< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

41/04/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: كتاب الصلاة /صلاة الجماعة /أدلة عدم مشروعية الجماعة في النوافل/ روايات

كان كلامنا في سليم بن قيس وقد ذكرنا كلمات من الرجاليين والفقهاء والى هنا ثبت انه كان رجلا شريفاً ثقةً ومقبولاً الا ان الشهيد الثاني ما اقتنع به ولكن ناقش البعض في كتاب المستند اليه وفي متابعة البحث نقرأ عليكم نصا من صاحب الوسائل فانه قال:

(سليم بن قيس؛ الهلالي: روى الكشي أحاديث تشهد بشكره، و صحة (كتابه) قاله العلامة، ثم نقل عن بعضهم: أن كتابه موضوع، و استدل بقرائن، لا دلالة فيها. ثم قال العلامة: و الوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه، و التوقف في الفاسد من كتابه. انتهى. و ذكره أيضا من أولياء علي عليه السلام، نقلا عن البرقي. و قد تقدم في القضاء، ما يدل على عرض كتابه على علي بن الحسين عليه السلام، و الذي وصل إلينا، من نسخه ليس فيه شي‌ء فاسد، و لا شي‌ء مما استدل به على الوضع، و لعل الموضوع الفاسد غيره، و لذلك لم يشتهر، و لم يصل إلينا. و قد قال الثقة، الصدوق، محمد بن إبراهيم؛ النعماني في كتاب (الغيبة): ليس بين الشيعة خلاف في أن كتاب سليم بن قيس؛ الهلالي، من أكبر كتب الأصول، التي رواها أهل العلم، و أقدمها، و هو من (الأصول) التي ترجع الشيعة إليها، و تعول عليها. انتهى)[1]

و صاحب الوسائل عند ما يذكر الكتب المعتمدة التي روى عنها في كتابه يعد من الكتب المعتمدة التي قامت القرائن على ثبوتها و تواترت عن مؤلّفيها أو علمت صحّة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيها شكّ كتاب سليم بن قيس.

قال المامقانيّ: إنّ الرجل مشكور و كتابه صحيح.[2]

و قال السيّد الخوئيّ: إنّ سليم بن قيس في نفسه ثقة جليل القدر عظيم الشأن، و أمّا كتابه على ما ذكره النعمانيّ من الأصول المعتبرة بل من أكبرها و إنّ جميع ما فيه صحيح قد صدر من المعصوم أو ممّن لا بدّ من تصديقه و قبول روايته)[3] .

الاستنتاج من جميع ما ذكرناه ان سليم كان ثقة و هو من مقربي اربع من ائمة الهدى عليهم السلام، لكن كتابه الذي بين ايدينا اولاً: لم يصل الينا الا عن طريق ابراهيم بن عمر الصنعاني و ابان بن ابي عياش وليس لكلاهما توثيق، ثانياً: فيه من ما لا يمكن تصديقه كما روى عن موعظة محمد بن ابي بكر لأبيه و ما قد يقال كان المراد نصيحة عبد الله بن عمر لأبيه توجيه غير وجيه و لا يصحح الموجود، واما الاشكال في عد الائمة عليهم السلام ثلاثة عشر و توجيه الكلام بان المراد عد رسول الله منهم، كذلك خلاف الظاهر . مضافا الى انه في مكان آخر روى رواية بان الائمة من ولد علي عليهم السلام هم اثني عشر ولو ان صاحب الوسائل انكر وجود الفاسد في النسخ التي وصلت اليه.

لا يخفى عندما نقول بعدم توثيق كتاب او راوي من الرواة ليس معناه سقوطه عن الاعتبار بالمرة بل يستفاد منه في موارد كثيرة اولاً: في ما يذكر من التاريخ وذكر الوقائع فلا اقل نستفيد منه بدرجة الاحتمال واحيانا بمساعدة القرائن يصل الى الاطمئنان ثانياً: هي تفيد لإكمال الاستفاضة او التواتر. ثالثاً: قد يفيدنا في فهم المراد من التعبيرات في سائر الروايات. ثالثا: كثير منها تكون مما قياساتها معها كالروايات التي وردت في فضائل الاخلاق و مكارمها و مساوي الاخلاق ورابعاً: تفيدنا في السنن على مبنى التسامح فيها:

ولكن كما قلنا فيما نحن فيه كليني يروي الرواية عن سليم من غير طريق كتابه وسنده اليه صحيح ودلالتها على عدم جواز النافلة في الجماعة تامة فلا غبار عليها.

من الروايات التي استدل بها لعدم جواز الجماعة في النافلة رواية محمد بن سليمان واليك نصها:

وَ عَنْهُ(اي عن الشيخ عن علي بن حاتم) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصُّهْبَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ إِنَّ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِنَا اجْتَمَعُوا عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ مِنْهُمْ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ صَبَّاحٌ الْحَذَّاءُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع وَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَأَخْبَرَنِي بِهِ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً سَأَلَنَا عَنِ الصَّلَاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كَيْفَ هِيَ- وَ كَيْفَ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالُوا جَمِيعاً- إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ- صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ص الْمَغْرِبَ- ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ- الَّتِي كَانَ يُصَلِّيهِنَّ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ- ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ- فَلَمَّا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ- اللَّتَيْنِ كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ هُوَ جَالِسٌ- فِي كُلِّ لَيْلَةٍ قَامَ فَصَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً- ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ النَّاسُ- وَ نَظَرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ زَادَ فِي الصَّلَاةِ- حِينَ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ- فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ صَلَّيْتُهَا- لِفَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى الشُّهُورِ- فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ قَامَ يُصَلِّي فَاصْطَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ- فَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ- إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ نَافِلَةٌ وَ لَنْ نَجْتَمِعَ لِلنَّافِلَةِ- فَلْيُصَلِّ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ وَحْدَهُ- وَ لْيَقُلْ مَا عَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ كِتَابِهِ- وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا جَمَاعَةَ فِي نَافِلَةٍ- فَافْتَرَقَ النَّاسُ فَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى حِيَالِهِ لِنَفْسِهِ... (الحديث مفصل اخترنا منه محل الحاجة)[4]

في السند علي بن حاتم القزويني قال الشيخ في شأنه: (له كتب كثيرة جيدة معتمدة نحواً من ثلاثين كتابا الخ) [5]

فوثق كتبه مما يدل على توثيق المؤلف. و فيه أحمد بن علي قال فيه النجاشي: (الفايدي القزويني روى عنه ابن حاتم القزويني ثقة. وقال الشيخ فيه: ( الفايدي أبو عمرو القزويني شيخ ثقة من أصحابنا وجه في بلده...) ونفس التعابير ورد فيه عن النجاشي ايضاً .

وفيه محمد بن ابو الصهبان و ابو الصهبان هو عبد الجبار وثقه الكشي.

اما محمد بن سليمان فهو مشترك بين الثقة والمجهول و الضعيف والذي وثقه النجاشي هو بن الحسن بن جهم الزراري ولكنه ولد في سنة سبع وثلاثين و مأتين فلا يمكن ان يسأل عن امام الرضا عليه السلام فلا يحمل عليه. وعلى كل حال لم يثبت وثاقته. واما الدلالة فواضحة حيث ورد فيها: "ايها الناس ان هذه نافلة ولن نجتمع للنافلة" كما ورد فيها : "واعلموا انه لا جماعة في النافلة"


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo