< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/05/13

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاظرة الاخلاقیة
 بمناسبت ایام الفاطمیه الاولی نذکر حدیثا فی سفینة البحار في مادة فطم حیث یفید:
 "رأیت سلمان و بلالا یقبلان الی النبي صلی الله علیه و آله فزجره النبي إذا انکب سلمان علی قدم رسول الله صلی الله علیه و آله یقبلها عن ذلک ثم قال له یا سلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم یملوکها أنا عبد من عبید الله آکل مما یأکل العبد و أقعد کما یقعد العبد فقال سلمان یا مولاي سألتک بالله إلا أخبرتني بفضل فاطمة یوم القیامة قال فاقبل النبي صلی الله علیه و آله ضاحکا مستبشرا ثم قال و الذي نفسي بیده إنها الجاریة التي تجوز في و عیناها من عرصة القیامة علی ناقة رأسها من خشیة الله... نور الله ... جبرئیل عن یمینها و میکائیل عن شمالها و علي آرضک فتقول الهی آنت المنی و فوق المنی أسألک أن لا تعدب محبي و محبي عترتي بالنار"
 إن شرط شمول هذا الحدیث لنا هو أن یصدق علینا أننا من محبي آل البیت و السیدة الزهراء - سلام الله علیهم-
 
 إن المحبین علی ثلاثة اصناف:
 الصنف الاول: هم المراؤون و الکذابون في حبهم فانهم یظهرون الحب بأفواههم و لکن لم ینبع هذا الحب من قلوبهم.
 الصنف الثاني: و هم العوام الذين تنحصر محبتهم بالحب القلبي و الزیارة و التوسل بالنبي و آل بیته إن هؤلاء لم یکسبوا الوعي اللازم بمدرسه آل البیت علیهم السلام و برامجهم و مطالباتهم و الواجبات حیال هذه المدرسة والبرامج و المطالبات، فهم و إن بلغوا درجة من الحب إلا أن ذلک لا یکفي لکي یأتي الحب ثماره.
  والصنف الثالث: هم المحبون الحقیقیون الذین یصدق علیهم المحب بمعنی الکلمة و اولئک هم الذین و صفهم الامام امیر المؤمنین في هذا الحدیث:
 "سأل اعرابي علیا علیه السلام عن درجات المحبین ما هي قال أدنی درجاتهم من استصغر طاعته و استعظم ذنبه و هو یظن أن لیس في الدارین مأخود غیره فغشي علی الأعرابي فلما أفاق قال هل درجة أعلی منها قال نعم سبعون درجة" [1]
 إن آخر الحدیث یکشف عن آن السائل لم یکن اعرابیا بسیطا بل کان من العظماء العارفین.
 فالامام یقول أن أدنی درجه المحبین أن تکون طاعة الله علیک سهلة فعندما ما تطلب السیده الزهراء - سلام الله علیها - العفو لمحبیها یلزم أن نعرف أن هذا الحب لیس هو ادعاء في اللسان بل هو سر في الجنان!
 عنوان البحث الفقهي: لبس الحلي للنساء
 و صل بنا البحث الی الرابع عشر من تروک الاحرام، یقول السید الماتن في ذلک:
 "لبس المرأة الحلي للزینة فلو کان زینة فالاحوط ترکه و ان لم یقصدها بل الحرمة لا تخلو عن قوة و لا باس بما کانت معتاده به قبل الاحرام و لا یجب اخراجه لکن یحرم علیها اظهاره للرجال حتی زوجها و لیس فی لبس الحلی کفارة و ان فعلت حراما"
  في هذه المسألة فرعان:
 الاول: حرمة لبس الحلي للزینة
 الثاني: لیس في لبس الحلي کفارة
 الاقوال:
  یقول امحقق النراقي عند عده المکروهات
 "و منها: لبس المرأة الحلي الغیر المعتادة لها لبسها فإنه مکروه و فاقا للمحکی عن الاقتصاد و التهذیب و الاستبصار و الجمل و العقود و الجامع و النافع و الشرائع .. خلافا للمحکي عن المشهور فحرموه!" [2]
 و في الحدائق:
 "اما الثاني (اي الحلي غیر المعتادة) فتحریمه هو المشهور بین الاصحاب لا نعلم فیه مخالفا إلا یظهر من المحقق في الشرائع. و من العجب أن صاحب الحدائق ادعن عدم الخلاف مع کثرة المخالفین! لعل المصادر لم تتوفر لدیه آنذاک!" [3]
 و صاحب الجواهر أعاد ما ورد في الحدائق مقتضبا الجواهر:
 "لبس المرأة الحلي و لو المعتاد للزینة کما صرح به غیر واحد بل لعله المشهور" [4]
 والحاصل:
 أن في المسألة قولین قول بالکراهة و قول بالحرمة إلا أن القول بالحرمة هو المشهور!


[1] . المستدرک، ج 1، ص 133.
[2] .المستند ، ج 12، ص 45.
[3] .الحدائق، ج 15، ص 445
[4] . الجواهر، ج18، ص 371

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo