< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

37/09/05

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : الثمرة الخامسة

قال تعالى: "وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنِّي فَإِنِّي قَريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجيبُوا لي‌ وَ لْيُؤْمِنُوا بي‌ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"[1]

لما تحتوي هذه الآية المباركة من المعاني السامية والدروس العالية قررنا أن لا نكتفي في تفسيرها بليلة واحدة فنتابع بحثنا فيها الليلة أيضاً.

انّ الله تعالى قال في الآية المبحوث عنها: -اذا سألك عبادي- والعباد جمع العبد والعبد مملوك لمولاه ولكن لا يطلق العبد على كل مملوك بل المملوك الذي له شعور وإرادة فيشمل الانس والجن والملك والملكية على ثلاثة اقسام حقيقي ذاتي وهذا ينحصر في الله تعالى الذي هو خالق لكل شيئ حدوثاً و كل شيئ قائم به بقائاً، وملكية طبعية وهي كملكية كل مركب لاجزائه فنحن نملك جوارحنا من اليد والرجل والعين و الانف والرأس وغيرها من اجزاء البدن وكذالك الروح والعقل والنفس وغيرها من الجوانح ولكن مالكيتنا للجوارح والجوانح بالغير أي هي قائمة بالله كذواتنا، وملكية اعتبارية بحتة وهي الاموال والحقوق التي نمتلكها فلا علاقة عندها بين المالك والمملوك الا في عالم الإعتبار اعتبرها العقلاء وامضاها الشرع لنظم الامور وتحديد الصلاحيات والاختيارات لكل أحد او جهة. فالملكية الحقيقية الذاتية لله تعالى فعبوديتنا له ذاتي لا تعلل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الاقرار بالعبودية والعمل بمقتضاها هي التي تكون لنا شرف وكمال وكلما نكون اعبد لربنا كلما نكون أشرف وأعلى وهي التي تحررنا من العبودية لغير الله من النفس والشهوة وسائر خلق الله فعند ما يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: "وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُه‌" ( نهج خطبه 224) هذا الكلام يعني أنه عليه السلام حرّ من كل العالم ولا يستطيع شيئ أن يُحَرِّفَه عن طريق عبوديته لله الذي اختاره في لحياته.

نعم أن الله تعالى أكرم عباده بعنوان العبودية له، فلا يزعم أحدٌ أن هذا إذلال من الله لخلقه لأن عبودية الخلق لربهم تحرير لهم عن عبادة ما سواه والعكس صحيح. ولذا عند ما أراد عيسى عليه السلام أن يعرف نفسه وينزّه أمَّه وهو في المهد صبياً، فذكر عشرة من المفاخر لنفسه، اوّلها العبودية فقال: "إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَني‌ نَبِيًّا . وَ جَعَلَني‌ مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصاني‌ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا . وَ بَرًّا بِوالِدَتي‌ وَ لَمْ يَجْعَلْني‌ جَبَّاراً شَقِيًّا . وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"[2] وفي شهادتنا لأشرف الخلق بالنبوة في الصلاة نقول: "واشهد أن محمداً عبده ورسوله"، فالعبودية فوق الرسالة وهي التي رفع بمحمد مرتبة جعلته لائقاً لتلقي الرسالة. "والدعاء مخ العبادة" كما ورد في الأثر لأن الدعاء هو حديث العبد لربه.

ولا يخفى انه قد يكون العبد جاداً في دعائه ومسألته من المولى ولكنه لا يعرف الواقع فيطلب ما ليس له فيه المصلحة مثلا من يتمنى من الله مالاً او سيارة لو ملكها لوقع في مكاره لا يريدها مثله كمثل شخص يطلب من صديقه مأكولاً ظاهره لذيذ ولكن الطعام فيه سم مهلك فهو لو عرف الواقع لما تمناه فما هو الواقع ليس مطلوباً له وهو يزعم أن هذا الشيئ يفيده فيطلبه، كثير من الحاجات تكون هكذا فالله لا يستجيب لنا لأنه غير مطلوب لنا في واقع الأمر، فالمولى يمتنع عن الاجابة رحمة لعبده، لا بخلاً وكراهةً له.

ولكن قد لا يستجيب الدعاء لقصور في الداعي فهو ليس جاداً في دعائه وانما يتردد على لسانه كلمات من غير الالتفات الى المعاني، و قد استفدنا من الآية فوقها ومن غيرها أن الله يستجيب دعاء عبده اذا دعاه من دون شرط، كما بيناه في الليلة الماضية، فما ورد من الشروط لاستجابة الدعاء في الحقيقة هي شرط لتحقق الدعاء لأن مجرد تأدية الالفاظ ليست دعاءاً بل لابد من توجيه الخطاب الى الله حتى يصدق الدعاء والتوجيه موقوف على التوجُّه من العبد الى ربّه والتوجُّه هو الذي لا يتحقق الا إذا توفرت شروط، وقد ذكروا لاستجابة الدعاء ولرفعه الى السماء شروطاً:

منها: التنبُّه و حضور القلب: فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً بِظَهْرِ قَلْبٍ سَاهٍ فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَيْقِنْ بِالْإِجَابَةِ.[3]

و قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ التَّوْبَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ الصَّبْرَ لَمْ يُحْرَمِ الْأَجْرَ.[4] . والمراد من أعطل الدعاء يعني حالة الدعاء في نفسه وهي حضور القلب.

ومنها: تقديم الذكر والاستغفار وغيرها مما يلين القلب و يستوجب الذكر والتوجه الى الله:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِأَبِي بَصِيرٍ إِنْ خِفْتَ أَمْراً يَكُونُ أَوْ حَاجَةً تُرِيدُهَا فَابْدَأْ بِاللَّهِ فَمَجِّدْهُ وَ أَثْنِ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ص وَ سَلْ حَاجَتَكَ وَ تَبَاكَ وَ لَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَاب‌ إِنَّ أَبِي كَانَ يَقُولُ إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ سَاجِدٌ بَاكٍ.[5]

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَ مَقَالِيدُ الْفَلَاحِ وَ خَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَ قَلْبٍ تَقِيٍّ وَ فِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ وَ بِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ الْخَلَاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ.(المصدرص40)

وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَمَّن‌ حدثه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَطْلُبُهُمَا وَ لَا أَجِدُهُمَا، قَالَ: وَ مَا هُمَا؟ قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، فَنَدْعُوهُ وَ لَا نَرَى إِجَابَةً؟ قَالَ: أَ فَتَرَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمِمَّ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: لَكِنِّي أُخْبِرُكَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ فِيمَا أَمَرَهُ ثُمَّ دَعَاهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ أَجَابَهُ، قُلْتُ: وَ مَا جِهَةُ الدُّعَاءِ؟ قَالَ: تَبْدَأُ فَتَحْمَدُ اللَّهَ وَ تَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ ثُمَّ تَشْكُرُهُ ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ص- ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ فَتُقِرُّ بِهَا ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ مِنْهَا فَهَذَا جِهَةُ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ وَ مَا الْآيَةُ الْأُخْرَى قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: "وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" وَ إِنِّي أُنْفِقُ وَ لَا أَرَى خَلَفاً قَالَ أَ فَتَرَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمِمَّ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَ أَنْفَقَهُ فِي حِلِّهِ لَمْ يُنْفِقْ دِرْهَماً إِلَّا أَخْلَفَ عَلَيْهِ.[6]

ومنها: الازمنة الخاصة او الظروف المعينة التي توجب توجه العبد الى ربه، ولذالك ورد باب في الوسائل فيها روايات تُحرِّض على الدعاء في تلك اللحظات ونحن نكتفي بذكر عنوان الباب دون رواياتها حرصا على عدم الإطالة وهو باب 23- بَابُ اسْتِحْبَابِ الدُّعَاءِ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّيَاحِ وَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ نُزُولِ الْمَطَرِ وَ قَتْلِ الشَّهِيدِ وَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ الْأَذَانِ وَ ظُهُورِ الْآيَاتِ وَ عَقِيبَ الصَّلَوَات‌( المصدرص ).

ومنها: عدم تلوث العبد بالحرام والمعصية وتحليه بالصالحات: عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: لَا تَمَلَّ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ وَ عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ وَ طَلَبِ الْحَلَالِ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ وَ إِيَّاكَ وَ مُكَاشَفَةَ النَّاسِ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا وَ نُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا فَنَرَى وَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ.[7]

منها: الإكثار في الدعاء و المداومة عليه: فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي رِسَالَةٍ طَوِيلَةٍ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَدْعُوهُ وَ قَدْ وَعَدَ . عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ الِاسْتِجَابَةَ وَ اللَّهُ مُصَيِّرُ دُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- لَهُمْ عَمَلًا يَزِيدُهُمْ فِي الْخَيْرِ[8]

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ الدُّعَاءُ يَرُد الْقَضَاءَ بَعْدَ مَا أُبْرِمَ إِبْرَاماً فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ كُلِّ رَحْمَةٍ وَ نَجَاحُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِالدُّعَاءِ وَ إِنَّهُ لَيْسَ بَابٌ يُكْثَرُ قَرْعُهُ إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لِصَاحِبِهِ.[9]

ومنها : أن لا يكون المطلوب محرماً وما فيه المفسدة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَعَا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دَعْوَةً لَيْسَ فِيهَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ وَ لَا إِثْمٌ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا أَحَدَ خِصَالٍ ثَلَاثَةٍ إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ دَعْوَتَهُ وَ إِمَّا أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ وَ إِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَنْ نُكْثِرُ قَالَ أَكْثِرُوا.[10]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَاهُ وَ لَكِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ تُبَثَّ إِلَيْهِ الْحَوَائِجُ فَإِذَا دَعَوْتَ فَسَمِّ حَاجَتَكَ.[11]

عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِنَّ الدُّعَاءَ وَ الْبَلَاءَ لَيَتَرَا فَقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- إِنَّ الدُّعَاءَ لَيَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاما( المصدرص36)

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ وَ عَمُودُ الدِّينِ وَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.( المصدرص38)

و منها : أن لا ينحصر دعائه بظروف الحاجة والبلاء: فعَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ تَقَدَّمَ فِي الدُّعَاءِ اسْتُجِيبَ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ قِيلَ صَوْتٌ مَعْرُوفٌ وَ لَمْ يُحْجَبْ عَنِ السَّمَاءِ وَ مَنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ ذَا الصَّوْتَ لَا نَعْرِفُهُ.(ص40)

منها : أنه قد يؤخر الله الاجابة لأن يستمر العبد في دعائه الذي يقربه الى المولى ويعيش أجواء تفيده اكثر من قضاء حاجته، فعن ابي عبد الله عليه السلام قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمَلَكَيْنِ قَدِ اسْتَجَبْتُ لَهُ وَ لَكِنِ احْبِسُوهُ بِحَاجَتِهِ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَجِّلُوا لَهُ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ.(ص62)

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حَاجَتِهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَخِّرُوا إِجَابَتَهُ شَوْقاً إِلَى صَوْتِهِ وَ دُعَائِهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْدِي دَعَوْتَنِي فَأَخَّرْتُ إِجَابَتَكَ وَ ثَوَابُكَ كَذَا وَ كَذَا وَ دَعَوْتَنِي فِي كَذَا وَ كَذَا فَأَخَّرْتُ إِجَابَتَكَ وَ ثَوَابُكَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَيَتَمَنَّى الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا مِمَّا يَرَى مِنْ حُسْنِ الثَّوَابِ.

عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: إِذَا ظُلِمَ الرَّجُلُ فَظَلَّ يَدْعُو عَلَى صَاحِبِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ هَاهُنَا آخَرَ يَدْعُو عَلَيْكَ يَزْعُمُ أَنَّكَ ظَلَمْتَهُ فَإِنْ شِئْتَ أَجَبْتُكَ وَ أَجَبْتُ عَلَيْكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُكُمَا فَيُوسِعُكُمَا عَفْوِي.[12]

وهناك امور أخري تسبب التعجيل في الاستجابة او التأخير فيها لا مجال لذكرها فعليكم أن تراجعوا الى المجلد السابع من وسائل الشيعة ابواب الدعاء وابواب الذكر تجدون شيئا كثيراً.

كما ينبغي أن لا نغفل عن الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام ونعتبرها دروساً في العرفان والتربية والحقوق والاخلاق وغيرها من ابواب الفضل ولا نكتفي بقراءتها لطلب الحاجات او مجرد الإثابة بقراءتها ونسألكم الدعاء.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo