< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ باقر الايرواني

بحث الفقه

40/07/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- بيع الفضولي– شروط المتعاقدين.

وهذا المقدار الذي توحي به عبارة السيد الخوئي(قده) شيء ناقص إذ الاشكال عليه واضح:- فإنَّ طريق النجاشي(قده) أيضاً يشتمل على الزبيري كطريق الشيخ الطوسي(قده ، فكلاهما يرويان عن ابن عبدون عن الزبيري عن ابن فضّال ، فإذاً لم نصنع شيئاً ، والذي ينفعنا هو أن نفترض أنَّ الواسطة في طريق النجاشي بين ابن عبدون وبين ابن فضّال هو شخص آخر غير الزبيري ، والمفروض أنَّ الواسطة هي الزبيري ، فعادت المشكلة كما هي.

ولأجل التخلص من هذا الاشكال يلزم أن يذكر تتمة:- وهي أنَّ النجاشي(قده) صحيح أنَّ له طريقاً إلى ابن فضّال من خلال ابن عبدون عن الزبيري عن ابن فضّال كما هو طريق الشيخ الطوسي(قده) إلا أنَّ النجاشي ذكر طريقاً آخر إلى ابن فضّال ليس فيه الزبيري ، ولكن فيه مشكلة أخرى ، وهي أنَّ النجاشي لا يروي عن ابن عبدون ، يعني أنَّ هذا الطريق الجديد للنجاشي لا يبتدئ بابن عبدون وإنما يبتدئ بـ ( محمد بن جعفر في آخرين[1] ) ، فإذاً هذا الطريق ليس فيه الزبيري ولكنه لا يبتدئ بابن عبدون ونحن نريد طريقاً يبتدئ بابن عبدون وليس فيه الزبيري ، أما إذا لم يكن فيه ابن عبدون وإنما الموجود فيه هو محمد بن جعفر فهذا صار شيخاً آخر غير ابن عبدون ، فلذلك حاول (قده) الاستعانة بهذا الطريق الجديد الذي هو ( محمد بن جعفر عن ابن عقدة ) ، وافترض الآن أنَّ محمد بن جعفر ثقة لأجل أنه من مشايخ النجاشي ، فحينئذٍ كيف نستعين بهذا الطريق الجديد ؟

وقد استعان(قده) كتاب النكاح بهذا الطريق وذكر ما حاصله:- أننا نضم مقدمةً جديدة وذلك بأن نقول: إنَّ ظاهر نقل النجاشي عن شيخيه - فهو مرة ينقل عن ابن عبدون وأخرى ينقل عن محمد بن جعفر - أنَّ ما وصله بهذا الطريق من روايات ابن فضّال قد وصله بالطريق الثاني أيضاً.

ولكنه لم يثبت ذلك ولكن نحن نساعده ونقول:- لو كان هناك خلافٌ بين النسختين لأشار إليه ، فسكوته يدل على عدم الاختلاف بينهما.

إما بهذا التقريب أو بتقريبٍ آخر.فإذا ضممنا هذه المقدمة وثبت بها أنَّ ما وصل بأحد الطريقين قد وصل بالطريق الثاني - هذا بالنسبة إلى النجاشي - نضم تلك المقدمة الني ذكرناها وهي أنَّ ما وصل إلى النجاشي بطريق ابن عبدون قد وصل إلى الشيخ أيضاً من خلال ابن عبدون ، ومن الواضح أنَّ ابن عبدون مشترك ، ففي المقدمة الأولى ذكرنا ابن عبدون ، وفي المقدمة الثانية ذكرنا ابن عبدون أيضاً ، فصارت عندنا مقدمتان أحداهما ( إنَّ كل ما نقله الشيخ الطوسي بطريق ابن عبدون عن ابن الزبير عن ابن فضّال قد نقله النجاشي أيضاً عن ابن عبدون عن ابن الزبير عن ابن فضّال ) ، وثانيهما ( إنَّ كل ما نقله النجاشي بطريق ابن عبدون الذي هو أحد طريقيه إلى روايات ابن فضّال قد وصله من طريق محمد بن جعفر الذي هو طريق معتبر ) ، والنتيجة هي أنَّ ما وصل إلى الشيخ الطوسي(قده) من خلال ابن عبدون عن الزبيري عن ابن فضّال هو نفس الواصل إلى النجاشي(قده) بطريق محمد بن جعفر عن ابن عقدة الزيدي الثقة عن ابن فضّال ، وقد ثبت المطلوب.

قال الشيخ الطوسي(قده) في الفهرست في ترجمة ابن فضّال بعد أن ذكر كتبه:- ( أخبرنا بكتبه قراءةً عليه أكثرها والباقي اجازة أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير سماعاً واجازةً عن علي بن الحسن بن فضّال )[2] ، وقال النجاشي(قده) في ترجمة ابن فضّال بعد أن ذكر كتبه:- ( قرأ أحمد بن الحسين[3] كتاب الصلاة والزكاة ومناسك الحج والصيام والطلاق والنكاح والزهد والجنائز والمواعظ والوصايا والفرائض والمتعة والرجال على أحمد بن عبد الواحد في مدّة سمعتها معه وقرأت أنا كتاب الصيام عليه في مشهد العتيقة [ العقيقة ] عن ابن الزبير عن علي بن الحسن وأخبرنا[4] بسائر كتب ابن فضّال بها الطريق وأخبرنا محمد بن جعفر في آخرين عن أحمد بن محمد بن سعيد[5] عن علي بن الحسن بكتبه ) ، فإذاً صار للنجاشي طريقان كما أوضحنا.

أما السيد الخوئي(قده) فقد ذكر الاستعانة بهذا الطريق الثاني في كتاب النكاح والذي هو طريق محمد بن جعفر الذي هو بيت القصيد والعمود الفقري.

[1] والظاهر أنَّ ( آخرين ) هو اسم منطقة.
[3] وهو أحمد بن الحسين بن الغضائري.
[4] يعني أحمد بن عبد الواحد بن عبدون.
[5] وهو ابن عقدة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo