الموضوع: تعلم الطب المتوقف على أمر محرم

 الكلام فيما اذا توقف تعلم الطب على المحرم ولاتوجد أشياء محللة كالنظر الى المرأة أو الى عورتها من قبل الرجل وبالعكس أو كون تعلم الطب متوقف على تشريح الميت المحرم

 فهل نقول بجواز تعلم الطب وان توقف على الامور المحرمة أو نمنع من تعلم الطب ولانجيز الامور المحرمة؟

 قلنا توجد أجوبة لاتفي بالمقصود

 الاول: اذا كان تعلم الطب واجبا كفائيا فعندها يجوز تعلم الطب وان توقف على الامور المحرمة لان التعلم واجب كفائي تتوقف عليه حفظ النفوس

 وقد ذكر السيد الخوئي هذا الجواب في منية المريد وهكذا في صراط النجاة

 والجواب ان هذا الجواب لايلبي طلب المجتمع لانه لابد من تشخيص ان تعلم الطب عليّ مثلا واجب كفائي ومع الشك في كون تعلم الطب واجب كفائي باعتباره حاجة اجتماعية يصعب التمييز بوجوبها

 ثم انه حتى لو كان واجبا كفائيا فان السيد الخوئي يقول اذا كان النظر مقدمة لحفض النفوس في المستقبل مع ان تعلم الطب ليس لحفظ النفوس فقط بل لازالة الألم وسرعة الشفاء وحفظ النفوس وغير ذلك

 الثاني: يجوز تعلم علم الطب وان توقف على المقدمات المحرمة لعلمنا بان الشريعة لاترضى بالمسلم ان يكون متخلفا عن التطورات والكمالات وركب الحضارات

 والجواب وان شخصنا الوجوب الكفائي الاّ انه ماهي حدود تلك الفنون والكمالات فهل يشمل الوجوب كل الكمالات أو بعضها كما في الكمالات الموسيقية والرقص والشعبذة وغير ذلك فما هي الحدود التي يريد الاسلام عدم تخلف المسلمين عنها

 فيعود الاشكال الاول وهو ان ترجيح الأهم على المهم في هذا الاشكال الاجتماعي مشكل

 الثالث: التمسك بقاعدة الاشتغال لتشخيص الوجوب الكفائي على المجتمع ونقول بالوجوب الكفائي على المجتمع

 بأن نقول ان تعلم الطب واجب وجوبا كفائيا على المجتمع بمعنى ان الوجوب متوجه للمجتمع الاسلامي ومع الشك في وجود من به الكفاية من الأطباء فنشك في فراغ ذمة المجتمع فنتمسك بقاعدة الاشتغال

 وحينئذ فاذا توقف هذا الوجوب على أمر محرم كالتشريح أو النظر الى العورة فيقدم الأهم وهو الوجوب الكفائي على المهم

 والجواب نقول لابد من الرجوع الى معنى الوجوب الكفائي فانه ليس توجه الوجوب الى المجتمع بل هو يعني الوجوب على تقدير ترك الآخر له أي توجه التكليف اليّ لا الى المجتمع

 ومعه فيكون الشك هنا شك في أصل التكليف وفيه يكون مجرى البرائة

 حتى لو فرضنا ان الواجب الكفائي قد فسر بالوجوب المتوجه الى المجتمع لكن ماهو مقدار الأهمية الذي يقدم على حرمة مقدمات الطب المحرمة

 الرابع: التمسك بالاستصحاب لتشخيص موضوع الوجوب الكفائي بان نستصحب عدم كفاية الاطباء لسداد حاجة المجتمع

 وهذا استصحاب لموضوع الوجوب الكفائي

 والجواب ان الحرمة بالنسبة للنظر الى العورة أو الى التشريح نشأ من الامارات والامارات تقدم على الاستصحاب

 فهذه الاجوبة غير تامة لاثبات المطلوب