< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/03/15

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاضرة الاخلاقیة:
 هناک روایة في الکافي عن الیقین یسأل صفوان الجمال فیها عن قول الله عزوجل: «وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما » فاجابه الامام الصادق علیه السلام:
 "أما إنه ما کان ذهبا و لا فضة و إنما کان أربع کلمات: لا إله إلا أنا، من أیقن بالموت لم یضحک سنه، و من أیقن بالحساب لم یفرح قلبه، و من أیقن بالقدر لم یخش إلا الله" [1]
 إذن کان الکنز اربع کلمات:
 الاولی: کلمة التوحید ( لا اله الا الله)، فإذا کان الایمان بالتوحید فکل شيء یأخذ مجراه الطبیعي و إلا فکل شيء ینحرف عن مساره و یتلاشی، إن التوحید یتمثل في الذات و الافعال کما یکون له انعکاس علی جمیع شؤون الحیاة!
 الثانیة: من تیقن بالموت فلا تظهر علیه ضحکة المغرور لانه اذا عمّر بالحد الطبیعي فلیس ذلک بالزمن الطویل و إلا فهو في کل لحظة عرضة للموت بسبب ما یمکن أن یحدث الیه! فلا یبقی مبرراً لهذا النوع من الضحک.
 الثالثة: من علم أن في یوم القیامه یحاسب العبد فلا یستطیع أن یخفي القبیح و لا یقوی علی أن یزید في العمل الصالح فلا یغمره الفرح بحال!
 الرابعة: من عرف انه لا مؤثر في الوجود إلا الله: و أنک تعز من تشاء و تذل من تشاء بیدک الخیر إنّک علی کل شيء قدیر! اذا کان هذا هو الواقع فلا یخشی في الوجود إلا الله!
 هذه الکلمات تبدء بالتوحید و تنهي بما یقدره الباري و یقضیه. من آمن بهذه الکلمات فلا یرتکب الموبقات فلا یظلم و لا یسرق و لا یتعاطی الرشاوی و لا یغتاب!
 فهي کنز و من الملفت أنها وردت بصیغة النکرة فهي تدل علی عظم الأمر، فإن هذا الکنز کان بدرجة من القیمة بحیث أن نبیین کُلّفا بحفظه!
 عنوان البحث الفقهي: حمک النظر في المرأة المحرم
 قلنا أن هنا امور، و قد تحدثنا عن الامر الأول:
 الأمر الثاني:
 لا فرق بین الرجل و المرأة في حکم النظر الی المرأة و قد تنبه الفقهاء و الی ذلک و الدلیل علیه:
 اولا: روایة معاویة بن عمار حیث تقول: «لا تنظر المرأة» و هناک روایة اخری أتت بلفظ «المحرم» و هي عامة في الرجل و المرأة ! خصوصا و إن نظر المرأة الی المرأة اکثر من الرجل!
 الثاني: هناک قاعدة عامة تجري في جمیع ابواب الفقه و هي قاعدة اشتراک التکلیف فالکل یشترکون حتی الانبیاء و الائمة إلا ما استثني! فعندما یأمر الامام بغسل الجمعة فان امره هذا عام لجمیع الرجال و النساء علی مر التاریخ!
 و ماعرف من ان فعل الامام حجة علی المکلفین فإن ذلک بسبب الاشتراک في التکلیف!
 و مدرک قاعدة الاشتراک هو الاجماع العملي للفقهاء لانه عندما یعثر الفقهاء علی حکم في روایة ثبت ذلک الحکم لشخص ما فإنهم لا یترددون في تعمیمه للجمیع فلا یستثنون احدا من رجل و امرأة! و انهم قد تسالموا علی جریان هذه القاعدة في حق الجمیع!
 و المدرک الثاني هو الاستقراء العرفي - لا العقلي - في أن الاحکام في کل موضع علی نسق واحد إلا ما ندر!
 و الفرق بین الاستقراء العرفي و العقلي هو انه في العقلي نستقرء جمیع الافراد لکي یحصل العلم في حین أن الاستقراء العرفي ندرس فیه اکثر الافراد بحیث یحصل الاطمینان لادخال الافراد تحت الحکم العام!


[1] .الکافي، ج 2، باب فضل الیقین ، ح 6.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo