< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/04/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاضرة الاخلاقیة:
 في الکافي عما قاله الرضا علیه السلام:
 "علی بن ابراهیم عن محمد بن عیسی عن یونس عمن ذکره قال قیل للرضا علیه السلام انکه تتکلم بهذا الکلام و السیف یقطر دماً فقال إن لله و ادیا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل فلو رامه البخاتي لم تصل إلیه" [1]
 یبدو أن الامام الرضا علیه السلام لم یعمل بالتقیة فقال فصرح بما یعارض توجهات السلطة القائمة آنذالک فقال احد الناس له -علیه السلام- إنک تتفوه بذلک في حین أن سیوف السلطة تقطر دماً؟! فأجابه الامام: «أن لله و اد من ذهب حفظه باضعف خلقه و هو النمل!»
 فلو أن الاباعر القویة تعرضت له لأکلها النمل و صان الذهب من خطرها.
 و هي اشارة الی رب الکون و قدرته حیث أنه یهلک الطغاة باضعف الاشیاء. لعل ما قاله الامام علیه السلام یکون من باب المثال أي أنه لو کان وادیاً ملیئاً بالذهب لحفظه الله سبحانه بالنمل و ما یشبهه.
 إن للنمل قوة عجیبة فإن حرکتها الجماعیه تشبیه السیل الجارف فهي تقمع کل ما یعترض طریقها و یزاحم مواصلة دربها.
 إن للارادة الربانیة في القضاء علی الطغاة الاقویاء باتفه الاشیاء نماذج کثیرة فإننا نقرأ في قصة نمرود أن الله سبحانه اهلکه بذبابة دخلت في انفه؛ کما أنه سبحانه قضا علی اصحاب الفیل الذین ارادوا القضاء علی الکعبةالمقدسة، بحصاة صغیرة رخوة تحملها الا بابیل، کما أنه اتی علی قوم سبأ بجرذان اثقبت سدهم الذي کان یسقي اراضیهم الغنیة بالمحاصیل فانهدت ارکانه، و کذلک في قصة طالوت و جالوت حیث أن طالوت قتل جالوت و بذلک انهی الحرب بذلک!
 و هکذا إن الله سبحانه حمی نبیه في غار النور بعنکوبتة!
 إن ما قاله الامام علي بن موسی الرضا و ما تفیده هذه الاحداث هو أن الله سبحانه لحمایة الحق و لهزیمة العدو لا یعبیء جنود السموات و الارض بل أنه سبحانه لا ثبات قدرته یقضي علی عدوه بأشیاء بسیطة لا قیمة لها.
 عنوان البحث الفقهي: حکم الجدال حال الاحرام
 تقدم منا أن الجدال - و هو کل صنف من المخاصمة - حرام علی المحرم و ظاهر الآیة الشریقة و ظاهر بعض الروایات ایضا انه عام یشمل کل مخاصمة و أن خصصته بعض الروایات ب« لا و الله و بلی و الله»
 اذا استطعنا أن نثبت أن الجدال اصبح حقیقة شرعیة فنخصص الجدال ب « لا والله و بلی والله» و لکن اذا احتملنا أن هاذین کانا من باب المثال و أنّ الجدال هو المشادة الکلامیة و إن القسم لاثبات المدّعی او نفي ما یعارضه في مثل هذه الحال لا نستطیع أن نثبت الحقیقة الشرعیة في الجدال.
 إن قلت: إن ظاهر بعض الروایات التي ورد فیها اداة «انما» هو الحصر.
 قلت: إن الظاهر في هذه الروایات أن اداة «انما» تفید الحصر الاضافي،و هو الاضافة الی ما یدور بین الاصدقاء و الاحیاء من قسم و الشاهد علی ذلک الروایتین:
 "عن أبي بصیر یعني لیث بن البختري قال سألته عن المحرم یرید دن یعمل العمل فیقول له صاحبة و الله لأعملنه فیخالفه مرارا. یلزمه مایلزم الجدال؟ قال: لا إنما أراد بهذا إکرام أخیه إنما کان ذلک ما کان فیه معصیة" [2]
 "و سألته عن الرجل یقول لا لعمري و بلی لغمري قال لیس هذا من الجدال و إنما الجدال لا و الله و بلی و الله" [3]
 إن الامام علیه السلام یصرح في هاتین الروایتین أن استعمال لا والله و بلی والله اذا کانت في مخاصمة فیصدق الجدال و اما اذا کان القسم للمجاملة و للتحابب فلا یصدق علیه الجدال المحرّم.
 نحن نتابع المسألة علی نحو الاحتمال لا القطع! قد نقول أن المراد بالجدال هو معناه اللغوي و ما جاء في الروایات من ان الجدال هو لاوالله و بلاوالله کان من قبیل ذکر المصداق الواضح، و أن اداة «انما» في الروایات للحصر الاضافي مقابل العبارات التحبیبیة فلا یراد منها الحصر الحقیقي!
 قد نقول بذلک إلا أن هذا مخالف للمشهور من فتوی الاصحاب، ولکن بعید کل البعد أن نذهب الی أن في « لا و الله و بلا والله» دم و لیس دم في التخاصم و التضارب، و ذلک لأن تناسب الحکم و الموضوع یقتضي العموم و أن اطلاق کلمة الجدال یتطلب العموم ایضاً، مع انه لم یرد خبر لا من طریقنا و لا من طریق الجمهور یدل علی أن الجدال لم یکن بمعنی المخاصمة و المنازعة مع أن القضیة لیست سیاسیةحتی یقال انهم اکتموا الواقع تقیة!
 علی ایة حال نحن نخصص الجدال بالعبارتین کما ذهب الیه المشهور و لکن نحکم بالترک احتیاطاً واجباً في کل خصومة.


[1] .الکا في ، ج2، ص59، ح11.
[2] .الوسائل، باب32، ابواب تروک الاحرام، ح7.
[3] .الوسائل، باب 32، ابواب تروک الاحرام ، ح5.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo