< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/10/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الهندسة الوراثية

 قلنا ان الاصل في كشف سر المريض الى الاخرين الاصل فيه عدم الجواز اما لانه ينافي كرامة الانسان او ان اذاعة السر عيب وكشف العيب هو غيبة أو ان كشف السر محرم لانه يوجب اذية صاحب السر فكشف السر محرم بهذه الادلة الثلاثة

 وفي امريكا عام 1994م قد اخضعوا السود الى فحص جيني لمرض معين وهو مرض المنجلية فان الانسان اذا كان حاملا لهذا المرض لكنه ليس بمريض فاذا تزوج بامرأة غير حاملة لهذا الجين فالذرية تكون سالمة ولكن اذا تزوج بامرأة حاملة لهذا المرض فان ربع الذرية على مستوى السكّان سوف تصاب بهذا المرض وهو مرض المنجلية، وبعد الفحص تبين ان فيهم المنجلية اكثر من البيض وقد اشاعوا ان هؤلاء يحملون جين المنجلية

 وعليه فقد منعوا السود للكثير من الاعمال

 منها: الضيافة في الطائرات

 ومنها: ان شركات التأمين بدأت رفض التامين لهؤلاء السود

 ومنها: رفضت القوّة الجوية استخدام هؤلاء السود لحملهم لهذا الجين

 كما ان بعض علماء الجينات الوراثية اعلنوا انه من الافضل ان يمنع السود من الانجاب

 بينما هناك مرض يسمى تيساك وهو عبارة عن شلل وصرع وعمى ووفات في الطفل قبل العامين وهذا المرض يصيب اليهود من اصل اشكنازي اي قوقازي فقد تم فحص اكثر من مليون يهودي في الولايات المتحدة لمعرفة الحاملين لهذا الجبن بصورة اختيارية لكنه من دون اي تمييز وهذا مرض من الامراض

 بينما المنجلية ليس بمرض وهذا السبب جعل السود يظهرون العداء للبيض في بعض الاحيان، مع انه قد تتحق طفرات فلايصاب بالجين اولايوجد المرض أو لادليل على ان هذا المرض على شدته فيقضي على المصاب أو ان الطفرة قد تؤدي الى حصول هذا الجين في السليم منه

 فاذا كانت الفحوصات تدل على الايجابية بالمرض فلابد ان تكون سرية لان اذاعة هذا المرض تعرض كرامة الانسان للخطر وتمنعه للكثير من الوظائف وتأذيه فلابد من سرية هذا البحث

وقلنا هناك استثناء لهذه الحرمة

الاول: التزاحم بين حرمة افشاء السر ووجوب افشائه وكانت المفسدة في الستر اكثر من المفسدة في الافشاء بان كان في الكشف مصلحة لتضرر المجتمع فهنا يجوز كشف السر بل يجب الاخبار بذالك

الثاني: لو كان كشف السر يوجب عدم تفاعل المرض بحيث ان لم يكشف السر فالمرض سوف يتفاعل بحيث يؤدي الى خطر عظيم فهنا يجوز او يجب كشف السر حتى لايؤدي الى تفاحل المرض المؤدي الى هلاك المصاب

الثالث: استشارت الطبيب واستنصاحه، فلابد للطبيب ان يكشف سر المريض للمستنصح فان عدم الكشف هو خيانة للمستشير والخيانة لاتجوز

الرابع: اذا استدعي الطبيب للقضاء للاشهاد حول مرض معين فلابد هنا للطبيب من افشاء السر لوجوب الادلاء بالشهادة ويكون ادلاء الشهادة حاكما على حرمة افشاء السر

الخامس: اذا كان كشف السر لدفع الاتهام الموجّه الى الطبيب بالتقصير في المهنة، فهنا للطبيب كشف السر للدفاع عن نفسه ورفع التهمة عنه

السادس: اذا كان كشف السر فيه فساد وافشاء السر فيه مصلحة والمصلحة متساوية مع المفسدة ولابد من احدهما فهنا يجوز له ان يكشف السر او لايكشف

السابع: اذا كان افشاء السر يحول دون ارتكاب جريمة كأن يكون المرض عقليا فهنا يجوز كشف السر بل يجب

 وهذه موارد سبعة لجواز كشف سر المريض وهي استثناء من القاعدة

 ولكن هذا الكشف يتحدد بحدود معينة كالادلاء بالشهادة امام الحاكم في المحكمة أو اخبار السلطان فقط أو اخبار ذوي المريض بالقدر الواجب لا الاعلان عنه في الصحف والجرائد وغير ذالك

ماهي العقوبات على من كشف سر المريض؟

الجواب ان العقوبات منوطة بيد الحاكم الشرعي فقد يكون تأنيب فقط وقد يكون في عدم مزاولة المهنة لمدة معينة وقد يكون في الحبس أو الضرب وقد يكون تعويضا لما الحق بالمريض وسمعته

لو كانت الجينات مريضة فهل يكون هذا مسوغ للحرمان من العمل؟

الجواب هناك امراض فعلية كما انه هناك امراض يتوقع اصابة الانسان بها في سن الاربعين او الخمسين

 بالنسبة للامراض الفعلية كالسكري فهي لاتنقص الاهلية للانسان بل حتى امراض الموت لاتعدم الاهلية للانسان في العمل

 نعم يضع الشرع تحفظا على مرض الموت لحفظ حقوق الاخرين من الدائنين وحقوق الورثة

 ومرض الموت هو المرض الذي يزداد بصاحبه الى ان يصل الى الموت، فيراقب صاحبه في المعاملات التي فيها تبرع ضمني او صريح او المحابات كأن يبيع المعمل الذي قيمته مليون يبيعه بربع القيمة فيضع الشارع تحفظا على تصرفاته باكثر من الثلث

 نعم اذا كانت الامراض الفعلية قد اصابت احد الزوجين فيكون للزوج الاخر حق الفسخ كالجنون و العنن و الجذام، اما غير هذه الامراض التي اعطت للزوج الاخر حق الفسخ فلاتعدم هذه الامراض اهلية الانسان من العمل أو الوظيفة

 هذا كله في المرض الفعلي في الانسان

 أما المرض الذي يتوقع ان يصيب الانسان فيما بعد فلاعبرت فيه اصلا اذ كل انسان هو عرضة لطرو شتى الامراض عليه

 نعم العمل اذا كان بحاجة الى قوة الانسان كان يكون مستاجرا على عمل جسدي وعضلاني أو كون العمل متوقف على امانته وكان هذا الانسان مريضا أو كان لا أمانة له وقلنا ان الخيانة مرض من الامراض فهذا يمنع من العمل او الوظيفة لان هذا الانسان لايملك متطلبات العمل

 اذاً قرائة الجينوم ومعرفة الخريطة البشرية لايجوز ان تكون مؤثرة على عمله الوظيفي أو غير الوظيفي وان كانت القرائة للجينوم قد تكشف عن قابلية الشخص لمرض يعيق عمله في المستقبل

 بقي عندنا المفاسد الاجتماعية لقرائة الجينوم

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo