< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/04/12

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث: حکم کفارة الجدال
 إن السید الماتن في المسألة 23 افتی وفقاً لما ذهب الیه المشهور من آن المحرم اذا کان صادقاً في قسمه ففي المراة الاولی و الثانیه لا شيء علیه و في الثالثة علیه دم شاة ، و اما اذا کان کاذباً ففي المرة الاولی شاة و في الثانیة بقرة و في الثالثة بدنة!
 تقدم منا ان هذا ماذهب الیه المشهور إلا أن استخراج ذلک من الروایات لا یخلو من صعوبة، قد وردت الروایات عن ذلک في الباب الاول من ابواب بقیة الکفارات و هي عشر روایات تقسم الی سبع طوائف، عالجنا الطائفة الاولی حیث کانت تقول ان الکفارة شاة من دون قید او شرط!
 والطائفه الثانیة کانت تقول إنه في المرة دم شاة لو کان صادقاً و دم بقره لو کان کاذبا و لکن لا تبین هل انه للمرة الثالثة ام مطلقا؟ کلا الاحتمالین واردان!
 الطائفة الثالثة : و هي لو کان صادقا فعلیه دم شاة في المرة الثالثة و في المرة الاولی لو کان کاذباً
 "عن ابن أبي عمیر و عن محمد بن اسماعیل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن یحیی و ابن أبی عمیر جمیعاً عن معاویة بن عمار قال قال أبو عبدالله علیه السلام في حدیث و الجدال قول الرجل لا والله و بلی و الله و اعلم أن الرجل إذا حلف بثلاثة أیمان و لاء في مقام واحد و هو محرم فقد جادل فعلیه دم یهریقه و یتصدق بی و إذا حلف یمینا واحدة کاذبة فقد جادل و علیه دم یهریقه و یتصدق" [1]
 الروایة صحیحة سنداً.
 "عن الحسین بن محمد عن معلی بن محمد عن الحسین بن علي عن أبان بن عثمان عن أبي بصیر عن أحدهما علیه السلام قال إذا حلف بثلاثة أیمان متتابعات صادقاً فقد جادل و علیه دم و إذا حلف بیمین واحدة کاذباً فقد جادل و علیه دم" [2]
 "عن موسی بن القاسم عن أبان بن عثمان عن أبي بصیر عن أبي عبدالله علیه السلام قال إذا حلف الرجل ثلاثة أیمان و هو صادق و هو محرم فعلیه دم یهریقه و إذا حلف یمینا واحدة کاذبا فقد جادل فعلیه دم یهریقه ظاهرا" [3]
  یبدو أن هذه الروایة هي نفس الروایة السابقة.
 الطائفة الرابعة:و هي في انه لو اقسم ثلاث مرات فعلیه دم شاه صادقاً کان او کاذباً
 "محمد بن الحسن بإسناده عن الحسین بن سعید عن فضالة عن معاویة بن عمار قال قال أبو عبدالله علیه السلام إن الرجل إذا حلف بثلاثة أیمان في مقام ولاء و هو محرم فقد جادل و علیه حد الجدال دم یهریقه و یتصدق به" [4]
 الروایة صحیحة سنداً و لا بأس بدلالتها.
 الطائفة الخامسة: و هي تقول بالجزور للکاذب مطلقاً
 "عن العباس بن معروف عن علي عن فضالة عن أبي المغراء عن أبي بصیر عن أبي عبدالله علیه السلام قال إذا جادل الرجل و هو محرم فکذب متعمداً فعلیه جزور" [5]
 الجزور اطلق علی مطلق البعیر و احیاناً علی الناقة و لم یحدد لها القاموس سناً!
 الطائفة السادسة: في المرة الاولی اطعام ستة مساکین و في المرة الثانیة إن کان صادقاً فشاة و إن کان کاذباً بقرة.
 "العیاشي في تفسیره عن إبراهیم بن عبد الحمید عن أبي الحسن موسی علیه السلام قال من جادل في الحج فعلیه إطعام ستة مساکین لکل مسکین نصف صاع إن کان صادقاً أو کاذباً فإن عاد مرتین فعلی الصادق شاة و علی الکاذب بقرة" [6]
 الروایة مرسلة و ما هو معروف هو أن الکفارة مد الا أن هنا قال مدان و هو نصف المد. و اما قوله: «فإن عاد مرتین»فلم یتضح أن المراد هل هو الثانیة فما علا ام شيء آخر؟! و اما حملها علی الثالثة فلا یصح!
 الطائفة السابعة: لو کان صادقا لا کفارة علیه
 "عن یونس بن یعقوب قال سألت أبا عبدالله علیه السلام عن المحرم یقول لا و الله و بلی و الله و هو صادق علیه شيء قال لا ظاهر" [7]
 
 ظاهر الروایة أنه لا کفارة علیه مطلقاً حتی و ان تجاوز المرتین!
 حصیلة البحث:
 اربع طوائف و هي الاولی و الرابعة و الخامسة و السابعة مطلقه و یمکن تقیدها.
 اما الاولی فکانت تقول دم شاة مطلقاً، کاذباً کان او صادقاً و سواد کان في المرة الاولی أو غیرها! یمکن تقیید هذه الطائفه بالرابعة حیث تقول في الثالثة شاة علی نحو الاطلاق ، و أما اطلاق الرابعة من حیث الصدق و الکذب یمکن تقییده بالروایة التي تقول قسم الصادق في الثالثة دم شاة ، و اما الطائفة الخامسة التي کانت تقول في قسم الکاذب جزور یمکن تقیدها بالمرة الثالثة ، والسابعة التي لم تذکر للصادق کفارة مطلقاً، نقول أن ذلک یختص بالمرتین الولی و الثانیة!
 و اما الطوائف الثلاث الباقیة فهي تعیق مسار البحث فمثلا الطائفة الثانیة کانت تقول في الثالثة علی الصادق شاة و علی الکاذب بقرة وهذه الطائفة لا تتفق مع الطائفة الثالثة حیث کانت تقول علی الصادق في الثالثة دم شاة و علی الکاذب في الاولی دم شاة!
 و کذلک في الطائفة السادسة فانها تقول في المرة الاولی اطعام ستة مساکین، وفي المرة الثانیة علی الصادق شاة و علی الکاذب بقرة و هي تتعارض مع باقي الطوائف في تفاصیلها!
 مهما یکن من شيء ، فانه بالنسیة للصادق من خلال حمل المطلقات علی المقیدات نعرف انه لا شيء علی الصادق في المرة الاولی و الثانیة من ناحیة الکفارة و اما في الثالثة فعلیه دم شاة!
 و اما بالنسبة الی الکاذب فعلیه دم شاه في المرة الاولی وفقا لما ذهب الیه المشهور و في الثانیة بقرة لو حملنا الطائفة السادسة علی مرتین لا ثلاث مرات!
 و اما بالنسبة للمرة الثالثة في القسم الکاذب فلا دلیل علی أن تکون الکفارة بدنه کما ذهب الیه المشهور و غایة ما تفیده الروایة هو أنّ الکفارة بقرة للمرتین فصاعداً ! إلا أن في المستدرک روایتان موافقه لما قال به المشهور:
 "فقه الرضا علیه السلام فإن جادلت مرة أو مرتین و أنت صادق فلا شيء علیک و إن جادلت ثلاثاً (و انت صادق) فعلیت دم شاة (و إن جادلت مرة و أنت کاذب فعلیک دم شاة)و إدن جادلت مرتین کاذباً فعلیک دم بقرة و إن جادلت ثلاثاً و أنت کاذب فعلیک بدنة" [8]
 و في کتاب فقه الرضا بحث هل أنّ ما ورد فیه هو روایات للامام الرضا ام انه فتاوی للشیخ الصدوق، و قدوردت في ثنایا الکتاب عبارة: قال الفقهاء، و یبدو أنّ ما اوردناه أنافا هو فتوی الصدوق.
 "الصدوق في المقنع، و الجدال قول الرجل لا و الله و بلی و الله فإن جادلت مرة أو مرتین و أنت صادق فلا شيء علیک (و إن جادلت ثلاثاً و أنت صادق فعلیک دم بقرة)و إن جادلت مرة کاذباً فعلیک دم شاة و إن جادلت مرتین کاذباً فعلیک دم بقرة و إن جادلت ثلاث مرات کاذباً فعلیک بدنة" [9]
 و قلنا بإن هذا هو فتوی الصدوق لکنه قیل بأنه کان یفتي بعبارة الروایات إلا أن ذلک لم یثبت!
 هذه الروایة تختلف بعض الشيء مع ماذهب الیه المشهور لأنها تقول بأن الکفارة بقرة في المرة الثالثة للصادق!
 و الحاصل:
 لو قلنا بالاحتیاط في ما ذهب الیه المشهور في الثالث من القسم الکاذب فلا بأس به!
 و بالنسبة الی روایتي المستدرک لو قلنا بأنّهما مرسلتان و یجبر ضعف السند فیهما بعمل المشهور فحینذاک نستطیع أن نفتي وفقاً لهما و إلا فنقول بالاستحباب، و علیه نوافق الاحتیاط الذي قال به السید الماتن غیر انه لا یمکن الأخذ بقوله لا یبعد أن یکون ماذهب الیه المشهور هو الاقوی و ان کانت روایة تقول ان الکفارة جزور إلا أنها کانت مطلقة و لا یمکن حملها علی المرة الثالثة في القسم الکاذب!


[1] .الوسائل، ح3.
[2] .الوسائل، ح4.
[3] .الوسائل، ح7.
[4] .الوسائل، ح5.
[5] .الوسائل، ح9.
[6] .الوسائل، ح10
[7] .الوسائل، ح8.
[8] .المستدرک، باب 1، ح2.
[9] .المستدرک، باب 1، ح3.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo