< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/02/03

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاضرة الاخلاقیه قد ورد في الکافي:
 "الحسین بن محمد عن معلی بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن المثنی بن الولید عن أبي بصیر عن أبي عبد الله علیه السلام قال لیس شيء إلا و له حد قال قلت جعلت فداک فما حد التوکل قال الیقین قلت فما حد الیقین قال ألا تخاف مع الله شیئا" [1]
 في هذا الحدیث یقول الامام الصادق علیه السلام لکل شيء حد فالراويسأل ما هو حد التوکل؟ فیقول الامام حده هو الیقین، فیسأل الراوي ثانیة: ما هو حد الیقین؟ فیجب الامام: عندما یکون الذي اتکلت علیه هو الله فیلزم أن لا تخشی احداً سواه!
 المراد من الحد - بقریبنه ذیل الروایة - هو الکمال أي کمال الیقین، فالذي یحصل علی للیقین یعلم أن تمام العزة و الرزق و القدرة بیده سبحانه فلا یخشی احدا إلا الله!
 فإن القوی الأخری امام قدرة الله لا تعد شیئا، الآیة الکریمة تصف ماسوی الله سبحانه بیت العنکبوت حیث تقول:
 « مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ» [2]
 و في وقتنا الراهن نشاهد احینا أن القوی العظمی ذلیلة منکوبة فان الذي یکون الله معه یملک کل شيء فلا ینبغي أن یخشی فی احد، فعلینا أن نتکل علی الله و نعمل بواجباتنا و أن لانخاف شیئا سوی الله ابدا!
 ثم أن الامام الصادق علیه السلام في ذیل الحدیث الثاني من هذا الباب یأتي بجملة فیها درس عظیم لمن تلم به المعضلات، فانه علیه السلام یقول:
 "إن الله بعدله و قسطه جعل الروح و الراحة في الیقین و الرضا و جعل الهم و الحزن في الشک و السخط"
 إن المشاکل التیي یعاني منها الانسان في عالم الیوم هو القلق و الامراض النفسیة، قیل أن اکثر المرضی في العالم هم المصابون بالامراض العصبیة و اکثر الکتب التي صدرت هي الکتب التي تعالج الامراض العصبیة! فإن الکآبة و الهموم و الندم و الانتحار کلها ولیدة الامراض العصبیة! فإن اکثر هذه الامراض تسفرعن انعدام ایمان راسخ و ثابت في حیاة الناس!
 احدا العلماء الملحدین یقول: لواردتم أن تصحّوا آمنوا بدین من الادیان - علی اقل تقدیر-.
 إن الذي یؤمن بالله لا یقنط، و إن اصیب بمرض عجز عن علاجه الاطباء لا ییأس لأنه یعلم إن شاء الله سبحانه أن یعافیه من مرضه یعافیه، و لو أن الناس جمیعا تکالبوا ضده یعلم أن هناک قوة فوق الجمیع تحمیه. علی سبیل المثال عندما هاجر الرسول صلی الله علیه و آله فبدلا من أن یذهب من الشمال الی المدینه لکي لا یمسکه الاعداء، ذهب من الجنوب ولجاً الی غار ثور، و امر الله سبحانه العنکبوت لکي تنسبح شبکة علی بوابة الغار.
  و بذلک موه الله علی الاعداء فاضلوا الطریق فعندما یرید الله أن یحفظ احدا لا یعبیء جنود السموات و الارض بل یبحث عنکبوتا لیحفظ من یرید! و بذلک اظهر الله سبحانه قدرته و حفظ نبیه واستقرت له الاوضاع بحیث آمن به الناس و به الیوم اکثر من میلیارد انسان یعدون من اتباعه.
 إن رجال السیاسة عندما یفقدون مناصبهم یصابون بالنزع و بعد فترة تعترضهم انواع الامراض، في حین أن الامام امیرالمؤمنین علي بن ابي طالب قد أقصي من منصبه ظلما و عدونا و لکنه لم یلقي لما حدث بالاً اصلاً!
 ***
 عنوان البحث الفقهي :کفارة لبس المخیط اضطرارا
 هناک سؤالات عن البحث السابق:
 الاول:عندنا روایة أخری تدل علی عدم وجوب الکفارة و هي:
 "أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیري أنه کتب إلی صاحب الزمان علیه السلام یسأله عن الرجل یکون مع بعض هؤلاء و یکون متصلا بهم یحج و یأخذ عن الجادة و لا یحرم هؤلاء من المسلخ فهل یجوز لهذا الرجل أن یؤاخذ إحرامه إلی ذات عرق فیحرم معهم لما یخاف الشهرة أم لا یجوز إلا أن یحرم من المسلخ فکتب إلیه في الجواب یحرم من میقاته ثم یلبس الثیاب و یلبي في نفسه فإذا بلغ إلی میقاتهم أظهره" [3]
 قد استدل بهذه الروایة لا ثبات عدم وجوب الکفارة للمضطر لأن الامام علیه السلام سکت و لم یوجب الکفارة في حین أن هذا الشخص لبس المخیط مضطرا فنستفید من صمت الامام أنه لا تجب الکفارة علیه!
 و یمکن الرد علی هذا الاستدلال بأمرین:
 الاول: أن هذه الروایة مرسله لأن الطبرسي صاحب الاحتجاج لا یتمکن أن یروي عن الحمیري لأن الفاصل الزمني بینهما ثلاثه قرون!
 الثاني: لو فرضنا أن للروایة دلالة ضعیفة علی عدم وجوب الکفارة فإنها لا تقوی علی مقاومة روایة محمد بن مسلم الصریحة دلالة، القویة سندا!


[1] .اصول کافي، ج2، ص57.
[2] 2.سورة عنکبوت ، آیة 41
[3] .الوسائل الشیعه ، ج8، ابواب المواقیب، باب2.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo