَ بِهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ كَثُرَ النَّاسُ [9] .
 إن الإمام يقول كنا نوصي في الطواف بالبدء من الحجر الأسود والختام ولكن الآن لا نوصي بذلك لكثرة الزحام!
 واضح أن الرواية لا تتحدث عن البدء والختام في الطواف وإنما تتحدث عن استلام الحجر في الشروع والخاتمة، الزحام يضر بالاستلام لا بمحاذات الحجر الذي تحصل به بداية الطواف ونهايته لأن المحاذات تحصل من أي نقطة من المسجد! فالإمام يقول كنت أوصي بالاستلام والآن لا أمركم بذلك لزحام الناس. وعليه أن الرواية دليل آخر على المدعى!


[1] الریاض، ج 7، ص 15.
[2] المستند، ج 12، ص 69.
[3] کشف اللثام، ج 5، ص 413.
[4] الجواهر، ج 19، ص 287.
[5] الحدائق، ج 16، ص 100.
[6] الوسائل، ج 9، باب 31 من أبواب طواف، حدیث 3.
[7] الوسائل، ج 9، باب 26 من أبواب طواف، حدیث 1.
[8] الوسائل، ج 8، باب 2 من أبواب طواف، حدیث 30.
[9] الوسائل، ج 9، باب 16 من أبواب طواف، حدیث 1.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo