< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/03/19

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: مشاكل السوق الاسلامية.

 كان الكلام في المشكلة الخامسة من مشاكل السوق الاسلامية وهي ان الاسلام يريد ان يجر المسلمين من التمويل بفائدة الى المضاربة والمزارعة والمشاركة والانتاج الذي يؤدي الى زوال الفقر وتشغيل الايدي العاملة فيقول لاتقرض بفائدة بل شارك الناس في العمل من مضاربة ومساقاة ومزارعة ولكن المشكلة في هذه العقود هي عقود امانة فهي تبتني على ان المشارك امين ولا يخون ولكن الواقع الخارجي هو خلاف هذا فالخيانة في المضاربة والمزارعة والمساقة هي من الامور العادية فالمشكلة في امانة العامل والمشارك، هذا في عقود الامانة.

 واما البنوك الربوية فلايهتم بصدق الزبون وعدمه بل المهم عنده ان يكون الطرف غنيا وان تكون عنده ضمانات كافية، فاثبات ملائة الطرف وكون عنده ضمانات هما شرطان لاعطاء المال في البنوك الربوية.

 ولكن المشاركة والمضاربة والمساقاة تعتمد على الصدق والامانة مع انه في الواقع الخارجي نرى القليل من الناس من يلتزم بالتقوى وبالشرع فلا يمكن الاعتماد عليه ولايمكن الاطمئنان به، فكيف نحل المشكلة في هذ المشاركات ؟

 فنريد ان يكون العامل للمشاركة والمضاربة والمساقات امين وصادق ومتقي، والواقع ان تطهير النفس ليس باستطاعتنا ولكن يمكن ان نفعل شيئا يوجب التزام المشارك بالامانة لاخوفا من الله بل تخويفاً من العواقب وتطميعا بالربح.

هنا ثمانية نقاط توجب الالتزام بالأمانة:

اولاً: اذا ثبت خيانة المعاملة في المضاربة او ثبت كذبه اي ان السلعة التي تطلب بعشرين يبيعها لصديقه بعشرة وهذه هي الخيانة لانه لم يعمل لصالح المال بل عمل لصالح صديقه، او كذب كما لو ربح مليون فيدعي انه ربح سبعمائة، او اعطى معلومات غير صحيحة كما لو اشترى من شركة بضاعة بقيمة خمسة ملايين وكان قانون الشركة اعطاء هدية لمن يشتري منها بمقدار خمسة ملايين فلابد من اعطاء هذه الهدية لصاحب مال المضاربة ولكنه لايعطيه الهدية، فاول شيئ نقوله في عقد المضاربة او المزارعة اذا ثبت كذب العامل فان حصته من المضاربة تنتقل من النصف الى الربع، وهذا سيؤدي الى الامانة خوفاً من العقاب بتنقيص الحصة لكن تبقى نفسه غير طاهرة.

ثانياً: نشترط على المضارب ان يسجّل كل ما يعمله وان يسجّل المتعامل معه ايضا كل ماتم معاملته ومع التدوين والتسجيل فان الخيانة المحتملة ستظهر وتتضح، يقول مدير عام بنك فيصل الاسلامي في السودان طبقنا هذه النقطة فارتفع الربح من خمسة بالمائة الى ثمانية عشر بالمائة.

ثالثاً: فرض عقوبة على المماطل في رد رأس المال او المماطل في دفع الارباح حسب ما اتفق عليه، وهذا شرط جزائي وصحيح باعتبار ان المضاربة عندما ينتهي وقتها فلابد من رد الاعيان والاموال فان لم ترد فعليك شرطا جزائيا.

رابعاً: نحفزّ العامل الى الامانة بان يعمل بدقة واخلاص، فنقول ان الارباح اذا كانت اكثر من عشرين بالمائة فالزائد على العشرين بالمائة يكون للعامل، وهذا الشرط يوجب تحفيز العامل على الامانة والاخلاص في العمل.

خامساً: اذا كانت ألارباح ادنى مما توقعته الدراسات بدرجة غير مقبولة لدى السوق، كما لواشترى الحنطة وادعى ان ربحة خمسة بالمائة مع ان الدراسات تقول ان الربح هو اربعة عشر بالمائة، فيقول له اذا ظهرت امارات على ان الربح أقل من السوق فسوف أتدخل ويكون للعامل أقل الأمرين من الاجرة السوقية والمقدار المتفق عليه، وهذا الشرط نافذ من طرف صاحب المال وليس فيه ما يخالف شروط العمل.

سادساً: ان تكون نسبة الربح متدرجة كأن يقال اذا حصلت العملية على ربح عشرة بالمائة فلك ثلث العشرة، واذا تحقق ربح عشرون بالمائة فلك النصف، واذا حصل الربح بمقدار خمسة وعشرون بالمائة فيكون لك أكثر من النصف مثلاً وهكذا، وهذا شرط جائز وصحيح باعتبار ان الحصة من الارباح هي الثلث مهما كانت الارباح ولكن عند حصول الربح المتوقع فلك الثلث واذا صار الربح اكثر من المتوقع فان الحصة هي أيضا الثلث ولكنني أتنازل من حصتي لك واعطيك اكثر من الثلث.

سابعاً: نشترط ان تكتب لائحة باسماء المضاربين الجيدين وغير الجيدين وتنشر في الاعلام، فان العامل الخائن سوف يصعب عليه الحصول على عمل نتيجة هذا الشرط لانه سيصنف ضمن غير الجيّدين، ومعه فلايقدم العامل على الخيانة بل يسعى للعمل باخلاص وجد وامانة، اما الامين الملتزم فيعلم انه سيستفيد من امانته وصدقه.

ثامناً: ان يؤخذ من المضارَب وهو العامل يؤخذ منه رهن وفي حالة تعديه وتقصيره فسيتصرف صاحب المال بالرهن، فان كان العامل صادقا فانه سوف يعطي الرهن والامانة وان لم يكن صادقا فانه سوف لا يعطي الرهن وسيتلكأ في تقديم الرهون والضمانات.

 هذه الامور الثمانية تخفف من المشكلة إمّا خوفا من العقاب او طمعاً في الحصول على ربح اكثر، لكنها تبقى غير جديرة بتطهير نفس العامل ونزاهته التي يسعى اليها الاسلام.

 تبقى مشكلة للسوق الاسلامية وهي مشكلة تمويل الحكومة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo