< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/05/25

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: فيما يجب الامساك عنه في الصوم
 قال صاحب العروة (قده): فصل فيما يجب الامساك عنه في الصوم من المفطرات وهي امور
 وقبل ان ندخل في هذا الفصل
 هنا اشكال لابد من الاجابة عليه وهو عبارة عما يذكره الفقهاء المتاخرون فالمشهور عندهم ان نية الاكل ونية كل مفطر هي مفطرة وذكروا ايضا ان المفطرات عشرة او تسعة
 فقالوا كيف يُعد الأكل مفطرا مع انه مسبوق بالنية للأكل والنية للأكل هي المفطرة واذا كانت نية الأكل مفطرة فلايكون الأكل مفطرا بل المكلف قد أفطر بمجرد النية اما اذا صدر الأكل بدون النية أي نسيانا فهو ليس بمفطر
 وجواب المتقدمين من الفقهاء فقالوا ان نية القطع والقاطع ليست مفطرة بل نفس الأكل بعد النية مفطرة واستعمال المفطر بعد النية هو مفطر
 اما المتأخرون فقالوا
 أولا: ان نية القطع والقاطع هي رافعة للصوم الشرعي فتكون مفطرة للصوم الشرعي أما نفس الأكل والشرب وامثالهما فهي مفطرات للصوم العرفي اللغوي ولذا فلو أكل ناسيا فهو مفطر عرفا لاشرعا فالأكل والشرب مفطر عرفي ولغوي في حين ان نية الأكل والشرب هي التي تفطر الصوم شرعاً
 ثانيا: ان الاكل والمفطرات ليست بمفطر بل لابد من الامساك والاجتناب عنها في نهار شهر رمضان لذا قالت الروايات لايضر الصائم ماصنع اذا اجتنب اربع فهي لاتسمى مفطرات بل لابد من الاجتناب عنها ولازم الاجتناب عنها انها اذا وقعت فتكون مفطرة للصوم العرفي واللغوي فنية القطع هي المفطرة شرعا
 قال السيد الماتن (قده) الأول والثاني: الأكل والشرب من غير فرق في الماكول والمشروب بين المعتاد كالخبز والماء ونحوهما وغيره كالتراب والحصى وعصارة الاشجار ونحوها فقال لابد من الامساك عن هذه الامور فان نية الأكل هي المفطرة شرعا فان وقعت صارت مفطرة عرفا لاشرعا
 بالنسبة للأكل والشرب فقد انعقد الاجماع بل الضرورة بوجب الامساك عنهما قال تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبن لكم الخيط الأبيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل فالاكل والشرب منهي عنه فلايجوز الأكل في النهار
 وكذا السنة القطعية فقد ظهر منها ان الامساك عن الاكل والشرب هو الاساس في الصوم والبقية مثل الارتماس والكذب على الله والرسول والحقنة بالمائع وغيرها قد الحقت بالأكل والشرب
 واما ضابطة الأكل والشرب الذي يجب الامساك عنهما ففيه جهات ثلاثة
 اولا: ماهو الأكل والشرب؟
 فقد أوكل أهل اللغة الأكل والشرب الى وضوحه فقال الراغب في المفردات الأكل تناول المطعم
 وقال الخليل الأكل معروف وكذا قال الفيومي في المصباح والمنير
 نعم قال الزبيدي في تاج العروس الأكل هو إيصال مايمضغ الى الجوف ممضوغا
 وقال الرماني الأكل حقيقة بلع الطعام بعد مضغة فبلع الحصاة ليس أكلاً حقيقة
 وقال الراغب في مادة الشرب ان الشرب هو تناول كل مائع ماء كان أو غيره، هذا بحسب اللغة
 وأما بحسب العرف، فان الأكل والشرب عندهم هو مايكون للمأكول مضغ ويصل الى الجوف عن طريق الحلق والشرب هو إيصال مايصل الى الجوف عن طريق الحلق سواء كان من الطريق المتعارف المعتاد أو غير المعتاد كوضع الماء في أنفه ويستنشق هكذا ذكر السيد الخوئي
 وقد نُسب الى الفاضل الايرواني بجواز الشرب في غير المتعارف كالشرب من الأنف
 ولكن هذا باطل لأن الأدلة مطلقة وان اطلاق الشرب يشمل الشرب من الأنف كما يشمل الشرب من الفم
 ثانيا: هل الأكل والشرب يكون مفطرا وان لم يكن معتادا؟
 ان المرتكز في اذهان عامة المسلمين انه لافرق بين المأكول والمشروب بين المعتاد وغيره
 ولو ادعي الانصراف الى الاكل والشرب المعتاد
 فنقول ان هذا غير تام لان هذا الانصراف ناشئ من كثرة افراد الأكل العادي والاّ فان لفظ الأكل يصدق على اكل الحصى والطين ولفظ الشرب يصدق على شرب السم وعصارة الشجر
 وقد ورد في النصوص النهي عن أكل التراب الاّ تربة سيد الشهداء (عليه السلام) بمقدار حمصة للاستشفاء فهو من الأكل
 ولم يُنسب الخلاف حتى الى غيرنا عدا اثنين الحسن بن صالح وابي طلحة الانصاري فقالا ان الاكل والشرب يصدق على المعتاد فقط ولايصدق على غير المعتاد
 وصاحب المغنى قال لم يثبت مانقل عن ابي طلحة الانصاري من انه يمنع من أكل وشرب المعتاد فقط فيبقى الحسن بن صالح
 وقد ادعى السيد المرتضى في محكي الناصريات الاتفاق على الحكم بأن الأكل والشرب يصدق على المعتاد وغير المعتاد ومع هذا فقد نُسب الخلاف اليه والى ابن الجنيد بأنهما خصصا الأكل والشرب بالمعتادين
 نحن نقول يوجد ارتكاز على عدم الفرق بين المأكول والمشروب العاديين وغيرهما بدليل اطلاق الأدلة كتابا وسنة فالوارد هو المنع من الأكل والشرب من غير ذكر للمتعلق، فان حذف المتعلق وعدم ذكره يدل على العموم
 ثالثا: هل العبرة وصول الأكل والشرب الى الجوف؟
 قال السيد الخوئي لابد ان يمر عن طريق الحلق فلو شرب الماء من الأنف ودخل الجوف فهو شرب وان دخل الماء من تحت الذقن فهو أيضا شرب لأنه يمر عن طريق الحلق اما لو دخل الماء الى المعدة عن طريق ثقب في صدره فهو ليس بشرب لأنه لم يمر عن طريق الحلق وكذا الكلام في الأكل، فالمدار في الافطار هو دخول الأكل أو الشرب عن طريق الحلق
 نعم بالنسبة للحقنة فهي مفطرة وان لم تكن عن طريق الحلق وذلك لورود دليل خاص على كونها مفطرة
 فقال السيد الخوئي فحقيقة الأكل والشرب ليس الاّ ادخال شيئ في الجوف من طريق الحلق وقال في موضع آخر ان العبرة في صدق ذلك بدخول المأكول والمشروب في الجوف من طريق الحلق
 هنا لنا كلام مع السيد الخوئي
 
 
 
 
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo