< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقه

39/06/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع/ المنتسب الى هاشم بالأب هو مستحق الخمس/ قسمة الخمس / كتاب الخمس

مسالة (3): مستحق الخمس من انتسب الى بني هاشم بالأبوّة فإن انتسب اليه بالأم لم يحل له الخمس وتحل له الزكاة...(1).

1)المعروف والمشهور هو ان العبرة في استحقاق الخمس هو الانتساب الى هاشم بالأب[1] دون المنتسب الى غيره

ونسب الى السيد المرتضى ان المنتسب الى هاشم باللام ايضاً يستحق الخمس، وقد اختاره في الحدائق واصرّ عليه[2] .

ولكن يوجد تشكيك في النسبة الى السيد المرتضى لأن المنقول عنه شيء آخر وهو: «ان ابن البنت ابن حقيقة، فمن اوصى بمال لولد فاطمة دخل فيه اولاد بنيها واولاد بناتها حقيقة»، وهذا كما ترى غير الجهة المبحوث عنها هنا، فان الجهة المبحوث عنها هو ان مستحق الخمس هل هو المنتسب الى هاشم بالأب دون غيره، اما هذه الجهة التي تعرّض لها السيد المرتضى فهي ثانية تقول: هل الولد وعنوان الولد يختصّ بولد الإبن أو يشمل ولد البنت حقيقة وهذه جهة ثانية نحن ايضاً نقول بها، لأنّ الولد هو عبارة عن الشيء الذي تولّد من شيء آخر، وولد البنت كولد الابن قد تولّد من شيء آخر.

وقال الشيخ منتظري قدس سره: (ان السيد المرتضى احتجّ لإعطاء من كانت امّه هاشمية فقط من

الخمس «بأنّ الاصل في الاطلاق الحقيقة وقد ثبت اطلاق الاسم في قوله (صلى الله عليه وآله) في الحسن والحسين

عليهم السلام «هذان ابناي امامان قاما او قعدا»[3] ) وفي الحدائق قال: «بل الخلاف المنقول هنا من السيد انما بنو فيه على ما ذكره في مسائل الميراث والوقوف ونحوها من حكمه بأنّ ابن البنت ابن حقيقة وذكر جماعة وافقوا السيد ثم قال: (وانت خبير بان جملة من هولاء المذكورين وان لم يصرّحوا في مسألة الخمس بما نقلناه عن السيد المرتضى الاّ انهم في مسائل الميراث ونحوها لمّا صرّحوا بأنّ ولد البنت ولد حقيقة، اقتضى ذلك اجراء حكم الولد الحقيقي عليه في جميع الاحكام التي من جملتها جواز أخذ الخمس»[4] .

وهذا الكلام من صاحب الحدائق والسيد المرتضى هو الصحيح في مقابل قول يقال: ان ولد البنت ليس ولداً حقيقة بل هو ابن حقيقة لأن جدّه لأمُّه أولده، فالجدّ للأُم وقع في سلسلة علل ولادته كما ان جدّه لأبيه اولده فالجدّ للأب وقع في سلسلة علل ولادته ولهذا كان اولاد فاطمة عليها السلام اولاداً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حقيقة وان كان بعض اهل السنة يعارض ذلك، ولهذا قال الامام الصادق عليه السلام كما نصّ على ذلك القرآن الكريم بقوله تعالى «ومن ذريته..... عيسى»[5] ولهذا قال الامام الصادق عليه السلام: «اولدني ابو بكر مرتين» لأن أمّه ام فروة منتسبة الى ابي بكر من وجهين.

اذن الاضافة الملحوظة هنا في اطلاق الابن أو الولد لفلان «اذا كان من بنته» هي اضافة الدم التكوينية والتولد والنشوء وانه قد انحدر منه وقد أولده، ومن الواضح ان الايلاد نسبته الى الابوين على حدٍّ سواء الا انّ الملحوظ في استحقاق الخمس هو عنوان الهاشمي او بني هاشم على شخص، وهذه الاضافة هي اضافة اجتماعية قبليّة من اجل التمييز بين القبائل والانساب، وهذه الاضافة يكون الملحوظ فيها خصوص الانتساب من طرف الاب ولو لشرافته واهميته اجتماعياً ولمعروفيته بخلاف الأُم.

ولهذا فقد ورد «ادعوهم لآبائهم»[6] وهي تنظر الى الرابطة النسبية، فخصّت الدعوة الانتساب الى الأب فقط دون الام. اما الاضافة التكوينية التي يلحظ فيها التكوّن والنشوء والتولّد فهي على حدّ واحد من الاب والام، فالأب يقول هذا ولدي والام تقول هذا ولدي وابن الولد كما هو ولد للأب فهو ولد للأم كما هو ولد للجد وولد للجدّة، اما اذا لاحظنا رابطة النسب والقبيلة فلا ينتسب الولد الاّ لأبيه وقبيلة أبيه، اما ولد البنت فلا ينتسب الى قبيلة امّه، ولهذا فقد حافظت القبائل على حالها بهذا، ولو دخلت الاضافة التكوينية في النسب لضاع التمييز بين القبائل وضاع التصنيف الاجتماعي، لأن الانتساب الى الام اذا كان دخيلاً في النسب ولو في طبقة امّهات الآباء او امهات الامهات يوجب عدم التمييز.

 


[1] الهاشميون: هم المنتسبون الى هاشم. وهاشم هذا له اخ اسمه المطلّب، فمن ينتسب الى المطلب ليس هاشمياً، امّا من ينتسب الى هاشم فهو هاشمي.ولهاشم ولد واسمه (شيبة الحمد) في قول ابن اسحاق وهو الصحيح، وقيل سمّي بشبية الحمد لأنه وُلدِ وفي رأسه شيبة. وقيل اسمه عامر «وهو قول ابن قتيبة» وتابعه عليه المجدّد الشيرازي، وكنيته ابو الحارث بابن له وهو اكبر ولده.ولكن قيل لهذا وهو شيبة الحمد أو عامر: (عبد المطلب) وذلك لأن اباه هاشماً قال لأخيه (المطلب) وهو بمكة حين حضرته الوفاة: ادرك عبدك بيثرب فمن ثم سُمّي عبد المطلب. «لأن العرب تقول لأبن الأخ العبد كما تقول لأبن العم المولى». وقيل: ان عمّه المطلب لمّا اخذه من امّه (سلمى) من بني النجّار من المدينة وجاء به الى مكّة رديفه وهو بهيئة رثة، فكان يُسأل عنه فيقول هذا عبدي حياءًا من ان يقول هذا ابن اخي، فلمّا دخل مكّة أظهر انه ابن أخيه فلذلك قيل له (عبد المطّلب). وهو اوّل من خَضَبَ بالسواد من العرب وعاش مائة واربعين سنة وكان له ثلاثة عشر ولداً منهم1ـ عبدالله والد النبي (صلى الله عليه وآله)2ـ وابو طالب.3ـ والزبير.4ـوعبد الكعبة وامُهم فاطمة بنت عامر بن عابد بن عمران بن مخزوم.5ـ والعباس.6ـ ضرار وامهما نثيلة بنت جناب من ولد نمر بن قاسط.8ـ والمقوم.9ـ حجل.10ـ قثم.11ـ ابولهب.12ـ الغيداق.13ـ الحارث.اما عبدالله فقد ولد سيد الخلق محمداً (صلى الله عليه وىله) نعم حمزة قد انقرض عقبه فيما قاله ابن حزم وغيره وأما العباس وابو طالب فعقبهما اكثر من ان يحصى. واما الحارث وابو لهب فلهما عقب موجود (كما جاء في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب، للسويدي: 71.وامّا ما جاء في كتاب عقود التمائم في انساب بني هاشم فملخصُهُ هو: ان هاشم بن عبد مناف اخوته نوفل وعبد شمس والمطلب واسم هاشم عمرو ويدعى عمرو العلا وكنيته ابو نضلة وسبب تسميته هاشماً هو عندما اصاب قومه الجدب، هشم الثريد للوفّاد، وهو أوّل من هشم الثريد وهو من سنّ الرحلتين رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصيف الى الشام.وولد عبد المطلب واسد وابو صيفي ونضلة وقد انقرض اولاد الثلاثة عدا عبد المطلب وليس في الارض هاشمي الاّ من ولد عبد المطلب ولا عقب لهاشم الاّ منه ومن انتسب اليه من غير عبد المطلب فهو دعّي.واسم عبد المطلّب: شيبة الحمد الشعرة بيضاء في رأسه عند ولادته وانما سمّي عبد المطلب لأن عمّه المطلب حمله من المدينة الى مكّة واردفه فقيل له هذا عبد المطلب. والعرب تقول لأبن الاخ العبد كما تقول لابن العم المولى، ويكنى ابا الحارث.وقد عاش مائة وعشرين سنة واستخرج بئر زمزم وحفرها لرؤيا رآها. وهو أوّل من أقام الرفادة والسقاية بمكّة وجعل باب الكعبة ذهباً.وله ستة عشر ولداً، عشرة ذكور وست اناث وهي عاتكة و صفية و أمُيمة، والبيضاء وبرّة، واروى وابو طالب واسمه عبد مناف وفاته بعد خديجة بثلاثة ايام وقيل اسمه عمران يلقب بذي الكفل وولده علي بن ابي طالب عليه السلام الذي امره بنصرة النبي (صلى الله عليه وآله) وولده عقيل وطالب وجعفر ومن ولد عبد المطلب عبد الله وهو اعظم ولده قدراً وهو احد الذبيحين وُولدِ هو وابو طالب توأمين واسمه اولاً عبد الدار وسمّاه بعد هذا عبد الله وابنه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وقد تكفّل النبيّ بعد موت ابيه جدّه عبد المطّلب ثم اوصى به ابا طالب عند موته.ومن ولد عبد المطلب: العباس عاش تسعة وثمانين عاماً ومنه العباسيون.ومن ولده اخو النبي من الرضاعة وهو حمزة ارضعتهما ثويبة مولاة ابي لهب بلبن ابنها ميسر قبل حليمة السعدية.ومن ولد عبد المطلب: الزبير صاحب حلف الفضول.ومن ولد عبد المطلب: حَجَل ولم يذكر له نسل.ومن ولده: المقوم.ومن ولده: ضرار ولم يذكر له نسل.ومن ولده: الحارث، يكنى ابا ربيعة هو اكبر ابناء ابيه وبه كان يكنّى شهد معه حفر زمزم وابنه ابو سفيان ابن الحارث وهو اخو النبي من الرضاعة وكان في ايام كفره يهجو النبي (صلى الله عليه وآله) وحسان بن ثابت يرده ويهجوه واسلم ابو سفيان يوم الفتح.ومن ولد عبد المطلب: ابو لهب ويكنى ابا عتبة ويكنى ابا لهب لشدّة جمالِهِ.ولم يذكر عبد الكعبة وقثم والغيداق. ويبدو ان من ذكر ان له ثلاثة عشر ولداً، انما زادَ ثلاثة لوجود القاب لبعض الاولاد العشرة فالتبس الامر وجعل اللقب ولداً آخر غير الاسم والله العالم.
[3] كتاب الخمس، للشيخ حسين علي المنتظري 295 طبع مؤسسة النشر الاسلامي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo