< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد سیدمحمود مددی

98/11/28

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 

موضوع: التنبیه الثانی: نتائج الجمع العرفی /تنبیهات /المقام الأول: التعارض غیر المستقر /تعارض الأدلة

خلاصه مباحث گذشته:

قدوقع البحث فی التنبیه الثانی«نتائج الجمع العرفی» من تنبیهات التعارض غیر المستقر و تقدم أنه إذا وقع التعارض بین العام و الخاص أو ذی القرینة و القرینة فیُعمل بالقرینة فی مورد التعارض و فی فیما عداه یعمل بالعام. فلو شک فی انطباق عنوان القرینة علی فردٍ، هل یمکن أن یُرجع إلی العام و ذو القرینة؟ کما ورد «اکرم الفقراء» ثم ورد «لاتکرم الفقیر الفاسق» و شککنا فی زید أنه هل هو فاسق ام لا و هل لنا التمسک بالعام!

تقدم أن الشبهة إما مصداقیة و إما مفهمیة، فإن کانت الشبهة مصداقیة لایمکن الرجوع الی «اکرم الفقراء» الا مع الاصل المنقح للموضوع. و الآن نبحث عن الشبهة المفهومیة.

 

0.0.1الشک المفهومیّ

الشبهة المفهومیة فیما إذا ورد خطاب عام کـ« اکرم الفقراء» ثم ورد خطاب خاص کـ«لاتکرم الفقیر الفاسق» و وقع الشک فی معنی الفاسق هل هو بمعنی العاصی أو بمعنی الفاجر.

العاصی أی المرتکب للذنب و الفاجر أی المرتکب للکبیرة. و الفاجر اخص من العاصی، فکل فاجر هو عاص و لکن لیس کل عاص فاجراً.

و زید فقیرٌ ارتکب ذنباً فهو عاصٍ و لیس بفاجر و یُشکّ بالطبع فی وجوب اکرامه لأنه ورد «اکرم الفقراء» و زید فقیر و ورد «لاتکرم الفقیر الفاسق» و معنی الفاسق مردد بین العاصی و الفاجر و زید ارتکب الذنب لکنه غیر مرتکب للکبیرة، فوقع الشک فی انطباق عنوان الفاسق علی زید. فإن کان الفاسق بمعنی المذنب فزید فاسق و إن کان معناه مرتکباً للکبیرة فزید لیس بفاسق لأنه ما ارتکب الکبیرة.

و إذا وقع فی انطباق عنوان الخاص لفرد للشبهة المفهومیة فهل یمکن الرجوع إلی الخطاب العام أم لا؟

ذهب المشهور الی التمسک بالعام فی الشبهات المفهومیة للخاص.

تمسَّک المشهور بالعام فی الشبهة المفهومیة للخاص لأنهم یقولون إن ظهور خطاب العام حجة الا فیما قامت القرینة علی الخلاف. و القرینة خطاب «لاتکرم الفقیر الفاسق» و عنوان الفاسق فیها مجمل مردد بین الأقل و الأکثر و القدر المتیقن منه هو الفاجر، فدلّ الدلیل علی عدم وجوب الإکرام بالنسبة الی الفاجر و أما بالنسبة إلی العاصی غیر الفاجر لادلیل علی عدم وجوب الإکرام فحینئذ بقی ظهور العام فی العموم حجةً فیُرجع فی الشبهات المفهومیة للقرینة إلی العام، فیجب إکرامه زید الذی هو عاص غیر فاجر.

و المعیار فی فهم معنی الکلمة هو عرف زمن الشارع، فإن کان الفاسق فی ذلک العرف بمعنی العاصی نقول إن الفاسق بمعنی العاصی. [1]

1التنبیه الثالث: إنقلاب النسبة

1.1مقدمة فی توضیح انقلاب النسبة

إن الخطابین تارة لایقع بینهما التعارض و التنافی ـ کخطابی «یجب إکرام زید» و «لایجب إکرام عمرو» ـ و تارة یقع بینهما التعارض و التنافی.

و التعارض لایخلو عن ثلاثة لأنه إما بالتباین و إما بالعموم و الخصوص من وجه و إما بالخصوص و العموم المطلق.

التعارض بالتباین کالتنافی بین خطابی «یجب اکرام الفقراء» و «لایجب اکرام الفقراء»

التعارض بالعموم و الخصوص من وجه کالتنافی بین خطابی «یجب إکرام الفقیر» و «لایجب إکرام الفاسق» و النسبة بین الفقیر و الفاسق هی العموم و الخصوص من وجه و تعارضا فی زید الفقیر الفاسق و دلیل الخطاب الأول علی وجوب إکرامه و الثانی علی عدم وجوب إکرامه.

و التعارض بالعموم و الخصوص المطلق کالتنافی بین خطابی «یجب إکرام الفقیر» و «لایجب إکرام الفقیر الفاسق» و النسبظ بین الفقیر و الفقیر الفاسق هی العموم و الخصوص المطلق.

إن کان التعارض بالتباین أو العموم و الخصوص من وجه یصطلح علیه بـ«التعارض المستقر» و کان بالعموم و الخصوص المطلق یصطلح علیه بـ«التعارض غیر المستقر».

فإن کان خطابان تَعَارَضَا تعارُضاً مستقرا و کان خطاب ثالث تعارض مع احد الأولین تعارُضاً غیر مستقر کما یخصصه. فتصیر النسبة بین الأولین بعد التخصیص إلی العموم و الخصوص المطلق أو إلی عدم التعارض.

فإذا نجد خطاباتٍ کذلک فهل العبرة النظر الی الخطابین قبل التخصیص أو بعد التخصیص؟ إن نظرنا إلیهما قبل التخصیص فنسبتهما هی التعارض المستقر و لاتنقلب النسبة و إن نظرنا إلیهما بعد التخصیص انقلبت نسبتهما من التعارض المستقر إلی التعارض غیر المستقر أو عدم التعارض.

مثال ذلک؛ نجد هذه الخطابات الثلاثة «یجب اکرام الفقراء» نسمّیه بخطاب الف و «لایجب اکرم الفقراء» نسمیه بخطاب ب و «لایجب اکرام الفقیر الفاسق» نسمیه بخطاب ج.

خطاب «الف» تَعَارَضَ خطاب «ب» بالتباین و لاتعارضَ بین خطاب «ج» و خطاب «ب» لامن المستقر و لامن غیر المستقر و النسبة بین خطاب «الف» و خطاب «ج» هی العموم و الخصوص المطلق فدلّ خطاب «الف» علی وجوب اکرام الفقراء و دلّ خطاب «ج» علی عدم وجوب اکرام الفقیر الفاسق و یخصِّص خطابُ «ج» خطابَ «الف» و ظهورُ «الف» بعد التخصیص غیرُ حجة فی افراد الفقیر الفاسق و إنما حجة فی افراد الفقیر العادل فقط.

و حینئذ إن نظرنا إلی ظهور خطاب «یجب اکرام الفقراء» فهو یعارض خطاب «لایجب اکرام الفقراء» تعارضاً بالتباین و هذا یعنی عدم انقلاب النسبة فتعارضا الخطابان و بقی خطاب «ج» سلیماً عن الإشکال و هو دلّ علی عدم وجوب اکرام الفقیر الفاسق.

و إن نظرنا إلی الظهور الحجة لخطاب «الف» فهو الخاص المطلق بالنسبة إلی خطاب «ب» و هذا یعنی انقلاب النسبة و بالنتیجة دلّ خطاب «الف» بعد التخصیص علی وجوب اکرام الفقراء غیر الفاسق و هذا المفاد لخطاب «الف» یخصِّص ثانیاً خطاب «ج» فتحصل عدم وجوب اکرام الفقیر الفاسق و هذا المدلول هو مدلول خطاب «ج».

فالعبرة بأیّ النظرین فی النسبة بین خطاب «الف» و خطاب «ب»؟

1.1.1الأقوال

ذهب المحقق الخراسانی إلی انکار انقلاب النسبة و تبعه المحقق السید الصدر.

و ذهب المحقق النائینی إلی قبول انقلاب النسبة و تبعه تلمیذه المحقق السید الخویی.

و سنأتی بدلیل المحقق السید الخویی غداً ان شاء الله و ثم نأتی بدلیل المنکرین إن شاء الله.


[1] عن الأستاذ: و لافرق فی الحکم بین الشبهة المفهومیة و الشبهة المعنائیة. لأن الشک إما لإجل الإبهام فی المعنا و إما لأجل الإجمال فیه فیقال للأول الشبهة المعنائیة و للثانی الشبهة المفهومیة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo