< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

41/04/14

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: 15تتمة الإسراء

﴿وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[1]

على ما يقوله المفسرون ان السائل في هذه الآية هم المشركون المنكرون للقيامة

و قيل في تسمية الروح سمي روحا لأنها تشبه الريح في انها متحركة و غير مرئية وفي الانسان قد يطلق على النفس و لعل الفارق في مورد استعمال العنوانين ان الروح انما يطلق اذا اردنا ان نتحدث عن الشيئ الذي هو في مقابل الجسم والبدن و يطلق النفس عندما نريد ان نتحدث عن ما هو راكب على البدن و الجسم .

قال في المجمع: اختلف في الروح المسئول عنه على أقوال (أحدها) أنهم سألوه عن الروح الذي هو في بدن الإنسان ما هو و لم يجبهم و سأله عن ذلك قوم من اليهود عن ابن مسعود و ابن عباس و جماعة و اختاره الجبائي و على هذا فإنما عدل النبي ص عن جوابهم لعلمه بأن ذلك أدعى لهم إلى الصلاح في الدين و لأنهم كانوا بسؤالهم متعنتين لا مستفيدين فلو صدر الجواب لازدادوا عنادا و قد قيل إن اليهود قالت لكفار قريش سلوا محمدا عن الروح فإن أجابكم فليس بنبي و إن لم يجبكم فهو نبي فإنا نجد في كتبنا ذلك فأمر الله سبحانه بالعدول عن جوابهم و إن يكلهم في معرفة الروح إلى ما في عقولهم ليكون ذلك علما على صدقه و دلالة لنبوته (و ثانيها) أنهم‌ سألوا عن الروح أ هي مخلوقة محدثة أم ليست كذلك فقال سبحانه «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» أي من فعله و خلقه و كان هذا جوابا لهم عما سألوه عنه بعينه و على هذا فيجوز أن يكون الروح الذي سألوا عنه هو الذي به قوام الجسد على قول ابن عباس و غيره أم جبرائيل (ع) على قول الحسن و قتادة أم‌ ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك على ما روي عن علي (ع) أم عيسى (ع) فإنه قد سمي بالروح (و ثالثها) أن المشركين سألوه عن الروح الذي هو القرآن كيف يلقاك به الملك أو كيف صار معجزا و كيف صار نظمه و ترتيبه مخالفا لأنواع كلامنا من الخطب و الأشعار و قد سمى الله تعالى القرآن روحا في قوله وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فقال سبحانه قل يا محمد إن الروح الذي هو القرآن من أمر ربي أنزله دلالة علي دلالة نبوتي و ليس من فعل المخلوقين و لا مما يدخل‌ في إمكانهم و على هذا فقد وقع الجواب أيضا موقعه و أما على القول الأول فيكون معنى قوله «الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» هو من الأمر الذي يعلمه ربي و لم يطلع عليه أحد.

و اختلف العلماء في ماهية الروح فقيل إنه جسم رقيق هوائي متردد في مخارق الحيوان و هو مذهب أكثر المتكلمين و اختاره الأجل المرتضى علم الهدى قدس الله روحه و قيل جسم هوائي على بينة حيوانية في كل جزء منه حياة عن علي بن عيسى قال فلكل حيوان روح و بدن إلا أن منه من الأغلب عليه الروح و منه من الأغلب عليه البدن و قيل إن الروح عرض ثم اختلف فيه فقيل هو الحياة التي يتهيأ به المحل لوجود القدرة و العلم و الاختيار و هو مذهب الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (ره) و البلخي و جماعة من المعتزلة البغداديين و قيل هو معنى في القلب عن الأسواري و قيل إن الروح الإنسان و هو الحي المكلف عن ابن الإخشيد و النظام و قال بعض العلماء إن الله تعالى خلق الروح من ستة أشياء من جوهر النور و الطيب و البقاء و الحياة و العلم و العلو أ لا ترى أنه ما دام في الجسد كان الجسد نورانيا يبصر بالعينين و يسمع بالأذنين و يكون طيبا فإذا خرج من الجسد نتن الجسد و يكون باقيا فإذا فارقه الروح بلي و فنى و يكون حيا و بخروجه يصير ميتا و يكون عالما فإذا خرج منه الروح لم يعلم شيئا و يكون علويا لطيفا توجد به الحياة بدلالة قوله تعالى في صفة الشهداء بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ و أجسامهم قد بليت في التراب.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo