< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/02/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: تعلم الطب المتوقف على أمر محرم
 فالحرمة ثابتة في صورة عدم الاحترام أما اذا لم يكن مخالفا للاحترام فلا مانع من النظر وذلك للغرض العقلائي المهم
 فالمصلحة المهمة اذا زاحمت محرما احتراميا فتلك المصلحة المهمة تمنع من اطلاق هذه المحرمات الاحترامية فتقييد تلك المصلحة المهمة هذا الاطلاق
 وهذا يرجع الى السيرة العقلائية من القسم الثاني التي توسع من الدليل وقد تضيقه فانها تنقح ظهور الدليل وتجعله خاصا في غير الاحترام فتمنع اطلاقه
 ولكن هذه السيرة لابد فيها من اثبات معاصرة السيرة لزمان النص لان الحجة هو ظهور النص ففي مقامنا بالنسبة للنظر الى عورة المرأة اذا كان بمصلحتها فهي سيرة معاصرة لزمان النص كما في الولادة فهو يحد من اطلاق الحرمة
 أما بالنسبة الى التشريح من قبل الاطباء فهو سيرة عقلائية في زماننا لافي زمان النص فحرمة التشريح تكون مطلقة ولاتخصص بالحاجة لانها ليست معاصر لزمان النص
 فنقول لو كانت السيرة موجودة عندنا ونحتمل وجودها في زمان النص باجراء عدم النقل في اللغة لاثبات حجية الظهور الناشئ من الارتكازات العقلائية فهو، ولكننا نقطع هنا بعدم وجودها زمان النص
 فما قلناه بعنوان حل ثاني من ان السيرة العقلائية تكون كالمخصص اللبي المتصل في دليل الحرمة فتقيده في غير صورة الحاجة هو مقيد بالنسبة للنظر الى عورة المرأة ولايفيدنا بالنسبة الى التشريح لانها سيرة عقلائية معاصرة وليست قديمة
 الاّ ان ندعي ان التشريح المحرم هو مايمثل بالرجل انتقاما وتشفيا بالميت أما في هذا الزمان فالتشريح ليس للانتقام والتمثيل بل هو للطب ولفائدة المجتمع الاسلامي
 وقلنا فيما تقدم ان حرمة تشريح الميت ليست هي بأشد من حرمة الانسان الحي فالميت أقل من ذلك وفرعنا عليه جواز التبرع بالأعضاء بعد الموت بلا كلام لان حرمة الحي أهم وأشد من حرمة الميت
 ولكننا وجدنا في الروايات الصحيحة المعتبرة تقول ان حرمة الميت هي أشد من حرمة الحي ومعه فيبطل هذا التوجيه
 هنا روايتان
 صحيحة ابن أبي عمير عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال قطع رأس الميت أشد من قطع رأس الحي
 وفي خبر مسمع عن رجل كسر عظم ميت فقال (عليه السلام) حرمته أعظم من حرمته وهو حي
 نقول ان هذه الروايات تنظر الى الأشدية من ناحية واحدة لامن جميع النواحي، فأن الحي اذا اعتدي عليه فقد يوجد وجه لهذا الاعتداء بينما الاعتداء على الميت لا وجه له أصلا
 وليس المراد من هذه الروايات ان حرمة الميت أشد من جميع الجهات بحيث تكون دية قطع رأس الميت أشد من رأس الحي مثلا فالأشدية من بعض الجهات
 ثم انه توجد سيرة عقلائية تقول ان حرمة الحي أشد من حرمة الميت وهذه السيرة تقييد هذه الروايات فتكون حرمة الميت أشد من الحي من بعض الجهات لامطلقا
 كما ان هذه الروايات كالروايات القائلة ان درهما من الربا أشد عند الله من سبعين زنية بذات المحرم فهذه الاشدية ليست من جميع الجهات فان الزنى فيه القتل بينما الربا ليس فيه القتل
 واذا لم تفي هذه الردود فنقول لانفهم معناً لهذه الروايات مع التصريح بأن قطع رأس الحي ديته الف دينار وقطع رأس الميت فيه مائة دينار
 بالاضافة الى ان الروايات على ثلاث طوائف
 الاولى: حرمة الميت أعظم من حرمة الحي
 الثانية: حرمة المسلم الميت كحرمة الحي
 الثالث: حرمة الميت مساوية لحرمة الحي
 فالطوائف والألسنة مختلفة
 ونحن نبقى نصر على ان حرمة الحي أشد من حرمة الميت لوضوحها عند العقلاء والارتكازات
 
 
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo