< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/06/19

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الاستتئآم والاستنساخ

 قلنا ان الاستنساخ الذي جوز اذا كان بصورة لا تؤدي الى اخلال النظام، كما انه حرام اذا اقتضى اخلال النظام لانه خلاف حكمة الله البالغة في جريان اختلاف الالسن والالوان

 فقد يقال لماذا تحرمون الاستنساخ اذا كان واسعا لانه ذو منافع علاجية سيما ما يتعلق بالعقم فهنا نعمل لهم طفلا مستنسخا كما ان فيه مضار لاخلاله للنظام العام

 فلماذا تحرّمونه بصورة واسعة فان فيه منافع وفيه مضار فلابد من ملاحظة الامرين ثم بعد ذالك ناخذ القرار

والجواب ثبت ان في وجود الاستنساخ البشري بصورته الواسعة مخاطر اذا طبق بصورة واسعة لان فيه ضرر على البشرية وهو اختلال النظام وهذا هو الحرام

 اما استنساخ نسخة واحدة فقط فهو ليس حراما لانه لايؤدي الى اخلال النظام وهو امر جائز

لايقال ان دليل عدم الاقدام من باب ان دفع المفسدة اولى من جلب المصلحة

فانا نقول ان قاعدة دفع المفسدة اولى من جلب المصلحة اذا جرت فانها تجري في صورة تزاحم حرام مع واجب ففي الحرام مفسدة ملزمة توجب الحرمة وفي الواجب مصلحة ملزمة ولم يتمكن المكلف من امتثالهما

 فالدخول في ارض الغير وافساد الزرع هو مفسدة ملزمة توجب التحريم وانقاذ الغريق فيه مصلحة فاذا تزاحما ولم يتمكن المكلف من ترك الحرام وفعل الواجب فهنا ياتي الكلام وهو هل ان ترك المفسدة اولى من ترك المصلحة

 اما ما نحن فيه فهو فعل واحد وهو الاستنساخ قد تطابق عليه عنوانان عنوان المنفعة وعنوان المضرة فهذه القاعدة لاتاتي هنا

 كما ان تلك القاعدة غير صحيحة لعدم وجود دليل عليها ففي بعض الاحيان نرى ان الواجب اهم فنفعل المفسدة لانقاذ الغريق وفي بعض الاحيان يكون ترك المفسدة اولى فالقاعدة تختلف باختلاف الموارد

 ثم ان هذا الكلام من انه لابد من الموازنة بين المنافع والمضار فهذا قانون يعمل به في اصول الفقه لتقديم المصلحة المهمة فهذا في خصوص ماكان واجب المنفعة والمضرة حكم حرام فياتي قانوان التزاحم فيقول خذ بالاهم واترك المهم وهو قانون التزاحم

 وياتي قانون التزاحم ايضا في الفعل الواحد كالاستنساخ الذي فيه فائدة لعلاج العقم وفيه ضرر لاخلال النظام وقلنا بجواز اجتماع الامر والنهي ففائدة العلاج فيها امر او فائدة الاستنساخ لدوام واستمرار الينبوع البشري فهو واجب وفيه ضرر لانه يوجب اخلال النظام فهو حرام فياتي قانون التزاحم ويقول خذ بالاكثر منفعة وهو الاهم، ومع وجود الطريق العادي وهو التلاقح الجنسي فهو يوجب بقاء الينبوع البشري فيقدم على الاستنساخ لان الاستنساخ يؤدي الى اخلال النطام

 ثم اننا جوزنا الاستنساخ الذي ليس فيه ضرر اما لو كان في الاستنساخ ضرر على المستنسخ فلايجوز الاستنساخ لقانون لاضرر ولاضرار

 ثم انه لابد من تطبيق الاستنساخ على الحيوانات كثيرا والوقوف على مشاكل الاستنساخ ورفع المشاكل المحتملة وذالك للاطمئنان بان الاستنساخ على الانسان لايؤدي الى الضرر على هذا المستنسخ

 ثم اننا اذا اخذنا خلية من جسد الزوج ووضعت في بويضة زوجته منزوعة النواة فوجدت نسخة مماثلة للزوج

فهنا يوجد سؤالان

السؤال الاول: هذه الخلية من الزوج والبيضة من الزوجة المنزوعة النواة لو حفظناها في التبريد ولم نضعها في رحم المراة فهنا لو مات الزوج في هذه الاثناء ثم بعد ستة اشهر من موته وضعناها في رحم المراة، وبعد فترة تسعة اشهر لو جاء المولود وهو قد تولد بعد سنة ونصف من وفاة والده

 فهل هذا يستحق ارثا من ابيه او لايستحق؟

السؤال الثاني: انه لو فرضنا ان كل من الاب والام قد توفيا معا ووضعنا هذه الخلية في رحم امراة اخرى

 فهل يرث هذا من امه وابيه؟

اما الاول: وهو ان الخلية وضعت في رحم امه فهو يرثها ولايرث ابيه على كل حال لانه ليس من مائه فهو ليس ابيه بينما الام هو قد خلق من مائها فيرثها

 ولو قال عالم من العلماء ان ابوه هو صاحب الخلية فهنا ايضا نقول انه لايرث من الاب لان ادلة الارث دلت على ان الولد الذي هو موجود في حياة الاب في بطن امه بشرط ان يولد حيا بينما هذا عندما مات ابوه لم يكن الجنين في بطن امه

 فحتى من يقول ان الاب هو صاحب الخلية الاّ ان هذا الطفل لايرث من ابيه

واما الثاني: وهو لو مات الاب والام ووضع في رحم امراة اخرى فهنا لايستحق ارثا من امه لعدم كونه ولدا في حياتها ولو على مستوى كونه جنينا فلاتشمله ادلة استحقاق الارث

 ثم انه ماهي المسؤلية بالنسبة الينا كافراد ومجتمعات امام تطبيق الاستنساخ

 فلو كان استنساخ نسخة واحدة فقلنا هو جائز مع عدم حصول الضرر على النسخة لانه لايؤدي الى اخلال النظام

 فمسؤليتنا امامه ان لانحرم العقماء من الحصول على نسخة ان لم يحصل منه ضرر على النسخة

 اما مسؤليتنا امام الاستنساخ الواسع والمتعدد فهو الدفع والمنع منه لانه اقدام على اخلال النظام فلابد من المنع ولو بالقوة والعقوبات المالية للوقوف امامه

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo