< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

40/09/05

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : سورة لقمان

﴿الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى‌ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)﴾[1]

بعد ما طرح الآيات الخمس الاولى من السورة منطلق المحسنين و ممشاهم و غايتهم وصف حالة قسم من الاشقياء فقال:

﴿ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَ إِذا تُتْلى‌ عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7)﴾[2]

قد تحدثنا في الليلة الماضية حول الآية فوقها و ذكرنا بعض مقالات المفسرين في المراد من لهو الحديث و شأن نزول الآية، و الليلة نريد ان نركز على بعض النقاط التي تساعدنا في فهم الآية بصورة أدق واعمق.

اولاً : قال تعالى من الناس الذي هو عنوان شامل و لم يُعيّن صنفاً خاصاً منهم، كالمؤمنين او الكفار او المشركين او الذين كذا او كذا لعل السر في ذلك ان الانسان لو خلي وطبعة يميل الى ما يلهوه ويحتاج الى الواقي من المنبهات والعبر للخروج عن هذه الحالة

ثانياً : قال: من يشتري لهو الحديث ولم يقل يأتي او يلهو في القول اشارة الى التعمد والاصرار على ذلك حتى يصرف في سبيله المال .

ثالثاً : اللام في ليضل يحتمل احد الامرين: أن يكون للعلة فمعناه ان الداعي للذي يشتري لهو الحديث هو اضلال الناس. و يحتمل ان يكون للغاية أي ينتهي فعله الى اضلال الناس عن سبيل الله

رابعاً : و ضمير المؤنث في يتخذها اما يعود الى آيات مذكورة في مفتتح هذا المقطع من الآيات وهذا ما عليه المشهور فيكون يتخذ مرفوعا لأنّه مبتدأ في جملة مستأنفة، واما يعود الى سبيل الله فان مفردة سبيل فيها تأنثٌ فيجوز فيها الضمير المذكر والمؤنث كما قال الله "قل هذه سبيلي ادعوا الى الله انا ومن اتبعني" (يوسف 108) و قال ايضاً: "وان يرو سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يرو سبيل الغي يتخذوه سبيلا" طبعا هذا على قراءة المشهور ولكن ابيّ كان يؤنث الضمير هنا ايضاً وكان يقرأ يتخذوها. وعلى فرض اعادة الضمير الى ليضل لا بد من النصب في يتخذها فمناه لان يضل عن سبيله ولان يتخذها هزوا.

خامساً : لوحظ في هذه الآية المباركة تناسب العذاب مع الجرم فانه يستهزأ بالآيات او يستهزأ بسبيل الله، فله عذاب مهين ايضاً.

 

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo