< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الأصول

33/02/29

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: قاعدة: السيرة المتشرعية
 التطبيقات:
 1 ـ قال الشهيد الصدر : «تارة تنعقد السيرة المتشرعية على عدم التقيّد بفعلٍ كمسح القدم بتمام الكفّ فتدل حينئذٍ على عدم وجوبه بملاك حساب الاحتمالات... وأخرى تنعقد على الاتيان بفعل (أو ترك) فلا اشكال حينئذ على ثبوت الجواز بالمعنى الأعم حينئذ المقابل للحرمة بل الكراهة أيضاً بنفس الملاك، وأما ثبوت الوجوب أو الاستحباب أو جامع المطلوبيةٌ بها فهو بحاجة إلى بحث وتفصيل»( [1] ).
 2 ـ قال صاحب العناوين: «جواز البدار لأُولي الأعذار، أي يجوز لأصحاب الأعذار الإتيان بالمأمور به في آن العذر بأسلوب المعذور، وإن احتمل أو ظنّ أو علم زوال العذر في الآن الثاني من الوقت والأجزاء اللاحقة منه ـ الا في التيمم ـ فإنّ سيرة العلماء والعوام في الإعصار والأمصار على أنّ أصحاب الأعذار لا ينتظرون زوال عذرهم»( [2] )، كما في الزحام الشديد عمد رمي الجمرات الذي يخشى منه الضرر الشديد كالجرح والقتل ورفع الستر عن النساء وأمثالها فيكفي هنا للفرد أن ينيب غيره في الرمي للسيرة المتشرعية على العمل بتكليف المعذور آن الضرر ولا ينتظرون خلّو المكان من الناس.
 3 ـ قال السيد البجنوردي: «استقرار سيرة المسلمين والمؤمنين على أنّهم يدخلون الأسواق ويشترون اللحوم والجلود من دون السؤال على أنّها ميتة أو مذكاة «حجيّة سوق المسلمين»( [3] ).
 4 ـ وقال أيضاً: «سيرة المتدينين... قاطبة على أنّ الصبي إذا أتلف مال الغير، أو غصبه فوقع عليه التلف ـ وإن كان التلف في غير يده ـ فهو له ضامن»( [4] ).
 5 ـ ذكر الشهيد الصدر عن الشيخ الطوسي فقال: «من قبيل ما ينقله الشيخ الطوسي () من استقرار بناء أصحاب الأئمة والمتشرعة في حياتهم على الاعتماد على أخبار الثقات في مقام أخذ معالم دينهم جيلاً بعد جيل»( [5] ).
 الاستثناء:
 سيرة المتشرعة في عصور غير الأئمة الناشئة من المسامحة وقلّة المبالاة في الدين لا تكون حجة على الحاكم الشرعي. كالسفور في بعض البلدان الإسلامية عند متشرعة المسلمين حتى علمائهم المتسامحين. والسر في عدم الاعتماد على هذا النحو من السيرة، هو ما نعرف من أسلوب نشأة العادات عند البشر وتأثير العادات على عواطف الناس: إن بعض الناس المتنفذين أو المغامرين قد يعمل شيئاً استجابة لعادة غير إسلامية أو لهوى في نفسه. فيأتي آخر فيقلّد الأول في عمله ويستمر العمل فيشيع بين الناس من دون أن يحصل من يردعهم عن ذلك، لغفلة أو لتسامح أو لخوف، وإذا مضت على العمل عهود طويلة يتلقاه الجيل بعد الجيل فيصبح سيرة هذه الفئة أو الجماعة أو حتى سيرة المسلمين وينسى تاريخ تلك العادة( [6] ).
 ويشبه أن يكون من هذا الباب سيرة تقبيل اليد، والقيام احتراماً للقادم والاحتفاء بيوم النوروز وزخرفة المساجد والمقابر... وما إلى ذلك من عادات اجتماعية حادثة( [7] ).
 ومثالاً على ذلك: أولاً يقول الشيخ الأنصاري في مسألة جواز معاملات الصبي: «إذا كان الصبي بمنزلة الآلة لمن له أهلّية التصرّف وذلك من جهة استقرار السيرة واستمرارها على ذلك.
 وفيه اشكال، من جهة قوة احتمال كون السيرة ناشئة عن عدم المبالاة في الدين كما في كثير من سيرهم الفاسدة»( [8] ).
 أقول: وقد تكون من السير الناشئة من العواطف عدم الزواج في العشرة الأولى من محرم الحرام فهي سيرة عاطفية احتراميّه نشأت بعد زمان الأئمة.


[1] ـ المصدر نفسه 246.
[2] ـ العناوين1 :450.
[3] ـ القواعد الفقهية4 : 249.
[4] ـ المصدر نفسه 4 : 167.
[5] ـ بحوث في علم الأُصول4 : 239، أقول: هذا التطبيق وأمثاله قد يورد تطبيقاً للسيرة العقلائية بافتراض أنّ العقلاء بنوا على الاعتماد على أخبار الثقاة في تنظيم أمور معاشهم، فالتطبيق إذا نظر إلى مورده يكون من السيرة المشرعية، وإذا نظر إلى نكتته العقلائية صار تطبيقاً للسيرة العقلائية، لأنّ النكتة عامة كما في مثال المسح على ظهر القدم الذي هو سيرة عقلائية إذا صدر أمر بالمسح على القدم فيكتفى بالمسمى، فهو سيرة متشرعية إذا نظر إلى عمل المتشرعة المأمورين بالوضوء، وهو سيرة عقلائية إذا نظر إلى نكتة هذا العمل فإنّها عامة عند كلّ العقلاء فإنّهم يعملون بمسمّى المسح عند الأمر به، لصدق المسح بالمسمّى، وضدّه يحتاج إلى مؤونة.
[6] ـ راجع أصول الفقه3 :175.
[7] ـ راجع أصول المظفر3 :175.
[8] ـ المكاسب3 : 288.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo