< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

40/10/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: هل الولاية قابلة للتجزئة والتبعيض مكاناً /کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر الأمر بالمعروف

ثبت في ما ذكرناه في اليوم الماضي انّه لا يمكن فعلية الولاية لأكثر من فقيه في زمن واحد واهم ما دل على ذلك لزوم التزاحم واحيانا التعارض بين الولايات، فيأتي هنا سؤال آخر وهو:

انه هل الولاية قابلة للتجزئة والتبعيض مكاناً؟ اي هل يمكن ان تكون الولاية محصورة بصقع دون صقع و قطاع دون قطاع؟ او ليست قابلة للتبعيض؟ فمن اصبح ولياً فولايته تغطي جميع الاصقاع و يجب لكل المؤمنين ان يخضعوا لولايته اينما كانوا؟. او يجوز تحديد الولايات حسب الاصقاع المتباعدة؟

الجواب نعم ، يمكن تعدد الولايات في اصقاع متعددة ، لأنّ المانع من فعلية الولايات لفقهاء متعددة هو التزاحم فيما بينها. اما اذا تحققت ولاية فعليّة لبعض الفقهاء محصوراً على صقع معين فلا تُزاحم ولايةَ الآخرين في غيرها من البلاد، كما هو امر واقع طيلة التاريخ حيث تمّت ولاية بعض الفقهاء في بلده او قريته و لم يكن هناك مجال لتوسعة نطاق عمله كما كثيراً ما اتفق لبعض كبار الفقهاء كالشيخ الانصاري او ميرزا الحسن الشيرازي تلبية لطلب بعض النواحي ارسال بعض تلامذته وهم كانوا من كبار الفقهاء ليهاجر الى منطقة معينة و يأخذ بذمام امورهم حتى اصبح بعضهم مرجعاً للفتوى ايضا مع كون الشيخ في النجف، او ميرزا في سامراء حيان يرزقان. كمرحوم آية الله سيد عبد الحسين لاري فقد ارسله ميرزا الشيرازي الى منطقة فارس ليكون هناك محور علمي ايماني للشعب وهو كان من المراجع فاصبح مرجعا نافذ الكلمة في الفارس فحرض الناس على الجهاد لمواجهة قوى الاحتلال البريطاني فأخذته قوى الاحتلال ونفوه الى منطقة لار فاشتهر رضوان الله عليه بلاري بينما هو كان من دذفول.

كما ان مفاد نصوص المستدل بها لولاية الفقيه تفيد هذا المعنى مثلا في رواية أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَى أَصْحَابِنَا- فَقَالَ: "قُلْ لَهُمْ إِيَّاكُمْ إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَكُمْ خُصُومَةٌ- أَوْ تَدَارَى فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَخْذِ وَ الْعَطَاءِ- أَنْ تَحَاكَمُوا إِلَى أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ- اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ رَجُلًا قَدْ عَرَفَ حَلَالَنَا وَ حَرَامَنَا- فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ قَاضِياً- وَ إِيَّاكُمْ أَنْ يُخَاصِمَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِلَى السُّلْطَانِ الْجَائِرِ"[1] وابي خديجة كان كوفيا فالإمام امرهم بان يختاروا لمنطقتهم رجلاً لحل مخاصماتهم، وكذلك في مقبولة عمر بن حنظلة قال له الامام عليه السلام: "انظروا من كان منكم قد روى حديثنا...فاجعلوه حاكما فاني قد جعلته عليكم حاكماً" الحديث، فامر الامام ان يجعلوا لأنفسهم في منطقتهم حاكماً و هم كانوا في الكوفة. كما اهم عليهم السلام كانوا يشجعون بعض الفقهاء من اصحابهم بالجلوس في المسجد و الافتاء للناس.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo