< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/03/27

بسم الله الرحمن الرحیم

 العاشر:الفسوق وصل بنا البحث في عاشر ترك من تروك الإحرام إلى حرمة الفسوق للمحرم. تبيّن أن أصل حرمة الفسوق عند الإحرام أمرٌ مسلّم لكن هناک بحث في معناه حیث أنه قد ووردت تسعة أقوال في تفسیره:
  1. الكذب المطلق و هو ما ذهب الیه الاکثر
  2. الكذب على الله.
  3. الكذب على الله والرسول والأئمة ^.
  4. الكذب والسباب.
  5. الكذب والسباب والمفاخرة (کما ذهب الیه السید الماتن)
  6. الكذب والسباب والمفاخرة مع البذاء.
  7. المفاخرة فقط.
  8. جميع أنواع القبائح.
  9. کافة المعاصي.
 والمشهور والمعروف هو القول الأول کما اسلفنا.
 منشأ التضارب في هذه الأقوال هو اختلاف الروايات. حیث أنها تنقسم الی اربعة طوائف:
 الطائفة الأولى: الروايات التي تفسر الفسوق بالكذب فقط.
 الطائفة الثانية: الروايات التي تفسر الفسوق بالكذب والسباب.
 الطائفة الثالثة: الروايات التي تفسره بالكذب والمفاخرة.
 الطائفة الرابعة: الروايات التي تفسره بالمفاخرة فقط.
 ملاحظة: قبل أن نتطرّق إلى الروايات یجب القول بأنه الی هنا کنا نحن و الآیة الکریمة و المعنی الغوي لکلمة الفسوق و هو یعني خروج الثمرة من قشرها کما في القاموس للفیروز آبادي ثم استعملت في الخروج عن طاعته الله، و المعنی اللغوي اکثر تناسیاً مع المعنی التاسع! فالنلحظ أن الروایات الی أي مدی تقید معنی الأیة و المعنی اللغوي! فالندرس الطوئف الاربعة من الروایات لتحقیق ذلک:
 الطائفة الأولى: اغلب هذه الروایات ضعیفة سندا إلا أن المشهور قد عمل بها فلا اشکال من حیث ذلک:
 ح8: "صَالِحٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّفَثِ وَ الْفُسُوقِ وَ الْجِدَالِ قَالَ أَمَّا الرَّفَثُ فَالْجِمَاعُ وَ أَمَّا الْفُسُوقُ فَهُوَ الْكَذِبُ أَ لَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ وَ الْجِدَالُ هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لَا وَ اللَّهِ وَ بَلَى وَ اللَّهِ وَ سِبَابُ الرَّجُلِ الرَّجل."
 من المعروف أن شأن نزول الآية هو کذب خالد وبالطبع فإن معنى الإستدلال هو أن الإمام علیه السلام ذكر حالة واحدة استعمل فيها الكذب بمعنى الفسق.
 ح10: " الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ع قَالَ مَنْ جَادَلَ فِي الْحَجِّ فَعَلَيْهِ إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ إِنْ كَانَ صَادِقاً أَوْ كَاذِباً فَإِنْ عَادَ مَرَّتَيْنِ فَعَلَى الصَّادِقِ شَاةٌ وَ عَلَى الْكَاذِبِ بَقَرَةٌ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَ الرَّفَثُ الْجِمَاعُ وَ الْفُسُوقُ الْكَذِبُ وَ الْجِدَالُ قَوْلُ لَا وَ اللَّهِ وَ بَلَى وَ اللَّهِ وَ الْمُفَاخَرَةُ".
 ذکرت المفاخرة هنا بمعنی الجدل.
 ح: "الصَّدُوقُ فِي الْمُقْنِعِ، وَ الْفُسُوقُ الْكَذِبُ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ منه "
 بما أن المقنع هو متن الروایات اورد صاحب الوسائل عبارة المقنع بوصفها روایة مرسلة!
 ح1: فقه الرضا علیه السلام : الفسوق الكذب.
 هناک بحث حول فقه الرضا هل أنه فتاوى المرحوم الصدوق أو روايات عن الإمام الرضا علیه السلام ...
 تعدان هاتان الروایتان علی احسن الاحوال بانهما مرسلتان
 الطائفة الثانية:
 "عن معاویة بن عمار... فالرفث الجماع و الفسوق الکذب و السباب"
 الطائفة الثالثة: الروايات التي فسرت الفسوق بالكذب والمفاخرة.
 ح4: "فِقْهُ الرِّضَا، ع وَ الْفُسُوقُ الْكَذِبُ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِنْهُ وَ تَصَدَّقْ بِكَفِّ طُعَيْمٍ"
 ح16: وَ عَنْهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَخِي مُوسَى ع عَنِ الرَّفَثِ وَ الْفُسُوقِ وَ الْجِدَالِ مَا هُوَ وَ مَا عَلَى مَنْ فَعَلَهُ فَقَالَ الرَّفَثُ جِمَاعُ النِّسَاءِ وَ الْفُسُوقُ الْكَذِبُ وَ الْمُفَاخَرَةُ.
 الطائفة الرابعة: الروايات التي تفسیر الفسوق بالمفاخرة فقط:
 ح5: "وَ قَالَ اتَّقِ الْمُفَاخَرَةَ وَ عَلَيْكَ بِوَرَعٍ يَحْجُزُكَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُول:..."
 ليست الرواية بصدد تفسيرالآية بل هي تنهی عن المفاخرة فقط.
 الجمع بين الروايات:
 إذا كنّا نحن والبحوث التي بین ایدینا في المطلق والمقيّد، نقيّد الروايات التي تفسیر الفسق بالكذب بالروايات التي تفسیر الفسق بالسباب والمفاخرة وحاصل هذا التقید هو ما ذهب الیه السید الماتن من أن الفسوق هو الكذب والمفاخرة والسباب.
 قلنا في بحوثنا الاصولیه في باب المطلق والمقيد بأن المثبتين احیاناً یقید بعضهما ببعض أيضا، على سبيل المثال في قوله إن أفطرت أعتق رقبة وفي موضع آخر يقول: إن أفطرت أعتق رقبة مؤمنة وهنا وإن كانا مثبتين ولكنهما يقيد الثاني الاول، وما نحن فيه هو من هذا القبيل لأن الروایة ناظرةللآیة و جمیع هذه المعاني یمکن أن تجمع في الآیة، یلزم التنبیه بأن إطلاق ما نحن فيه هو إطلاق مقامي لأن الامام في مقام البيان ولم یذکر غیر الكذب، فإذا کلامه علیه السلام مطلق فنقیده بالروایات الاخری.
 جمع صاحب المدارك جمعا آخر للروایات عجيبا تعجب منه صاحب الجواهر أيضا و سنشیر الیه یما یأتي!
 
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo