< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد سیدمحمود مددی

98/09/24

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 


موضوع:
المقام الثانی: فی التدریجی بالعرض /التنبیه الرابع: فی استصحاب التدریجیات /الفصل الرابع: فی التنبیهات /الإستصحاب / الاصول العملیة


خلاصه مباحث گذشته:

البحث فی التنبیه الرابع فی استصحاب التدریجیات تقدم أن الأمر التدریجی قسمان: الأول التدریجی بالذات و هو الزمان و الزمانی و الثانی التدریجی بالعرض و هو امر قار مقید بقید تدریجی، کالجلوس فی النهار و الإمساک فی النهار. و تقدم أنه لو وقع الشک فی بقاء المقید بلحاظ تقیده بذلک القید هل یجری الإستصحاب ام لا و قلنا الشبهة تارة تکون حکمیة و اخری تکون مفهومیة و ثالثة تکون موضوعیة.

تقدم أن استصحاب المقید لایجری فی الشبهة الحکمیة، کما شک فی أن انتهاء وقت صلاة العشائین هل یکون انتصاف اللیل أو طلوع الفجر.

 

1القسم الثانی: الشبهة المفهومیة

کما اذا یجب الإمساک فی النهار إلی الغروب و وقع الشک فی مفهوم الغروب هل هو استتار قرص الشمس أو ذهاب الحمرة المشرقیة.

فبعد استتار القرص و قبل ذهاب الحمرة المشرقیة یشک فی بقاء وجوب الإمساک لأن الشارع قد اوجب الإمساک فی النهار الی الغروب و لایعلم أن الغروب اسم لاستتار القرص أو ذهاب الحمرة المشرقیة، إن کان الغروب اسماً لاستتار القرص فلایجب الإمساک و إن کان اسماً لذهاب الحمرة فیجب الإمساک لأنه ماذهب الحمرة.

و أما الإستصحاب فی الشبهة المفهومیة اثنان، إما الاستصحاب فی الموضوع و إما الإستصحاب فی الحکم، فهل یجری استصحاب الحکم أو استصحاب الموضوع فی الشبهة المفهومیة؟

1.1عدم جریان استصحاب بقاء الحکم فی الشبهة المفهومیة

استصحاب الحکم کاستصحاب بقاء وجوب الإمساک فی النهار و یقال إن وجوب الإمساک فعلی قبل استتار القرص و بعد استتار القرص و قبل ذهاب الحمرة یشک فی بقاء الوجوب و زواله فیستصحب بقائه.

و لکنه لایجری استصحاب بقاء الحکم لثلاثة محاذیر، الأول: عدم جریان الإستصحاب فی الشبهة الحکمیة، الثانی: عدم وحدة القضتین المتیقنة و المشکوکة و هذین المحذورین هما اللذان تقدما فی القسم الأول من التدریجی بالعرض.

و الثالث: إن الشک فی بقاء وجوب الإمساک و عدمه نشأ من الشک فی بقاء النهار و عدمه و النهار موضوع لوجوب الإمساک فإن جری اصل فی الموضوع فهو یتقدم علی الأصل الجاری فی الحکم. و الاصل الجاری فی الموضوع استصحاب بقاء النهار فإن جری لاتصل النوبة الی الاصل الجاری فی الحکم.

1.2عدم جریان استصحاب بقاء الموضوع فی الشبهة المفهومیة

اما استصحاب بقاء النهار بأن یقال إن النهار قبل استتار قرص الشمس باقٍ قطعاً و الآن یشک فی بقائه فیستصحب بقاء النهار.

لکنه لایجری استصحاب بقاء النهار لأنه ما المراد من النهار؟ إن کان المراد منه هو الزمان ما بین الطلوع و الإستتار فالنهار زالٍ قطعاً بالإستتار و إن کان المراد منه الزمان ما بین الطلوع و ذهاب الحمرة فهو باق قطعاً.

لأن المکلف لاشبهه له بالنسبة الی الخارج بل شبهته و شکّه فی مفهوم الغروب، و ما بین الطلوع و استتار قرص الشمس مقطع من الزمان و ما بین الطلوع و ذهاب الحمرة المشرقیة مقطع من الزمان و لایدری أن النهار اسم لأیّهما! و من هذه الجهة لایجری الإستصحاب الحکمی و لا الموضوعی فی کل الشبهات المفهومیة.

ان قلت: یشار إلی الغروب یستصحب عدم تحقق الغروب.

قلت: المستصحب فی الإستصحاب هو الفرد الواقعی فإلی ما تشیر بعنوان الغروب؟ إن اشرتَ الی الإستتار فهو غیر حادث فحدث و إن اشرتَ الی ذهاب الحمرة فهو غیر حادیث و الآن غیر حادث بلاشک.

فالمکلف فی ما نحن فیه یشک فی أن النهار اسم لمابین الطلوع و الإستتار أو اسم لما بین الطلوع و ذهاب الحمرة فیشک فی أن الواجب هل الإمساک من الطلوع الی الإستتار أو من الطلوع إلی ذهاب الحمرة للشبهة المفهومیة و الشبهة المفهومیة من الشبهات الحکمیة و یلزم علی المکلف الفحص عن مفهوم الغروب فبعد الفحص و عدم الظفر بشیئ و عدم جریان استصحاب بقاء الحکم و لابقاء الموضوع و لاعدم تحقق الغروب یرجع الی البرائة عن الأکثر لأن فی وجوب الإمساک ما بین الطلوع و الذهاب کلفة زائدة فتجری البرائة عنه.

و أما الأکثر فی الشک فی وجوب اقامة صلاة الظهرین اداءً بعد الإستتار و قبل ذهاب الحمرة هو وجوب الصلاة من الزوال إلی الإستتار لإن فیه کلفة زائدة فتجری البرائة عن الأکثر فیتمکن المکلف أن صلّی الظهرین بعد الإستتار و قبل ذهاب الحمرة اداءً.

المناقشة: لکنه یناقش فی جریان البرائة بأن المکلف بعد الإفطار فیما بین الإستتار و ذهاب الحمرة و بعد اقامة صلاة الظهرین اداءً فی تلک الفترة یعلم بعلمٍ اجمالیٍّ بأنه إما صلاته فی تلک الفترة لم یقع ادائیاً و إما صومه یقع باطلاً.

فشمول دلیل البرائة کِلی طرفی علم الإجمالی موجب للتعارض الداخلیّ فی الدلیل فلاتجری البرائة فی طرفی علم الإجمالی فتصل النوبة إلی الإحتیاط فیجب علی المکلف اقامة صلاة الظهرین قبل استتار قرص الشمس و اتمام الصیام إلی ذهاب الحمرة.

1.3عدم جریان استصحاب عدم تحقق الغایة بما هی غایة

یمکن أن یقال أنه یستصحب هنا أمر آخر، لاالحکم و لاالموضوع بل الغایة بما هی غایة.

إن غایة الواجب غایة للوجوب ایضاً فإذا انتهی الواجب الی نهایته انتهی الوجوب ایضاً أی انتهاء الیوم انتهاء للوجوب ایضاً، و یعلم المکلف بأن الإمساک فی النهار واجب فبعد تحقق استتار القرص و قبل ذهاب الحمرة یشک فی تحقق غایة الوجوب بما هی غایة ـ و لایهمّنا ما هی الغایة ـ فیستصحب عدم تحقق غایة الوجوب.

لکنه لایجری هذا الإستصحاب ایضاً، لأنه لاشیئ هنا باسم الغایة و استصحاب عدم تحقق غایة الوجوب عبارة أخری عن استصحاب بقاء الحکم و بقاء وجوب الإمساک، و تقدم أن فی استصحاب بقاء الحکم محاذیر فلایجری.

2القسم الثالث: الشبهة الموضوعیة

الإستصحاب الموضوعی فی التدریجی بالعرض کما اذا اوجب الشارع الصیام فی النهار و علم المکلف بأن النهار اسم لما بین الطلوع و الغروی و علم بأن الغروی اسم لاستتار قرص الشمس و شکّ فی تحقق الإستتار لأنه فی مکان لایری الأفق لمانعیة الأبنیة المرتفعة مثلاً، فإن کان النهار باقیاً فالإمساک واجب و فإن لم یکن باقیاً فلایجب الإمساک فهل یجری استصحاب بقاء النهار؟ و هذه الشبهة شبهة موضوعیة لاحکمیة و لامفهومیة، إن الحکم مبیٌّن واضح و کذا مفهوم الغروب مبیّن واضح و انما الشک فی تحقق الإستتار فهل له أن یقول إن النهار قبل دقائق موجود بل قبل دقیقة موجود قطعاً و الآن اشکّ فی بقائه فتعبد الشارع ببقائه.

2.1المناقشة: مثبتیة الإستصحاب الموضوعی

یستشکل فی جریان استصحاب بقاء الموضوع بأن الأصل هنا اصل مثبت، لأنه ارید اثبات وجوب الإمساک علی المکلف من هذا الإستصحاب.

یجب علی المکلف الإمساک فی النهار و هو یشک فی أن هذه الساعة هل تکون من النهار ام لا! و هل یکون امساکه فی هذه الساعة امساکاً فی النهار أو امساکاً فی اللیل؟ فیستصحب بقاء النهار بنحو مفاد کان التامة و یلزمه عقلاً کون امساکه فی الساعة المشکوکة امساکاً فی النهار.

فمواجهة جریان الإستصحاب الموضوعی فی التدریجی بالعرض بهذه المناقشة صارت عویصة من زمن الشیخ الأعظم الأنصاری قدس سره إلی هنا فاجاب العلماء عن المناقشة و ستذکر ثلاثة من الأجوبة و هی جواب الشیخ الأعظم و المحقق الخراسانی و المحقق السید الخویی و ما یسشکل علی هذه الأجوبة.

2.1.1الجواب الأول: استصحاب بقاء الحکم (عند الشیخ الأعظم الأنصاری)

اجاب الشیخ الأعظم[1] و ارتضاه المحقق النائینی[2] بأن استصحاب بقاء النهار اصل مثبت فلم یجری و لکن نراجع الی استصحاب بقاء الحکم فیقال إن الإمساک فی النهار واجب قبل هذه الساعة و الآن یشک فی بقاء الوجوب فیستصحب بقاء وجوب الإمساک.

2.1.1.1الإشکال: مثبتیة الإستصحاب الحکمیّ

إن الواجب قبل ساعة هو الإمساک فی النهار لا الإمساک بلاقید فإذا استصحب بقاء وجوب الإمساک فی النهار هل یفید کون الإمساک فی الساعة المشکوکة امساکاً فی النهار؟ لا؛ لأن بقاء وجوب الإمساک فی النهار یلزم عقلاً کون الإمساک فی الساعة المشکوکة امساکاً فی النهار و هذا هو الأصل المثبت.

و غداً یاتی جواب المحقق الخراسانی.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo