< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقه

38/08/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع/ خمس الارض التي اشتراها الذمّي من المسلم/ خمس الارض التي اشتراها الذمّي/ كتاب الخمس

السادس: الارض التي اشتراها الذمّي من المسلم(1).

1)الكلام في اثبات اصل الحكم بوجوب الخمس هنا.

والمشهور بين المتأخرين ذلك لأنه قاله الشيخ الطوسي[1] ومَن بعده. لكن نُسِب الى الشيخين (الطوسي والمفيد)[2] ونسبه في التذكرة الى علمائنا[3] .

ولكن الصحيح هو ان من تقدّم على الشيخ الطوسي قدس سره نُسب اليهم انكار هذا الحكم والانكار مستفاد من عدم تعرّضهم اليه عند تعداد اقسام ما يجب فيه الخمس[4] .

بالاضافة الى حصر الخمس في خمسة موارد بحسب لروايات[5] اذن هذه الروايات التي تعرضت الى الارض التي اشتراها الذمّي من المسلم وقالت بالخمس على الذمّي تكون معارضة الروايات الحصر, اذ روايات الحصر ظاهرها عدم الخمس في الارض التي اشتراها الذمّي من المسلم ودليل مشهور المتأخرين هو صحيحة ابي عبيدة الحذّاء قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: «أيمّا ذمّي اشترى من مسلم أرضاً فانّ عليه الخمس«[6] .

وهذه الصحيحة مؤيدة بمرسلة المفيد رحمه الله في المقنعة عن الصادق عليه السلام انه قال: (الذمّي اذا اشترى من المسلم الأرض فعليه فيها الخمس)[7] .

وهذه المرسلة قال عنها السيد الخميني قدس سره: (على ما هو الموجود في كتاب المحقّق الفاضل اللنكراني)[8] : انها معتبرة لان المراسلات اذا نسبها مثل الصدوق الى الإمام مباشرة فيقول: قال الامام الصادق عليه السلام فهي معتبرة, وهذه المرسلة كذلك.

وعلى كل حال: يوجد مناقشة في سند صحيحة ابي عبيدة الحذّاء غير ما تقدّم من عدم تعرّض من كان قبل الشيخ الطوسي من العلماء, وغير حصر الروايات للخمس في خمسة موارد وليس منها هذا الذي ذكرته صحيحة ابي عبيدة الحذّاء وهي:

1ـ قالوا: ان الرواية ضعيفة السند:

ويرد على هذا الاشكال: انه ليس بصحيح حيث ان الرواية لها ثلاثة طرق:

الاوّل: طريق الشيخ باسناده عن الحذّاء وهذا طريق صحيح[9]

الثاني: طريق الصدوق باسناده عن الحذّاء وهذا الطريق ضعيف لجهالته[10] .

الثالث: طريق المحقق في المعتبر عن الحسن بن محبوب وهذا الطريق مجهول[11] .

نعم يوجد اشكال في رواية الشيخ الطوسي بسنده الصحيح الذي قلنا انها صيحة والاشكال هو في وثاقة الحسن بن محبوب اذ قال بعض انه يدلّس وحاصله: ما ذكره السيد البروجردي رحمه الله: في سند الرواية التي فيها احمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب قال: ان المذكور في ترجمة احمد بن محمد بن عيسى انه لم يكن يروي عن الحسن بن محبوب مدّة لان اصحابنا يتّهمون ابن محبوب لمكان روايته عن ابي حمزة الثمالي الذي مات سنة (150ه) مع ان موت الحسن بن محبوب متّهم بالتدليس مع ان الحسن بن محبوب له روايات عن الثمالي[12] ربمّا تبلغ عشرين رواية.

ولعلّ هذا هو السرّ في ترك رواية احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب.

ثم ان السيد البروجردي رحمه الله رجع عن هذه النظرة يقول الشيخ اللنكراني: (لعلّ السر في تغيير نظرة البروجردي هو: ان روايات ابي حمزة التي حكاها ابن محبوب عن ابي حمزة محفوظة مظبوطة في رسالة, فاستجاز والد الحسن بن محبوب نقلها لإبنه, وان كان ابنه حين الاجازه غير قابل للنقل عن الثمالي[13] .

ويؤيّد شدّة اهتمام والد الحسن بن محبوب في كون ولده (الحسن) من المتحمّلين للحديث بحيث حُكي عنه انه جعل لكل رواية تحمّلها الحسن درهماً.

اذن يمكن ان يكون الحسن قد نقل تلك الروايات من دون واسطة استناداً الى تلك الاجازة, التي أخذها والده له[14]

اقول: الذي أفهمه من هذا المقال امرين:

الاول: التشكيك في رواية الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي لعدم معاصرته له, لأنّ الحسن مات سنة

(224ه) والثمالي مات سنة(150ه) فكيف يروي عنه مع ان عُمْرِ الحسن بن محبوب (75سنة)؟!!


[1] المبسوط للشيخ الطوسي1: 237.
[2] المعتبر للحلّي 2: 624 طبع مؤسسة التأريخ العربي.
[3] تذكرة الفقهاء للعلامة الحلّي 5: 422.
[4] قال صاحب الجواهر: (انه لم يذكر الخمس في ذلك جماعة من القدماء كأبن أبي عقيل وابن الجنيد والمفيد وسلار والتقي) جواهر الكلام 16:65.
[5] مثل مرسلة ابن ابي عمير وسائل باب2 ممّا يجب فيه الخمس ح2 ومرسلو احمد بن محمد وسائل باب2 مما يجب فيه الخمس ح11 ومرسلة حمّاد وسائل باب2 مما يجب فيه الخمس ح4.
[6] وسائل الشيعة للحر العاملي، باب9 مما يجب فيه الخمس1.
[7] وسائل الشيعة للحر العاملي، باب9 مما يجب فيه الخمس2.
[8] تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الخمس والانفال، للفاضل اللنكراني: 193.
[9] وطريق الشيخ الى الحذّاء: باسناده عن سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن محبوب عن ابي ايوب ابراهيم بن عثمان عن ابي عبيدة الحذّاء قال سمعت.. وسائل باب9 مما يجب فيه الخمس ح1. وطريق الشيخ الى سعد صحيح في الفهرست: 135 برقم (316) وهو هكذا: (عدة من اصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابوية عن ابيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبدالله عن رجاله) وهو صحيح وامّا من سعد الى حذّاء فصحيح ايضاً وان كان في الحسن بن محبوب كلام كما ستعرف ولكنه مردود. المقرر.
[10] اقول: يذكر الصدوق طريقه الى ابي عبيدة الحذّاء في مشيخته وابو عبيدة هو زياد بن عيسى المقرر. وقد صحّح صاحب الجواهر هذه الرواية 16: 65 وصاحب المدارك 5: 386مع انه يقول بالصحيح الاعلائي.
[11] قال صاحب الوسائل: احمد بن محمد المفيد في (المقنعة) عن الصادق عليه السلام...) وسائل باب9 مما يجب فيه الخمس ح2.
[12] رجال النجاشي، للشيخ احمد بن علي الاسدي النجاشي: 82 برقم (198).
[13] تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الخمس والانفال للفاضل اللنكراني: 193.
[14] اقول: ان الحسن بن محبوب وان لم يعاصر ابا حمزة الثمالي الاّ انه نقل اخباراً عن كتابه من دون واسطة الى الكتاب وهذا لا يوجب فسقاً أو كذباً بل هو يستعمله الرواة. من الاستاذ حفظه الله.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo