< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/07/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: اذا أخبر كاذبا ثم رجع عنه
 تكلمنا فيما مضى حول الرجاء وقلنا ان الانسان اذا رجى الجنة فلابد من السعي اليها واذا كان يخاف النار فلابد من الابتعاد عنها فمن يرجو ان يحصد فلابد له ان يزرع فقلب ابن ادم كالارض ويمانه كالبذر وطاعته كالماء فاذا روى بالماء قلبه وايمانه فيحصد في يوم القيامة الزرع فيكون راجيا لما سيحصده من زرعه
 اما الخوف والخشية فان الخوف هو تألم الباطن بسبب توقع مكروه يمكن حصول اسبابه اما الحزن فهو توقع فوات مرغوب يتعذر تلافيه واما الخشية فهي الخوف لكنها مختصة بالعلماء انما يخشى الله من عباده العلماء فاذا خاف الانسان النار فانه يبتعد عنها لخوفه وخشيته منها وينهى نفسه عن الهوى فيحصل على الجنة واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ثم ان الله تعالى قال لاتخافوا الجبابرة وخافوني ان كنتم مؤمنين فلابد ان يكون للانسان خشية من الله تعالى وخوف من عقابه وناره
 واذا تحقق الخوف فان الامور سوف تصلح ويكون الانسان مسالما ومحبا لغير تذكر الروايات ان رسول الله (صلى الله عليه واله) اذا قام الى الصلاة فيكون قلبه كالمرجل يغلي من خشية الله تعالى وهو الخوف من التقصير امام الله تعالى
 جاء في الحديث الشريف عن الامام الصادق (عليه السلام) خف الله كانك تراه فان كنت لاتراه فانه يراك وان كنت ترى انه لايراك فقد كفرت وان كنت تعلم انه يراك ثم استترت من المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حد اهون الناظرين اليك فهو التقاط تصاوير مخفي عن حياة الانسان
 وحسب تجاربنا التي اكتسبناها فان جميع المشاكل الموجودة في المجتمعات منشأها هو عدم الخوف من الله تعالى
 جعلنا الله من الذين يخافون الله واقعا لا بالالفاظ دون العمل
 نعود الى بحثنا الفقهي
 قلنا ان السيد الخوئي عارض هنا صاحب العروة في صورة كون الخبر كاذبا دون توجيه الكلام الى احد فقال صاحب العروة بعدم بطلان الصوم بينما السيد الخوئي قال ببطلان الصوم لان صدق الكذب هنا يصدق على هذا الشخص فان تحقق الخبر والانشاء لايتوقف على وجود السامع فهو مضر بالصوم
 قلنا في مناقشة السيد الخوئي تارة نلاحظ الكذب اللغوي فان كلامه خلاف الواقع فهنا يصدق الكذب حتى مع عدم وجود من يسمع أو يفهم الكلام ولكن تارة نلاحظ الكذب بمعنى الكذب العرفي وهو يتوقف على وجود سامع ويفهم الكلام
 اذن فيشترط في الخبر عرفا قصد الإفهام فلو لم يقصد إفهام أحد أو لم يكن احد فهذا لايقال له خبر
 مسألة 21: اذا سأله سائل هل قال النبي (صلى الله عليه واله) كذا فأشار نعم في مقام لا، أم لا في مقام نعم بطل صومه فلو اعتقد ان النبي (صلى الله عليه واله) لم يقل ذلك فأشار بنعم أو العكس فان صومه باطل
 نحن نوافق المصنف على ذلك فان المناط في صدق الكذب هو قصد الحكاية مع عدم المطابقة بأي مبرز سواء كان المبرز لفظ او اشارة او كتابة او كناية فالمهم كونه خلاف الواقع
 لايقال ان المنصرف من الرواية هو الكذب بالقول
 فنقول ان هذا الانصراف منشأه الكثرة الخارجية فان أكثر مايكذب الناس بالالفاظ وهذه كثرة وجودية ولا ترتفع من الاطلاق
 مسألة 22: إذا أخبر صادقا عن الله أو عن النبي (صلى الله عليه واله) مثلا ثم: قال كذبت بطل صومه وذلك لأن قوله كذبت هي كذب على الله أو على رسول الله (صلى الله عليه واله) لكنه كذب في نفي القول لاكذب في اثباته
 وكذا إذا أخبر بالليل كاذبا ثم قال في النهار: ما أخبرت به البارحة صدق وهذا كذب على رسول الله مستفاد من ظاهر القول وليس من الصريح
 قال السيد الخوئي في كلا الموردين يوجد كذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه واله) غير صريح ولاموجب لدعوى الانصراف
 مسألة 23: اذا اخبر كاذبا ثم رجع عنه بل فصل لم يرتفع عنه الاثر فيكون صومه باطلا بل وكذا اذا تاب بعد ذلك فانه لاتنفعه توبته في رفع البطلان اذا ذكر الكذب ورجع عنه بدون فصل فيكون صومه باطلا وكذا التوبة فهي لاتنفع في رفع البطلان
 هنا توجد صورتان
 الاولى: انه قبل تمامية الكلام وقبل ان ينعقد مفهوم للكلام رجع عن مفاد الكلام فهنا الكلام لم ينعقد له ظهور ومعه فلا يكون هذا الكلام من الكذب فلا يوجب بطلام الصوم
 الثانية: ان يكون قد أتم كلامه وانتهى ثم رجع عن مفاد كلامه فهنا قد تحقق الكذب وبطل صومه والرجوع عن مفاد الكلام لايوجب صحة الصوم
 وحكمه ماتقدم هو نفس حكم من أكل في نهار شهر رمضان ثم تاب من فعله فان التوبة هنا لاتؤثر في بطلان الصوم بل ان صومه يكون باطلا
 نعم التوبة تنفع في رفع الإثم دون الافطار كمن أكل في شهر رمضان عالما عامدا ثم تاب فيرتفع اثمه لكن صومه باطل وعليه القضاء
 مسألة 24: لافرق في البطلان بين ان يكون الخبر المكذوب مكتوبا في كتاب من كتب الاخبار أو لا، فمع العم بكذبه لايجوز الاخبار به وان اسنده الى ذلك الكاب الاّ ان يكون ذكره له على وجه الحكاية دون الإخبار بل لايجوز الاخبار به على سبيل الجزم مع الظن بكذبه بل وكذا مع احتمال كذبه الاّ على سبيل النقل والحكاية فالاحوط لناقل الاخبار في شهر رمضان مع العلم بصدق الخبر ان يسنده الى الكتاب او الى قول الراوي على سبيل الحكاية فلو علم بكذب الخبر الموجود في الكتاب لايجوز له الاخبار به عن الواقع ولو باسناده الى الكتاب المزبور لانه كذب على الله او رسول الاّ ان يقول ان الكتاب الكذب يذكر ذلك
 فالخبرب الكاذب يتم على صورتين
 الاولى: اذا قصد الحكاية عن الواقع جزما وان اسنده الى الكتاب فهنا يحصل الكذب ويبطل الصوم
 الثانية: اذا قصد النقل عن الكتاب من دون اخبار عن الواقع فليس هو من الكذب بل هو صدق
 
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo