< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/02/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث:جواز لبس المخیط للنساء
 البحث في جواز لبس المخیط للنساء حال الاحرام ، قلنا أن لبس المخیط جائز لهنَّ خلافا للرجال اجماعا و قد نسب الی الشیخ في النهایة بانه خالف في ذلک فقال بالمنع في لبس المخیط لهن ایضا.
 و صاحب الجواهر یقول في توجیه ما نسب الی الشیخ: إن مخالفة الشیخ إنما کانت في کتاب النهایة في حین أن کتاب النهایة هو کتاب اخبار.
 بعض المعاصرین رد علی صاحب الجواهر قائلا بانه لا اشکال في کون النهایة کتاب اخبار.
 و نحن نقول: أن صاحب الجواهر کان ینظر الی نقطة دقیقة و هي أن کتاب النهایة لم یکن یمثل رأي الشیخ الفقهی في المسائل، فالشیخ في النهایة کان یأتي بما یستفاده من الاخبار في الوقت الذي کانت بعض الاخبار تصلح للافتاء بما ورد فیها و بعضها لا تصلح.
 بعد ذلک تطرقنا للروایات التي تجیز للنساء لبس المخیط حال الاحرام بانواعه و قد عالجنا اربعة روایات، و کان فیها الصحیح و دون ذلک فلنتابع ما تبقی منها:
 "محمد بن علي بن الحسین بإسناده عن محمد بن علی الحلبي أنّه سأل أبا عبدالله علیه السلام عن المرأة إذا احرمت أتلبس السراویل قال نعم أنّما ترید بذلک الستر" [1]
 الروایة صحیحة سندا و اما دلالة فصدر الروایة یتحدث عن لبس السراویل و لکن ذیلها عن لبس انواع المخیط لانه - حسب هذه الفقرة - کل ما یستر المرأة یجوز لبسه و لا یقتصر علی السراویل.
 و في المستدرک:
 "الجعفریات، اخبرنا محمد حدثني موسی حدثنا أبي عن أبیه عن جده جعفر بن محمد عن أبیه عن جده علی بن الحسین علیه السلام أن أزواج رسول الله صلی الله علیه و آله کن إذا خرجن حاجات خرجن بعبیدهن معهن علیهن الثیابین و السراویلات" [2]
 بما أن نساء النبي صلی الله علیه و آله یشترکن في الاحکام مع سائر المکلفین فالحکم بجواز لبس المخیط لهن یفید الجواز لکافة النساء!
 و في المستدرک ایضا:
 "دعائم الإسلام عن جعفربن محمد علیه السلام أنه نهی أن یتطیب من أراد الإحرام الی أن قال... والمرأة تلبس الثیاب و تغطي رأسها" [3]
 یحرم لبس المخیط و تغطیة الرأس للرجال و اما النساء فیجوز لهن کلا الامرین.
 و روایتا المستدرک مؤیدتان لإرسالها، إلا أن مجموع الروایات یکفي لاثبات المدّعی؛ و نزید هنا مؤیدات لما خلصنا الیه کما یلي:
 1.قد ورد في الاخبار بأن المرأة تتمکن من لبس الحریر و الخز حال الاحرام و في الغالب کان القماشان مخیطین فمن قرینة المقام تعرف أن لبس المخیط للمرأة جائز.
 2.إنّ ما یستر المرأة هو المخیط و بدونه لا تتمکن من ایتان اعمال الحج ! نعم أن الشیخ اجاز لبس السراویل و لکن لبس السراویل لا یحل المشکلة لأن القمیص لا یصلح لأن یستر المرأة.
 3.قد یقال أن السیرة المستمرة حاکمة في جواز لبس المخیط عبر الزمن عند ایتان اعمال الحج و هي تتصل بزمن المعصوم و لکن یمکن أن یقال أن الاتصال بزمن المعصوم غیر واضح، و علی ایة حال إن ما ذکرناه من ذلک في المؤیدات فلا اشکال!
 تنبیهان:
 الاول: حسب بعض الروایات أن للنساء احرام خاص، فلو کان للمرأة أن تلبس أي مخیط شائت فما معنی في أن تلبس المرأة ملبسا خاصا لاحرامها؟
 اما الروایات:
 الاولی:
 "عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن یونس بن یعقوب قال سألت أبا عبدالله علیه السلام عن الحائض ترید الأحرام قال تغتسل و تستثفر و تحتشي بالکرسف و تلبس ثوبا دون ثیاب إحرامها و تستقبل القبلة و لا تدخل المسجد و تهل بالحج بغیر الصلاة دون ثیاب إحرامها" [4]
 فقوله:«دون ثیاب احرامها» یومؤ الی أن لها احرام خاص!
 الثانیة:
 "عنه عن سلمة بن الخطاب عن علي بن الحکم عن محمد بن زیاد عن محمد بن مروان عن زید الشحام عن أبي عبد الله علیه السلام قال سئل عن امرأة حاضت و هی ترید الإحرام فتطمث قال تغتسل و تحتشي بکرسف و تلبس ثیاب الإحرام و تحرم فإذا کان اللیل خلعتها و لبست ثیابها الأخر حتی تطهر" [5]
 فقوله «تلبس ثیاب الإحرام» یشیر الی ثوب خاص للاحرام و الظاهر أنه غیر مخیط!
 فیبدو من ذلک أن للمرأة ایضاً ثوب احرام و لعل الشیخ شاهد هذه الروایات عندما قال علی المرأة أن تلبس ثوب الإحرام!
 والجواب: من القرینة المتوفرة في الروایتین یتبین أن المراد من ثیاب الاحرام هي الملابس الطاهرة التي لم تتلوث بالدم فلم یکن المراد منها هو ما یشبه ثوب الإحرام للرجال.
 بل أن بعض الروایات تفید أنه علی النساء أن یلبسن الغلالة و هو ثوب داخلي ترتدیه المرأة تحت ملابسها التي تلبسها لاحرامها حتی تتمکن من نزعه اذا ما تلوث بالدم لکي لا یتسرب الدم الی لباس الاحرامها.
 الثاني: نسب الی السید الکلبایکانی (قدس سره) احتیاط و هو أنه: علی النساء أن یلبسن في المیقات ردائاً و ازاراً و ینزعن هما بعد احرامهن و بعد التلبیة!
 یرد علیه: لا روایة تدل علی ذلک، و لو لزم الاحتیاط فکان علیهن أن یذهبن بعیداً عن نظر الرجال و ینزعن المخیط و یلبسن الردائین و بعد الاحرام یلبسن المخیط، هذا هو الموافق للاحتیاط و اما ما افاده السید لا هو یوافق للاحتیاط و لا یتوفر دلیل یدل علیه! مع أن ذلک لا ینطبق علی السیرة المستمرة للنساء عبر العصور!
 الفرع الثاني: لبس القفازین
 اختلف اللغویون في تفسیر القفازین فبعضهم قال هو ما یغطي الکف و الاصابع الی المعصمین، و البعض قال ما یغطي الکف و الاصابع الی الساعدین و قد کان لهما ازراراً، و کان في بعضها قطن و قماش لیحمی الیدین من البرد، کما أنهما کانا یستعملان للحجاب و الزینة احیانا کما هو الحال في عصرنا الراهن!
 الاقوال: قد ادعي الاجماع علی عدم جواز لبس القفازین:
 یقول کاشف اللثام:
 "و أما حرمة القفازین فللأخبار و الإجماع کما في الخلاف و الغنیة" [6]
 و یقول صاحب الجواهر:
 "نعم في جملة منها فیها الصحیح و غیره النهی لهن عن القفازین الذی حقیقته الحرمة المحکی علیها الاجماع في صریح الخلاف و الغنیة و ظاهر المنتهی و التذکرة فاختلاف بعض المتاخرین ارادة الکراهة من النهی المزبور واضح الضعف" [7]
 إذن المسألة مسلمة عند الفقهاء لاخلاف فیها!


[1] .الوسائل، باب 50، ابواب تروک الاحرام، ح2.
[2] .المستدرک، ج9، باب21، ابواب الاحرام،ح1.
[3] . المستدرک، ج 9، باب21، ابواب الاحرام،ح 2.
[4] .الوسائل، ج 9، باب 48، ابواب الاحرام، ح 2.
[5] .الوسائل، ج 9، باب 48، ابواب الاحرام، ح 3.
[6] . کشف اللثام، ص377
[7] .الجواهر، ج 18، ص 341.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo