< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

41/03/29

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: 13تتمة الإسراء

انتهينا في الاسابيع الماضية عن البحث في الآية 82 من سورة الاسراء واليوم معكم للبحث في الآية 83 وهي قوله تعالى: ﴿وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأى‌ بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً﴾ [1] (83الاسراء) وقال في سورة فصلت نفس ما في الآية الا ورد في ذيلها: "فذو دعاء عريض"

بعد ما ذكر الله تعالى في الآية السابقة نسبة الفرقتين الى القران من المؤمن والظالم فالأولى تكتسب الشفاء والرحمة والثانية تكتسب الخسارة. بين طبيعة الانسان لو خلي وطبعه. كما قال: "إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى"، وقال: "ان الانسان لفي خسر" و قال: خلق الانسان ضعيفا" وقال: "و اذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كان لم يدعنا الى ضر مسه"(يونس12) وقال: "و لئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها عنه انه ليؤوس كفور"(هود9) وقال: "إن الإنسان لظلوم كفار"(ابراهيم34) وقال: "و يدع الانسان بالشر دعائه بالخير و كان الانسان عجولا" وقال: "قتل الانسان ما اكفره"(عبس17)

اعرض بمعنى انصرف و حول وجهه عنه و المستفاد من سياق الآية ان المعرض عنه هو الله، ونأى اي ابعد و بإضافة جانبه يصير كناية عن التكبر والترفع، واذا مسه كناية عن اقل اصابة من الشر،

هنا نقطة ينبغي ان نقف عندها وهي ان الله اسند النعمة الى نفسه و جعل فاعل المس نفس الشر وعند التأمل نعرف ان النعمة امر وجودي خالقه الله ولكن الشر بما هو شر امر عدمي مضاف ولكن الامر الذي يسمى شر ليس في ذاته شراً مثلا ان الزلازل والعواصف ولو تكون خسارة في النفوس والاموال بالنسبة الى المنكوبين ولكن بالنسبة الى مجموعة الكون فيها بركات بل هي جزء من النظام الاصلح و حتى بالنسبة الى المنكوبين هي فرصة لتعالي الروح والوصول الى الكمال اذا صبروا وشكروا. قال تعالى: "واما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن، واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن، كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث اكلا لما وتحبون المال حبا جما"

قال في الامثل: (و ممّا ذكرنا تظهر الإجابة على سؤال، و هو: إنّ الآيات التي نبحثها تصف حال مثل هؤلاء الأشخاص عند الصعوبات و الشدائد ب «يؤوس» في حين أنّ آيات أخرى مثل الآية (65) من سورة العنكبوت تصفهم بأنّهم‌ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‌ و هي دلالة على غاية التوّجه نحو الخالق عزّ و جلّ؟

في الواقع ليس ثمّة من تضاد بين هاتين الحالتين، بل إنّ إحداهما هي بمثابة مقدمة للأخرى، فهؤلاء الأشخاص عند ما تصادفهم المشكلات ييأسون من الحياة، و هذا اليأس يكون سببا لأنّ تزول الحجب عن فطرتهم و يلتفتون لخالقهم العظيم). ولکن أظن ان الموضوع يختلف في الطائفتين من الآيات فالآيات التي تذكر حال الانسان من توجهه الى الله يكون لما فيه الخوف الشديد من الموت. والآيات التي تصف الانسان عند ما يصيبه بعض الشرور بانه يؤوس قنوط الحالات التي فيها البؤس والشقاء والحرمان من ملذات الحياة


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo