< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/04/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث: حکم الفسوق و الجدال
  7/12/90
 کان البحث في العاشر من تروك الإحرام - اعیني الفسوق - حول المفاخرة و قد بيّنّا أن للمفاخرة أقسام: في بعضها تكون المفاخرة مكروهة في غير حالة الإحرام؛ كما يشير الله سبحانه في القرآن الکریم:
 "إنّ الله لا يحبّ كلّ مختال فخور"
  و قد نهي عن ذلك في روايات كثيرة، على سبيل المثال يقول الامام علي (علیه السلام) في غرر الحكم:
 «الإفتخار من صغر الأقدار»
 الامام هنا یشیر الی عقدة (عقدة الحقارة) يعني أن الفخور يعد افتخاراته لوجود عقدة في نفسه.
 إن التفاخر یعد عملا سيئا عقلا أيضاً وهو من الرذائل الأخلاقية ولكن إذا رافق التحقير والإيذاء وإذلال الآخر سيكون حراما في هذه الحالة.
 کما أن بعضه مطلوب وواجب أيضا و ذلک عندما يكون لازما لتعريف نفسه، كقصة الإمام السجاد علیه السلام حيث عرّف نفسه في الشام، أو في خطبة الشقشقيّة حيث عرّف الإمام علي علیه السلام نفسه وكان يعدد مفاخره وهذا التفاخر واجب كي تتِمّ الحجة على الناس! يقول في موضع آخر:
 «سلوني قبل أنتفقدوني فإنّي أعلم بطرق السماء من طرق الأرض»
  فهذا أيضا تفاخر و لکن الإمام علیه السلام من ضلال ذلک يُعرّف نفسه.
 ينقل العلامة المجلسي عینة آخری في بحار الأنوار و ذلک من مناقب الإمام الرضا علیه السلام و هي أن شخصا من أصحاب الإمام اسمه >حسن بن محمد النوفلي< يقول: كنت عند الإمام الرضا علیه السلام، فرأيت خادمه ياسر قد دخل علیه فأبلغه سلام المأمون فقال أن المأمون یقول: بنفسي انت قد اجتمع لدي ثلة من علماء المذاهب المختلفة فلو رأیتم أن تحضروا في اجتماعهم غداً ففي ذلک مزید شرف و إن کنتم لا ترتغبون في ذلک فنحن نحضر الیک!
 قال الامام للنوفلي: الی اي شيء یهدف المأمون في دعوته هذه؟ قال النوفلی انه یبغي اختبارکم لتبین مدی معدقلکم! إلا أن النوفلي شعر بالخطر من أن المأمون قد وضع خطة لئیمة لیحرج الامام؟ إلا أن الامام علیه السلام ابتسم فقال اتخشی أن یفحمني هؤلاء؟ قال النوفلي: لا والله ما خفت علیک قط! أترید أن تعرف متی یندم المأمون من فعلته هذه؟ قال النوفلي نعم یا سیدي! قال الامام علیه السلام: انما یندم المأمون اذا رأی أني اجیب علی الیهود بتوراتهم و علی النصاری بانجیلهم و أکلّم کل قوم بلغتهم، عند ذاک یندم المأمون!
 أنّ الموضع الذي هو بسبيله ليس بمستحقّ له فعند ذلك تكون النّدامة منه ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
 الإمام یکشف هنا عن مفاخره ومناقبه لكنه يقوم بذلك لیعرف نفسه للرد على ظنّ النوفلي.
 و لذلک یجب احیاناً علی الانسان أن یتحدث عن مناقبه و اوصافه و من هنا نحن لا نرتضی ما ذهب الیه صاحب الجواهر من أن المفاخرة حرام دائما.
 الحادي عشر: الجدال وهو قول >لا والله< و >بلى والله< وكلّ ما هو مرادف في لذلك في أيّ لغة كان إذا كان في مقام إثبات أمرٍ أو نفيه ولو كان القسم بلفظ الجلالة أو مرادفه فهو جدال والأحوط الحاق سائر أسماء الله تعالى كالرحمن والرحيم وخالق السماوات ونحوها بالجلالة وأما القسم بغيره تعالى من المقدّسات فلا يلحق بالجدال لجدال الذي يَحرُم حال الإحرام.
 بادیء بدء نعالج اصل الجدال حیث انه حرام علی المحرم باجماع علماء الاسلام و ذلک لانه نطق الکتاب العزیز بذلک! في قوله:
 «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج» [1] .
 لصاحب الجواهر بحث مفصل حول مصداق الجدال فهو يقول:
 و(یحرم) الجدال كتاباً وسنّة واجماعاً بقسميه. «المنقول والمحصّل».
 کما أن المحقق النراقي یقول في المستند:
 وحرمته من حيث الإحرام ثابتة وإنّما الخلاف في المراد منه.
 نحن نبدأ في بادئ الأمر بحث الآیة القرآن ثم سنبيّن معنى الجدال في اللغة وبعد ذلك نذهب إلى بحث الروايات.


[1] .سورة بقره، آیة 197.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo