< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/04/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث: حکم قتل حشرات جسد الحیوان
 مازال البحث في الثاني عشر من تروک الاحرام و هو یتضمن خمسة فروع، انتهینا من البحث في الفرع الاول.
 الفرع الثاني: قال السید الماتن: و کذا هو ام جسد سایر الحیوانات.
 و علیه کما لا یجوز قتل حشرات جسم الانسان لا یجوز قتل حشرات جسم الحیوان ایضاً، من هذه الحشرات و هو القراد و الحلمه - صغار القراد- .
 هاتان الحشرتان تارة یکونان في بدن الحیوان و أخری ینتقلان من جسم الحیوان الی جسم الانسان، إن السید الماتن لم یفصل بین الحالتین و لکن نحن نبحث کل صورة علی حدة.
 في هذا الفرع خلافاً للفرع السابق لا شهرة في حکمه، و اما الروایات فهي علی طائفتین، طائفة تدل علی الحرمة و اخری علی الجواز.
 الطائفة الاولی:
 "محمد بن یعقوب عن حمید بن زیاد عن ابن سماعة عن غیر واحد عن أبان عن زرارة قال سألت أبا عبدالله علیه السلام یحک المحرم رأسه أو یغتسل بالماء قال یحک رأسه ما لم یتعمد قتل دابة الحدیث" [1]
 هذه الروایة صحیحة سنداً، إلا أن السوال في الروایة و إن کان عن قتل حشرات البدن إلا أن ما ورد في ذیلها حکم عام یمثل کبری کلیه تدل علی حرمة قتل الدابة سواء کانت علی بدن الانسان او الحیوان.
 "عن موسی بن القاسم عن ابراهیم عن معاویة بن عمار عن أبي عبدالله علیه السلام في حدیث قال ثم اتق قتل الدواب کلها إلا الأفعی و العقرب و الفأرة" [2]
 إن الروایة صحیحة سنداً و عامة دلالة کذیل سابقتها.
 الطائفة الثانیة:
 "محمد بن إدریس في آخر السرائر نقلاً من نوادر أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن جمیل قال سألت أبا عبدالله علیه السلام عن المحرم یقتل البقة و البراغیث إذا آذاه قال نعم" [3]
 الروایة صحیحة في سندها و اما في متنها فقد قیل أن الانسب «إذا اراداه» بدلاً من « إذا آذاه» لأن ضمیر التثنیة یعود الی البقة و البراغیث . إن البراغیث لیست من حشرات بدن الانسان و إن الحقت الأذی بالانسان، جوز الشارع قتلها.
 "عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زیاد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن مثنی بن عبد السلام عن زرارة عن أحدهما علیه السلام قال سألته عن المحرم یقتل البقة و البرغوث إذا رآه قال نعم" [4]
 في هذا الحدیث و ردت کلمة«رآه» مفردة و لکن لا ینبغي الدقة في افراد و تثنیة اللفظة لأن المراد هنا هو جنس الهوام فلا یضر لو کان الضمیر مفردا.
 إن الاشکال الذي یرد هنا هو أن هاتین الروایتین تقولان أن هذه الحشرات لو الحقن الضرر بالانسان فیجوز قتلهن و المفهوم فیها انه لو لم یلحقن الضرر لا یجوز قتلهن إلا أنه یمکن القول انه لا نستطیع استخراج المفهوم من العبارة لانها عند ما لا تزاحم الانسان فانه لا یتعرض لها و بعبارة أنها سالبة بانتفاء الموضوع.
 فمثلاً لو قال المولی: إن رزقت و لداً فسمه احمد، فلا معنی لأن یکون لهذه العبارة مفهوم بأن یعني المولی لو لم ترزق و لدا فلا تسمیه! و کذلک فیما نحن فیه!
 تلخص من جمیع ما ذکرنا:
 إن الروایات الدالة علی الجواز نص و الروایات الدالة علی الحرمة ظاهر فحاصل الجمع بینهما هو حمل الروایات الناهیة علی الکراهة.
  * * *
 قد تقدم منا انه نتمکن أن نستفید من روایات حرمة الالقاء حرمة القتل بطریق اولی، لو حملنا روایات الالقاء علی الحرمة و إلا فهي محمولة علی الکراهة!
 کما أن هناک روایات عدیدة قد اشرنا الیها سابقاً في جواز قتل الحشرات في الحرم و هي في الباب 84 من ابواب تروک الاحرام.
 "محمد بن الحسن بإسناده عن الحسین بن سعید عن فضالة بن أیوب عن معاویة بن عمار عن أبي عبدالله علیه السلام قال لا بأس بقتل النمل و البق في الحرم " [5]
 "... لا بأس بقتل النحل و البقی في الحرم و لا بأس بقتل قملة في الحرم" [6]
 "... لا بأس بقتل حملة في الحرم و غیره" [7]
 هل نستطیع أن نستخلص جواز القتل من هذه الروایات؟ الانصاف أن اکثر الذین یدخلون الحرم هم محرمون و اما اهل الحرم انفسهم فلا فهذه الاحادیث تشیر الی من احرم و دخل الحرم و لا یصح أن نقول أن الامام تغاضی عن الغالبیة في الحرم فالامام علیه السلام اطلق و اطلاق کلامه یشمل المحرم ایضاً!
 و الحاصل: أنا نحکم بکرهة قتل الحشرات و لا شهرة في البین علی الحرمة فغایة ما یفیده کلام الامام هو انه علی المحرم أن یجتنب ایذاء الحشرات لا اکثر.
 بقي هنا امران:
 الاول: إن قتل الحیوانات بطریقتین فتارة بالمباشرة و أخری بالتسبیب کالتعفیر بالآلیات الحدیثة مثلاً فهذا بالمباشرة و بالماء المغلي الذي یغتسل به و هو التسبیب لانه یبغي بذلک الغسل لا قتل الحشرات، فهل فرق بین هذین القسمین؟
 من قال بالحرمة لیس له أن یفتی بالجواز علی کال الوجهین لان القتل یعم القتل بکلا الطریقتین.
 و لکن یلزم أن نستثني حالة الغسل و ان کان متعمداً في قتل الحشرات من خلال ذلک.


[1] .الوسائل، باب 73، ابواب تروک الاحرام، ح4.
[2] . الوسائل، باب 81، ابواب تروک الاحرام، ح2.
[3] .الوسائل، باب 78، ابواب تروک الاحرام، ح7.
[4] .الوسائل، باب 79، ابواب تروک الاحرام، ح3.
[5] .الوسائل، باب 84، ابواب تروک الاحرام، ح1.
[6] . الوسائل، باب 84، ابواب تروک الاحرام، ح2.
[7] . الوسائل، باب 84، ابواب تروک الاحرام، ح3.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo